الجزائر تُعلن استعدادها لتنظيم القمة العربية باستحضار القضية الفلسطينية دون الصحراء

 الجزائر تُعلن استعدادها لتنظيم القمة العربية باستحضار القضية الفلسطينية دون الصحراء
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
السبت 17 شتنبر 2022 - 18:27

أعلن وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الخميس، أن بلاده مجندة من أجل تنظيم وإنجاح القمة العربية في دورتها الـ31 المزمع أن تكون يومي 1 و2 نونبر المقبل، مشيرا إلى أن الجزائر ستعمل على احتضان اجتماع للفصائل الفلسطينية قبل انطلاق القمة في إطار مساعي المصالحة بين هذه الفصائل.

وأضاف ذات الوزير أن هذ الاجتماع يبقى الهدف منه هو "تسهيل الوصول إلى وحدة عربية تدعم الوحدة الفلسطينية وتجعل من قمة الجزائر انطلاقة للعمل العربي المشترك قصد تحيين التضامن والتنسيق من أجل السلام الدائم والعادل المبني على احقاق الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، ورفع التحديات المطروحة في المجتمعات العربية من منطلق المصير المشترك والجماعي".

ولم يشر الوزير الجزائري لا من قريب أو من بعيد، لـ"القضية الصحراوية" التي يجعلها النظام الجزائري على قدم المساواة مع القضية الفلسطينية، الأمر الذي يوحي إلى أن الجزائر ترغب في تجنب حدوث أي انقسام في الأوساط العربية قبل انعقاد القمة، خاصة أن المغرب سبق أن حذر من استغلال الجزائر لهذه القمة لتصريف مواقف تدعم جبهة "البوليساريو" ضد المطالب المغربية المشروعة في الصحراء.

كما أن الجزائر تجد نفسها مضطرة لتجنب أسطوانة "الصحراء" في هذه القمة العربية، في ظل إجماع جل البلدان العربية على دعم المغرب في وحدة ترابه بما يتضمن ذلك إقليم الصحراء، وعدم اعترافهم بكيان "جمهورية الصحراء" التي تعترف بها الجزائر وتدعمها.

كما أن محاولة الجزائر لادراج ملف الصحراء في القمة العربية، سينعكس سلبا على صورتها، خاصة أنها أطلقت عدة شعارات دعائية تعلن من خلالها أنها ستجعل القمة العربية المقبلة، قمة لتوحيد الصف العربي، في حين أن مجرد الحديث عن الصحراء، سيكون بداية لانقسام كبير وفشل ذريع للقمة ككل.

وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، دعا مؤخرا إلى الحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وذلك عند حديثه عن القمّة العربية التي ستعقد بالجزائر مطلع الشهر المقبل.

وأكد السيسي في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى أنّ القمة العربية القادمة بالجزائر، تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات، مثشدّدا على "حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...