مَصدر: فرنسا تستغل التاريخ لفرض هيمنة الريع الجيوستراتيجي.. وهي غير راضية عن تراجع موقعها كحليف للرباط أمام تطور العلاقات مع واشنطن

 مَصدر: فرنسا تستغل التاريخ لفرض هيمنة الريع الجيوستراتيجي.. وهي غير راضية عن تراجع موقعها كحليف للرباط أمام تطور العلاقات مع واشنطن
الصحيفة من الرباط
الجمعة 27 يناير 2023 - 9:00

في الوقت الذي دخل فيه المغرب في صراع مع البرلمان الأوروبي، بخصوص إعلانه الأخير الذي حمل إدانات للمملكة، والذي اتضح أن فرنسا كانت لاعبا أساسيا فيه، حلت كاتبة الدولة الأمريكية المكلفة بالمنظمات الدولية، ميشيل سيسون بالرباط للتأكيد على مسار آخر من العلاقات يربط المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث جددت دعم بلادها لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، مع التركيز على جهود المملكة في تحقيق السلم والأمن على المستوى الإقليمي.

وأشادت المسؤولة الحكومية الأمريكية بدور الملك محمد السادس الكبير في تحقيق السلم والأمن بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن المغرب يستضيف مكاتب 21 وكالة تابعة للأمم المتحدة، كما أن المملكة تساهم في البعثات الأممية لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يحظى بتقدير كبير من إدارة الرئيس جو بايدن، على حد تعبير سيسون، التي وصفت المغرب بـ"أحد أقرب وأقدم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية".

وتدفع هذه الزيارة وما صاحبها من تصريحات، كان من بينها إشارة كاتبة الدولة الأمريكية بـ"المناقشات الإيجابية والمثمرة" التي أجرتها مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، (تدفع) إلى عقد مقارنات بين العلاقات المغربية الأمريكية في مقابل العلاقات بين المملكة وفرنسا في الوقت الراهن، إذ لا تترك واشنطن أي فرصة لتمر كي تذكر بمدى عراقة روابطها بالرباط وأسسها الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة.

ويبدو الأمر مختلفا عندما يتعلق الأمر بفرنسا، البلد الذي يقود حاليا، من تحت الطاولة، حملات عدائية تصفها مصادر دبلوماسية بـ"الانتهازية"، مبرزا أنها تحاول التخلص من "إخفاقاتها الوصائية الموروثة عن الحقبة الاستعمارية"، الأمر الذي يبرز بشكل أوضح من خلال معاينة ثبات الموقف الأمريكي بخصوص مغربية الصحراء ودعم مخطط الحكم الذاتي، الذي لا تزال الإدار الأمريكية تصفه بالجاد والموثوق والواقعي، وبأنه الأساس الوحيد لحل عادل ودائم.

وترى مصادر متطابقة تحدثت إليها "الصحيفة" لفهم التقارب المغربي الأمريكي مقابل التباعد مع فرنسا، أن "الردة الأوروبية في العلاقة مع المغرب، وخاصة ما تقوم به فرنسا، يتيح المجال للرباط من أجل تعزيز وتنويع الشراكات مع حلفائها التقليدين، ولا سيما واشنطن"، مع التركيز على أن هذه العلاقات لا تتوقف عند استحضار الماضي، لكنها تستفيد من البناء التاريخي لتبادل وجهات نظر جديدة ومثمرة".

وفي مقابل ذلك، نجد أنه على الجانب الأوروبي، يتم استغلال التاريخ، من طرف فرنسا تحديدا، في محاولة فرض هيمنة الريع الجيوستراتيجي، فباريس، من وجهة نظر المتحدث نفسه، غير راضية عن تراجع موقعها كحليف للمملكة أمام تقدم وتطور العلاقات والتحالفات مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي في دجنبر من سنة 2020.

ولا تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية بدعم المغرب بشكل علني وعملي في قضية الصحراء فقط، وإنما أيضا تعترف بدوره القيادي كقطب للسلام والاستقرار على المستوى الدولي، وهو ما أشارت له ميشيل سيسون حين نوهت بدور الملك محمد السادس القيادي داخل الاتحاد الإفريقي في قضايا الهجرة، مع الإشادة أيضا بالنهج الإنساني الذي تتبعه المملكة في إطار الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء التي أعطى العاهل المغربي انطلاقتها.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...