يربطها بالمغرب خطان جويان.. مدريد تتحول إلى أسوء بؤر كورونا في أوروبا واستعدادات لإغلاقها مجددا
أضحت العاصمة الإسبانية مدريد تمثل كابوسا حقيقيا لحكومة بيدرو سانشيز نتيجة العودة القياسية لفيروس كورونا الذي يهدد بفرض إغلاق تام للمنطقة في محاولة لتطويق الأزمة بعدما صارت المستشفيات عاجزة عن مواكبة آلاف الإصابات الجديدة المسجلة كل يوم، في الوقت الذي أصبح فيه مصير ارتباطها بالخارج مجهولا، بما في ذلك الرحلتان الجويتان اللتان تربطانها بالمغرب.
ويوم أمس الأربعاء أعلنت وزارة الصحة الإسبانية أن مدريد ستخضع لعمليات إغلاق انتقائية، حيث سيتم تطويق مجموعة من الأحياء التي تسجل فيها أرقام إصابات كبيرة مع تحديد صارم لكيفية التحرك داخلها وإمكانية الدخول أو الخروج منها، في محاولة من السلطات لتفادي الإغلاق الشامل الذي سيعزل العاصمة عن باقي التراب الإسباني.
ووفق الخريطة التي أعلنتها السلطات الصحية في مدريد، فإن الإغلاق سيشمل على نطاق واسع الأحياء الموجودة جنوب العاصمة، وهو الأمر الذي يشي بخلق أزمة اجتماعية كون هذه المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة تُصنف كأحياء لذوي الدخل المحدود وللعمال الأجانب، وهؤلاء توجد أماكن عمل جلهم في قلب المدينة.
وتحاول السلطات تفادي توجيه ضربة اقتصادية جديدة للعاصمة الإسبانية، والتي بدأت تظهر معالمها من خلال التلويح بإعادة إغلاق المرافق التجارية، إلى جانب إمكانية وقف نشاط وسائل النقل العام من وإلى مدريد، كما يمكن أن يؤدي الإغلاق الشامل إلى وقف نشاط مطار "باراخاس" الدولي الذي يرتبط بالمغرب حاليا عبر رحلتين.
وتمثل مدريد إحدى أكبر تجمعات الجالية المغربية، هذه الأخيرة التي استفادت من القرار الاستثنائي للحكومة بإعادة فتح المجال الجوي للعالقين والقاطنين في إسبانيا من حاملي الجنسية المغربية وللإسبان القاطنين بالمغرب، هؤلاء الذي يمكنهم دخول التراب المغربي عبر رحلة الخطوط الملكية المغربية نحو مطار الدار البيضاء ورحلة شركة "العربية للطيران" صوب مطار طنجة.
ومنذ 16 يوليوز الماضي أصبح مؤشر الإصابات اليومية بفيروس "كوفيد 19" بمدريد يتجاوز الألف حالة، لكنه ابتداء من 4 غشت الماضي ارتفع بشكل صاروخي ليتجاوز 5000 حالة يوميا، وفي 11 شتنبر سجلت مدريد أسوء حصيلة على الإطلاق بوصولها إلى 12.183 حالة في يوم واحد، ليتجاوز إجمالي الحالات حاليا 108 آلاف بمتوسط يومي يبلغ 8200 حالة يوميا، أما إجمالي الوفيات فبلغ 8546، ويوجد في أقسام العناية المركزة 350 شخصا إلى حدود يوم أمس الأربعاء.
