سمير شوقي
الجمعة 23 دجنبر 2022 - 18:54

أيُّ مُستقبل لليسار بالمغرب؟

تابعت باهتمام كبير الندوة التي نظمها مركز روابط بكلية العلوم الاقتصادية و القانونية والاجتماعية بعين الشق حول مستقبل اليسار بالمغرب. وأغنى النقاش وجوه بارزة من اليسار المغربي كنبيلة منيب ونبيل بنعبد الله وابراهيم الراشدي وعلي بوعبيد.

وكان النقاش على قدر كبير من المسؤولية والشفافية اكتشف فيه الجيل الجديد من الطلبة سيرورة اليسار بالمغرب من قوته إلى تشرذمه ولكن كذلك سُبل التجميع والتوحد و إمكانية نجاح ذلك من عدمه.

وقد كانت الندوة مناسبة لتشريح الوضع السياسي بالمغرب بكل هفواته وتناقضاته وانتخاباته، مع نقد ذاتي لأحزاب اليسار والتركيز على "أسئلة اليوم" وتوحيد "المطالب والأهداف" انطلاقاً من تواجد كل أحزاب اليسار في المعارضة.

نبيلة منيب، وفية لخطابها المتعلق بالملكية البرلمانية والدولة الاجتماعية، اعتبرت أنه على اليسار المغربي أن يتجند لمواجهة النخب الفاسدة التي تسيطر على مراكز القرار، وذلك ليس بالضرورة عبر انصهار واندماج قِوى اليسار لكن بتقوية الصفوف لتحقيق الديمقراطية والعدالة المجالية والكرامة. ولم يغب اقتصاد الريع عن خطابها باعتباره أحد معيقات التنمية الاقتصادية.

أما علي بوعبيد فسرد تاريخ اليسار بالمغرب مشدداً على غياب يمين بمفهومه السياسي العالمي، وكذلك مُذكراً باندثار العمل السياسي الجامعي الذي كان مشتلاً لتكوين النخب السياسية. وفي صلب موضوع وحدة اليسار طالب أحزاب اليسار ببلورة مبادرة واضحة تبدأ بالإعلان عن الأعمدة المشتركة للاشتراكية المغربية دون تضييع للوقت في مشاريع وحدة أن تنجح أبداً.

ومن جانبه اعتبر نبيل بنعبد الله أنه على أحزاب اليسار أن تشتغل على مشروع معبىء يكون جريء وقوي و طالب كل مكونات اليسار بالتحلي بالتواضع والسمو كمدخل لتلطيف الأجواء و وضع شروط إنجاح المبادرة. وأضاف أنه على أحزاب اليسار تفعيل مقتضيات الدستور وبناء ملكية برلمانية و مجتمع الحريات وقيم المساواة و الدولة الاجتماعية والعمل على انفراج في النقاش السياسي بصفة عامة.

ابراهيم الراشدي من جهته ذكر بحالة "الضياع الفكري" التي يعيشها اليسار مضيفاً أن أزمة اليسار من صنع اليساريين أنفسهم بالأخطاء التي ارتكبوها، ونتاج مناخ دولي عام، مشدداً على ضرورة فتح قنوات التقارب بين يساريي المغرب.

في النهاية كان النقاش جدي بين القيادات اليسارية الحاضرة والقاعة المشكلة من طلبة الكلية، ويمكن استنتاج وجود إرادة سياسية لبلورة رؤية موحدة لكن مع معيقات مسطرية لن تُفك عقدتها إلا بالتخلي عن أي "أنا" بين يساريي المغرب.

الآراء الواردة في مقالات الرأي تعبر عن مواقف كاتبيها وليس على الخط التحريري لمؤسسة الصحيفة

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...