وَرشةُ "المَلكِ والشّعب"!

 وَرشةُ "المَلكِ والشّعب"!
أحمد إفزارن
الأثنين 21 شتنبر 2020 - 10:30

وَرشةٌ مغربيةٌ كُبرى في الأفُق..
يَشتغلُ في إعدادِها ملكُ البلاد، على رأس مهاراتٍ مسؤولة.. ومَوعِدُ انطِلاقتِها المَيدانيّة: يناير 2021..
عُنوانُها "التغطيةُ الاجتِماعيّة لجميعِ المغاربة".. وتحتَ سقفٍ زمنِي يَمتدّ لخمسِ سنواتٍ قادِمة..
الوَرشةُ الكُبرى تعميمٌ للتّغطيةِ الاجتِماعية: تعميمُ التغطية الصّحية الإجبارية، والتعويضاتِ العائلية، والتّقاعُد، والتّعويض عن فُقدَان العمل..
وللورشةِ الكبرى تَفرّعاتٌ أخرى…
مشروعٌ استراتيجي يَنتظرهُ ملايينُ المغاربة..
والهدفُ: تطويقُ الفقرِ في البلد، وإنجازُ الإصلاحاتِ الضّروريةِ للتّعليم، والحَكَامة، والقِطاعِ الغيرِ مُهَيكَل، ومن ثمّةَ إحداثُ الاندماجِ المَطلوبِ في النسيج الاقتصادِي الوطني..
إنه توفيرٌ للحمايةِ الاجتماعية لكل المغاربة، وتعميمُ هذه الحماية على كلّ الفئات الاجتِماعية، بدءّا منَ الأكثرِ هَشاشة..
إن بلادَنا مُقبِلةٌ على أكبرِ ورشةٍ في تاريخِنا الاجتماعي، لإدماجِ كل الفئات الاجتماعية المغربية في تنميةِ البلد..
وهذا يُشَكل طفرةً كبرى، لإصلاحاتٍ قانونية واقتصادية وفي بقيةِ المجالات.. وهو أيضًا تطليقٌ للمُزايَداتِ السّياسية، والمُخاطَراتِ الانتِهازية..

