جبهة "البوليساريو" تترقب زيارة سانشيز إلى الرباط وتخشى موقفا إسبانيا جديدا مُدعّما للمغرب في قضية الصحراء

 جبهة "البوليساريو" تترقب زيارة سانشيز إلى الرباط وتخشى موقفا إسبانيا جديدا مُدعّما للمغرب في قضية الصحراء
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 30 يناير 2023 - 14:31

تترقب جبهة "البوليساريو" الانفصالية، بقلق الزيارة المقررة لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى العاصمة المغربية الرباط، بين 1 و 2 فبراير المقبل، لعقد الاجتماع الرفيع المستوى مع الحكومة المغربية، حيث تخشى الجبهة الانفصالية أن تُعلن مدريد خلال هذا الاجتماع عن موقف جديد مُدعم للمغرب في قضية الصحراء، وهو الأمر الذي يزيد من أزماتها الدبلوماسية.

وأعرب عدد من القياديين في جبهة "البوليساريو" في وقت سابق عن آمالهم بأن لا يحدث الاجتماع الرفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، وقد ضغط "حلفاء" الجبهة الانفصالية، المتوغلين في بعض الأحزاب السياسية في إسبانيا، من أجل دفع حكومة سانشيز إلى إلغاء زيارتها إلى المغرب بدعوى "خروقات حقوق الانسان" التي أشار إليها البرلمان الأوروبي في قراره الآخير ضد الرباط.

كما طالبت هذه الأطراف السياسية، وعلى رأسها حزب "بوديموس" الداعم لأطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة "البوليساريو"، من حكومة سانشيز، بتوضيح أجندات الاجتماع الرفيع المستوى مع المغرب، وخاصة في قضية الصحراء، حيث أعرب الحزب المذكور عن خشيته من اتخاذ مدريد لموقف مساند للمغرب في هذه القضية خلال الاجتماع المرتقب.

وتكشف تصريحات مسؤولي "البوليساريو"، وتصريحات السياسيين الإسبان الداعمين للجبهة الانفصالية، عن وجود مخاوف من القرارات التي سيتم اتخاذها بين الحكومتين المغربية والإسبانية، وبالخصوص في قضية الصحراء التي يُتوقع أن تُجدد مدريد في هذا الاجتماع موقفها الجديد الداعم لمقترح المغرب لحل نزاع الصحراء، ويتعلق الأمر بمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية.

وقالت صحيفة "إل بوبليكو" الإسبانية، أول أمس الأحد، إن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، سيرافق معه إلى المغرب، وفدا حكوميا كبيرا، سيضم على الأقل 9 وزراء، بينما من المتوقع أن يغيب 3 وزراء آخرين بسبب انتمائهم إلى حزب "بوديموس".

وحسب ذات المصدر، فإن الوزراء المرتقب أن يرافقوا سانشيز إلى العاصمة المغربية الرباط، هم وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، ووزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا، ووزيرة العدل بيلار لوب، ووزيرة النقل والتنقل والأجندة الحضرية راكيل سانشيز، ووزيرة التعليم والتدريب المهني  بيلار أليجريا، ووزير الصناعة والتجارة والسياحة رييس ماروتو.

كما سيرافق سانشيز أيضا، وفق المصدر الإعلامي نفسه، وزير الزراعة ومصايد الأسماك والغذاء والبيئة لويس بالناس، ووزير الثقافة والرياضة ميكيل إيسيتا، إضافة إلى وزيرة العلم والابتكار ديانا مورانت، ووزير الادماج والضمان الاجتماعي والهجرات خوسي لويس اسكريفا.

وأشارت "إل بوبليكو"، أن الوزراء الثلاثة المنتمين إلى حزب "بوديموس" المعارض للمغرب، والمشاركين في حكومة سانشيز، من المتوقع بقوة أن يغيبوا عن حضور الاجتماع الرفيع المستوى في الرباط، ويتعلق الأمر بكل من يولاندا دياز وزيرة الشغل، وإيون بيلارا وزيرة الحقوق الاجتماعية، وألبرتو غارزون المسؤول عن قطاع الاستهلاك، وقد أعلنوا سابقا أنهم لن يشاركوا في هذا الاجتماع.

وكانت تقارير إعلامية إسبانية، قد تحدثت في وقت سابق، أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بدوره لا يرغب في التوجه إلى المغرب وبرفقته أعضاء ينتمون إلى حزب "بوديموس" تفاديا لما يُمكنه أن يتسبب في نسف الاجتماع، خاصة أن المغرب أعرب عن عدم رضاه لسياسية الحزب المذكور.

ويتبنى "بوديموس" مواقف مضادة للمغرب في العديد من القضايا، ومن أبرزها قضية الصحراء المغربية، حيث ينحاز إلى أطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة "البوليساريو" الانفصالية، كما أنه عارض -بالرغم من مشاركته في حكومة سانشيز- موقف مدريد الأخير الداعم للمغرب في قضية الصحراء.

هذا ويرغب سانشيز في أن يكون اللقاء رفيع المستوى المرتقب مع المغرب، بداية لانطلاقة حقيقية في علاقات متميزة ومثمرة مع المغرب، وبالتالي يُتوقع أن يكون هذا الاجتماع بابا للتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...