سمير شوقي*
الأثنين 29 غشت 2022 - 18:40

اتقوا الله في أخلاقيات المهنة، وفي الأعراف الديبلوماسية

تتعرض الصحافة المغربية لنكسات متتالية من حيث حرية التعبير، لكن كذلك من حيث الجودة واحترام أخلاقيات المهنة.

ولنتخد الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وتونس كنموذج في معالجة أسبابها ومسبباتها وتحليلها بعمق.

لقد تابعتُ الإعلام التونسي المستقل (القطاع الخاص) ولمستُ فيه حرفية إلى حدٍ ما في المعالجة، إذ تم استقبال ضيوف من كل المشارب مغاربة وتونسيين، بما فيه إعلاميون ومحللون تونسيون انتقدوا بشدة موقف الرئيس التونسي، و تحدثوا عن الديبلوماسية المغربية باحترام.

عندنا هنا، أغلبية صحافة القطاع الخاص (الأغلبية وليس الكل) انبرت لانتقاد قرار قيس السعيد، أحياناً بلغة جارحة، ولم تستضيف أي صوت تونسي يزكي موقف السعيد ومناقشته في الأمر بشكل هاديء ورزين. وهذا قصور في الرسالة الإعلامية لا يخدم في شيء الديبلوماسية المغربية.

الطامة الكبرى، أن صحفاً ومواقع محترمة أساءت لشخص الرئيس التونسي، وهذا غير مقبول لا في الأعراف الديبلوماسية ولا في أخلاقيات المهنة. فإن كنا متفقين على كون الرئيس التونسي أخطأ التقدير و أساء لتاريخ العلاقات بين البلدين، فلا يمكن قبول التنمر على شخصه و لا التنقيص منه و التجريح أحياناً.

فما معنى أن تُنشر كاريكاتورات مسيئة  لشخص الرئيس التونسي، و له أنصار وموالين ضمن الشعب التونسي الذي نحترمه وعلينا احترام اختياراته ورموزه حتى لا نجعلها مواجهة بين شعبين.. كما نقف هنا في المغرب كرجل واحد وراء رموزنا ولا نقبل بأي شكل من الأشكال الإساءة لها.

معركتنا اليوم هي أن نكسب طبقات واسعة من الشعب التونسي وندافع عن خياره الديموقراطي ليحصل انتقال في السلطة يعيد الأمور لنصابها ونسترجع تونس العزيزة. ولن يتأتى هذا لا بالصراخ ولا بالهدم ولا باستهداف الشعب التونسي الشقيق.

فرحمة بهذه المهنة التي يلوى عنقها يوماً بعد يوم.

* صحفي وكاتب

الآراء الواردة في مقالات الرأي تعبر عن مواقف كاتبيها وليس على الخط التحريري لمؤسسة الصحيفة

ما يجب قوله للإسبان في مدريد؟

في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، اليوم الخميس، بمدريد الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع الرفيع المستوى، مع ما يعكس ذلك من تطور كبير في العلاقات الثنائية بين ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...