  • هذه ورشةُ "المَلكِ والشّعب"!
    ولا نجاحَ بدُون مُعالجةٍ لمبادئَ أخرى سبقَ أن تَحدّثَ عنها الملكُ، وعلى رأسها الحَربُ على الفساد..
    ثورةٌ جِذريةٌ على الفساد في مُختلف الحقول، ومنها الفسادُ الإداري..
    وبهذا المشروع الاجتماعي الضّخم يتَهيّأ المغربُ للدّخولِ في مُنعطَفٍ فريدٍ من نوعِه، في تاريخ المغربِ الحديث..
    وهذه طفرةٌ إيجابيةٌ لا تنقُصُها شَراكات، ولا أموال، ولا مَصادرُ ثروةٍ وطنية، ولا برنامجُ عملٍ قصيرٍ ومُتوسطٍ وبعيِدِ المدَى..
    ولا تنقصُنا نحنُ المغاربةُ حُسنُ النوايا، والالتحامُ بالروح الوطنية والإنسانية..
  • مغاربةٌ حتى النّخاع!
    وأهلاً وسهلاً بوَرشتِنا الكبرى..
    وكلُّ الإمكانياتِ يُمكنُ توفيرُها بفضلِ هذه الاستراتيجية التاريخية، وفيها توظيفُ ما هو مُتاح، مع مزيدٍ من الحزم والعزمِ والجدّ، والعملِ يدًا في يد، لتوظيف كل كفاءات المغرب الجديد: كفاءاتِ الداخلِ والخارج..
    ولا ننسى ثرواتِنا الطبيعية، وهي في البرّ والبحر، ونُقَطٍ أخرى من خارطتِنا الوطنية..
    والمغاربةُ اليومَ أكثرُ حزمًا وعزمًا على الانخراط، نساءا ورجالا وشبابًا في توظيفِ كل القُدُراتِ الوطنية، لتحويلِ الاستراتيجةِ الملكيةِ إلى طفرةٍ ميدانيةٍ كُبرى على كلّ المُستَويات، وكل المَجالاتِ والحُقول..
  • هي ورشةُ "المَلكِ والشّعب"!
    ثورةٌ يقودُها الملكُ والشعب.. يدًا في يد.. لبناءِ المَغربِ الآخر.. مغربِ كل المغاربة..
    وستَلتحقُ كلُّ الطاقاتِ المغربية، في الداخلِ والخارج، بمَسِيرتِنا الاجتماعيةِ الكُبرى..
    مسيرةُ الحُقوقِ والواجبات..
    مسيرةُ النّماءِ للجميع.. بَناتِ وأبناءِ هذا البلد..
    ومعًا، نستطيع شقّ الأمواجِ والجبالِ والسّفوح.. وهذه طريقُنا السالكةُ إلى غدٍ هو خيرٌ للجميع..
    وها هو "المغربُ الجديد"، يَكشِفُ طاقاتٍ جبّارةً مُثمِرة مُنتِجة..
    طاقاتٌ نراها صباحَ مساء، بشوارعِ اللاّشُغل، واللاّتعلِيم، واللاّصِحّة، وفي مناطقَ نائية، وبَوادٍ مُنعزِلة، وفي شواطئِ الهجرةِ إلى المَجهُول..
    في هذا الفقر والجهل والمُغامرة، تُوجدُ ثرواتٌ كُبرى تحتاجُها بلادُنا..
    طاقاتٌ من الشباب الضائع، ويجِبُ ألاّ تَضِيعَ في خضمّ مُزايداتٍ تُوصَفُ بالسياسية..
    هذه الطاقاتُ تكشفُ عنها الورشةُ الملكيةُ الاجتماعيةُ الكُبرى..
    وما علينا إلا حُسنُ تدبيرِها، كي لا تكُونَ ضائعة..
    يجبُ تدبيرُ ما لا يجوزُ أن يضِيع.. تَدبيرُ الوجودِ الاجتماعي، وانتِشالُه من الهامش، وإلحاقُه بالتّنميّة الوطنيةِ الكُبرى..
    وستكونُ المشاركةُ الاجتماعيةُ استِثمارا كبيرا في ورشةِ الملكِ وشعبِه: ورشةٌ قد بدأت حتى قبل مِيعادِها الميدانِي المُحدّد..
    الجهاتُ المغربيةُ المُختَصّة تشتغلُ فيها حاليًّا، تحت الأضواءِ الملكية، لكي يكُونَ المَشروعُ الاجتماعي الكبير جاهِزا للتنفيذ في يناير 2021..
    إنّ الميدانَ الوطني بانتظارِ الإعلان عن انطِلاقِ أكبرِ ورشةٍ تنمويةٍ في تاريخِ المغرب..
  • إنها ورشةُ "الملكِ والشّعب"!
    ورشةٌ كُبرى تُنِمّ عن ثقافةٍ اطّلاعٍ عمّا هو معمُولٌ به في دُولٍ مُتطوّرة، من حيث تحقيقُ الرّفاهيّة الاجتماعية..
    وهذه الدولُ المتقدّمةُ المتحضّرة، وذاتُ الثقافة الإنسانية، تشتغلُ بنظامٍ اجتماعيّ شعارُه: "الحياةُ الكريمةُ للجميع"..
    نِظامٌ يُمَكّن كلّ المُواطنِين من دعمٍ اجتماعي يحفظُ لكلّ واحدٍ منهُم حياةً كريمة، وحقَّ السّكَن للعاطلين، والمتقاعِدين، والعجَزة..
    والأدمغةُ المغربية، وبتوجيهٍ من ملكِ البلاد، تستطيعُ هي الأخرى أن تُترجمَ هذا النظامَ الاجتماعي إلى تشغِيلِ جميعِ أفرادِ المُجتمع، وتحويلِهم إلى مُنتِجِين فعّالين في اقتِصادِ البلاد، بدلاً من إبقائِهم مُجرّدَ مُستَهلِكين..
    وإلى هذا علينا بتَبسِيطِ مِسطرة التّشغيل للجميع، نساءا ورجالا، مع دعمِ وتوفيرِ العيش لكل عاطلةٍ وعاطِل..
    والدولةُ تُقدّم لمُواطنيها خدماتِ الرعايةِ الصحّيٌة الشاملة، والتّأمينِ على البطالة..
    وهذا يتطلبُ تعَدُّدَ مصادرِ الدّخلِ العمومي، والشفافيةَ في مراقبةِ المالِ العام، وجعلِ المحاسبةِ تتمُّ بصفةٍ آلية على كل المسؤولين..
    والقانونُ فوق للجميع!
  • ورشةُ "المَلكِ والشّعب"!
    ورشةٌ كُبرى تستَطيعُ أن تجعلَ من بلدِنا دولةً كبرى هي أيضا تُحاسِبُ على التّجاوُزات، وتفرضُ الشفافية، وتضعُ الفصلَ بين الحداثةِ والدّينِ والقبَليّةِ واللّونِ والعِرقِ والجنس، وتجعلُ التعليم والصحةَ والعملَ في حالةِ المَجّانيّة، وتفرضُ منهجيةً دراسيةً فيها موادُّ تعليمية منها "الأخلاق، والتعايُش، وحقوق الإنسان، والالتزامُ بالقانون، وأداءُ الضرائب…"..
    ورشةُ "المَلكِ والشّعب" فُرصةٌ ثمِينةٌ لا يجُوزُ تضيِيعُها، ولا إدخالُها في خانةِ نقاشاتٍ حزبيةٍ فارغة..
    ولا في علاقاتٍ زَبونية.. ومَصلَحيّة..
    ويجبُ تجريمُ كلّ سلُوكٍ يُسئَ لمسارِ هذه الورشةِ الكُبرى..
  • ورشةِ "المَلكِ والشّعب"!

[email protected]

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...