تعيين جوزي غونزاليز في مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الفرنسية يثير جدلا بسبب خلفيته الممجّدة لاستعمار الجزائر

 تعيين جوزي غونزاليز في مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الفرنسية يثير جدلا بسبب خلفيته الممجّدة لاستعمار الجزائر
الصحيفة – بديع الحمداني
الأثنين 2 يناير 2023 - 23:13

أثار تعيين السياسي الفرنسيي المنتمي إلى اليمين المتطرف، جوزي غونزاليز، نائبا لرئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية-الجزائرية، جدلا كبيرا، بسبب خلفيات غونزاليز الممجدة للاستعمار الفرنسي للجزائر، وتصريحاته التي ينكر فيها وجود أي جرائم مرتكبة من طرف فرنسا في حق الشعب الجزائري إبان الفترة الاستعمارية.

واعتبر العديد من الجزائريين أن هذا التعيين هو بمثابة إهانة للشعب الجزائري وذاكرته المرتبطة بالاستعمار الفرنسي، مشيرين إلى أن مواقف جوزي كانت دائمة تُمجد الاستعمار الفرنسي للجزائر، وتحمل تصريحاته الكثير من الحنين إلى تلك الفترة، علما أن هذا السياسي الفرنسي وُلد في الجزائر خلال خضوعها تحت السيادة الفرنسية.

وطالب الكثير من المهتمين بالشؤون الجزائرية الفرنسية، خاصة من الجزائريين، بضرورة إقالة جوزي غونزاليز من هذا المنصب، لأنه وجوده في مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية الفرنسية، هو "عار" وفق العديد من التغريدات على تويتر تعقيبا على تعيين غونزاليز.

وكان السياسي الفرنسي المذكور الذي ينتمي إلى حزب التجمع الوطني "RN" المتطرف الذي أسسه جان ماري لوبين، قد نشر على حسابه بتويتر تغريدة قال فيها ""يسعدني أن أعلن أنه تم تعييني نائبا لرئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الجزائرية من قبل مكتب الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي)"، وأضاف "هذا التعيين هو رمز اهتمامي الخاص بالعلاقات الفرنسية الجزائرية".

ويأتي هذا التعيين في خضم محاولات الجزائر وفرنسا لتجاوز الخلافات المرتبطة بـ"الذاكرة" المتعلقة بالاستعمار الفرنسي للجزائر، حيث كانت تصريحات أطلقها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، العام الماضي، قد خلقت جدلا كبيرا في الجزائر، عندما قال بأنه لم تكن هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، وأن فرنسا هي من خلقت الجزائر.

وبالمقابل، فإن الجزائر تطالب فرنسا بالاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب الجزائري إبان الفترة الاستعمارية، والتوقف عن ترويج ما تعتبره مصطلحات استعمارية ترفض فرنسا التخلي عنها، على غرار ما صرح به ماكرون العام الماضي، قبل أن يتوصل البلدان إلى تهدئة وإصلاح العلاقات خلال زيارة قام بها ماكرون في الشهور القليلة الماضية إلى الجزائر.

ويطالب الكثير من المهتمين الجزائريين، بضرورة تدخل أصحاب القرار لمنع تعيين بعض الأسماء الفرنسية المعروفة بلغتها الاستعمارية، مثل جوزي غونزاليز، في مناصب لها علاقة بالجزائر، مثل مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية الفرنسية، لأن استمرار مثل هذه "الممارسات" هي بمثابة إهانة للشعب الجزائري وتاريخه النضالي ضد الاستعمار الفرنسي.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...