بعد العقوبات على روسيا وشح أسمدة الفلاحة دوليا.. رئيس كينيا يعقد صفقة مع الرباط لطرد البوليساريو مقابل استيراد أسمدة الفوسفاط

 بعد العقوبات على روسيا وشح أسمدة الفلاحة دوليا.. رئيس كينيا يعقد صفقة مع الرباط لطرد البوليساريو مقابل استيراد أسمدة الفوسفاط
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 19 شتنبر 2022 - 9:00

شكّل إعلان نجاح ويليام روتو في الوصول إلى رئاسة كينيا، خبرا جيدا للرباط، بالنظر إلى رغبة هذا الرئيس في بناء علاقات متينة مع المملكة المغربية في المجال الاقتصادي، وبالخصوص الرفع من واردات الأسمدة الفوسفاطية التي يُعتبر المغرب هو المصدر الأول لها على المستوى الدولي.

وبدأت تتضح بشكل تدريجي بعض معالم الأسباب التي أدت إلى فوز روتو برئاسة كينيا، وتظهر معها وجود "لمسة مغربية" في هذه الأسباب، كشفت عن بعض تفاصيلها صحيفة "ذا سيتيزن" الكينية، التي عادت إلى الحملة الانتخابية لروتو لتُبرز أن من بين أهم شعاراتها التي كانت، هي تخفيض أسعار الأسمدة المخصصة للزراعات، باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع وانخفاض أسعار المواد الغذائية.

وكرّر روتو أكثر من مرة في خطاباته خلال الحملة الانتخابية وفق ذات المصدر، أن "ارتفاع أسعار الأسمدة هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت تكلفة الغذاء باهظة الثمن"، مقدما للكينيين وعدا بالقول: "سنعمل على تخفيض أسعارها عند انتخابنا"، وهو ما يشير إلى وجود وعود مغربية تلقاها روتو بنى عليها حملته الانتخابية من أجل الفوز برئاسة البلاد.

وقالت الصحيفة الكينية، إن ما يصل إلى 1,4 مليون كيس من الأسمدة من المرتقب أن تصل إلى كينيا في الفترة المقبلة، من أجل شروع الحكومة الجديدة في تطبيق برنامجها الانتخابي الذي يبقى من أبرز نقاطه تقليص أسعار الأسمدة في السوق الكيني إلى حوالي النصف على كل كيس يحتوي على 50 كيلوغرام من الأسمدة.

كما أشارت الصحيفة ذاتها، إلى عزم حكومة روتو للتوقيع على اتفاقيات متوسطة وبعيدة الأمد في مجال استيراد الأسمدة من المغرب، وبالتالي، ستساهم هذه الاتفاقيات في تمتين العلاقات بين البلدين وسيكون لها تأثير على العلاقات الخارجية والقضايا التي تهم البلدين، معتبرة أن تغيير كينيا موقفها من قضية الصحراء يدخل في هذا الإطار.

وكان ويليام روتو قد أعلن يوم حفل تنصيبه رئيسا لكينيا، عن تغيير موقف نيروبي الداعم لجبهة "البوليساريو" التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب بسحب اعتراف كينيا بها، مقابل اتخاذ موقف جديد حيادي يبقى في صالح المملكة المغربية وخسارة للجبهة الانفصالية.

وكانت العديد من التقارير الدولية، قد أشارت في وقت سابق، أن الطلب الدولي على الأسمدة سيعرف ارتفاعا كبيرا جدا، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وتقليص موسكو من صادراتها من الأسمدة كورقة ضغط ضد الدول الغربية، مما يجعل الأنظار تتجه بشكل أكبر إلى المغرب.

وما يزيد من رفع قيمة المغرب كخيار كبير، هو العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على الصادرات الروسية، الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة تنقل شحنات الأسمدة الروسية إلى بلدان أخرى، وبالتالي قد تصرف دول عديدة النظر عن استيراد الأسمدة من روسيا وتعويضها بالمغرب.

وفي هذا الصدد، من المتوقع أن تستخدم الدبلوماسية المغربية، ورقة الفوسفاط والأسمدة، لدفع عدد من البلدان لاتخاذ مواقف لصالحه في قضية الصحراء، مثلما كان الحال مع كينيا، ونيجيريا، وقد تنضاف دول أخرى في المستقبل القريب، من بينها أنغولا.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...