100 مليون دولار وأرض في مراكش.. هذه قصة الهدايا السعودية والمغربية التي أطاحت بالملك خوان كارلوس

 100 مليون دولار وأرض في مراكش.. هذه قصة الهدايا السعودية والمغربية التي أطاحت بالملك خوان كارلوس
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 4 غشت 2020 - 17:34

وصل ملك إسبانيا السابق، خوان كارلوس الأول، إلى البرتغال حيث سيستقر بشكل نهائي، وفق ما كشفت عنه في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين وسائل إعلام إسبانية وبرتغالية التي قالت إنه اختار مدينة إستوريل ليعيش بها، الأمر الذي يعني أنه نفذ بشكل فوري ما جاء في رسالته إلى ابنه الملك الحالي فيليبي السادس، والتي أعلن من خلالها قراره مغادرة التراب الإسباني بسبب تبعات قضايا تهم حياته الشخصية".

وفاجأ عاهل إسبانيا المتنازل عن عرشه سنة 2014 وأول ملك بعد انتهاء المرحلة الديكتاتورية بموت الجنرال فرانكو وعودة الملكية للبلاد سنة 1975، (فاجأ) الجميع بقراره الذي يسعى من خلاله إلى حماية التاج الإسباني من تبعات تحقيقين قضائيين بخصوص احتمال تلقيه رشاوى من المملكة العربية السعودية بقيمة 100 مليون دولار، وعمليات تبييض أموال تتعلق بأرض شاسعة كان يملكها بالمغرب وشقق في سويسرا.

وتعود القضية الأولى إلى سنة 2008 حين تلقى العاهل الإسباني من السعودية وقتها "هدية" بقيمة 100 مليون يورو، تزامنا مع نيل مجموعة شركات إسبانية صفقة إنشاء خط قطار سريع يربط بين مدينتي مكة والمدينة في إطار المشروع المسمى "قطار الصحراء"، الأمر الذي بدأت سلطات مدريد البحث فيه سنة 2018، على اعتبار وجود شبهات ارتشاء.

وفي يونيو الماضي أعلن المدعي العام بالمحكمة العليا بمدريد عن فتح تحقيق قضائي بخصوص الصلة الجنائية للملك السابق بهذه القضية، وذلك إثر سقوط الحصانة عنه بعد تنازله عن العرش، وانطلاقا من كونه كان مطالبا بتحويل تلك الأموال إلى خزينة إسبانيا وفق القانون في حال ما كان قد تلقاها فعلا على شكل "هدية".

لكن هذه ليست القضية الوحيدة التي سببت إحراجا للبلاط الإسباني، فخوان كارلوس مشتبه في تورطه أيضا في عمليات غسيل أموال عن طريق عشيقته السابق، حيث سجل باسمها عقارات كانت مملوكة له في سويسرا والمغرب، تتضمن قطعة أرضية مساحتها 45 ألف كيلومتر مربع بمراكش، وهي الشبهات التي يحقق بشأنها القضاء السويسري.

وحسب الصحافة الإسبانية فإن تلك القطعة كانت هدية من الملك محمد السادس، لكن العاهل الإسباني لم يصرح بها لدى مصالح الضرائب في بلاده، وفضل بدلا عن ذلك نقلها باسم صديقته المقربة "كورينا زو ساين فيتجنشتاين"، المستشارة السابقة لأمير موناكو ألبير الثاني، عن طريق اثنين من مساعديه، وهو الأمر الذي فضحته هذه الأخيرة من خلال تسجيل صوتي مسرب.

وكان القصر الملكي الإسباني قد كشف، أمس الاثنين، مضامين الرسالة التي وجهها الملك السابق لبالغ من العمر 82 عاما لنجله الملك الحالي، وأرود فيها "صاحب الجلالة عزيزي فيليبي، مدفوعا بالرغبة نفسها في خدمة إسبانيا التي ألهمت فترة حكمي، وفي مواجهة مجموعة من التداعيات العامة التي تسببت فيها بعض الأمور التي حدثت سابقا في حياتي الخاصة، أود أن أعبر لكم عن رغبتي في تسهيل مهامكم بتوفير كل ما تحتاجونه من هدوء وسكينة تتطلبهما مسؤولياتكم الرفيعة، إن تاريخي وكرامتي هما ما يدفعانني إلى ذلك". 

وأردف الملك خوان كارلوس "قبل سنة عبرت عن رغبتي في التوقف عن الأنشطة الرسمية، والآن، مدفوعا باقتناعي بضرورة تقديم أفضل خدمة للإسبان ولمؤسساتهم ولكم كملك، أعلن عن قراري المدروس بالانتقال خارج إسبانيا خلال هذه المرحلة"، مضيفا "إنه قرار اتخذه بمشاعر عميقة، لكن بكثير من الهدوء، لقد كنت ملكا لإسبانيا طيلة 40 عاما تقريبا، ورغبت دائما في تقديم الأفضل للبلد وللتاج"، وهو القرار الذي اعتبره مجموعة من المراقبين بمثابة إعلان العاهل السابق عن الاتجاه نحو منفىً اختياري لإبعاد الملكية عن الفضائح، بعد أن دفعته الانتقادات قبل 6 سنوات إلى التنازل عن العرش.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...