"تجاهل" سبتة ومليلية في الاجتماع رفيع المستوى يُبقي الجمارك التجارية و"الفيزا" دون قرارات نهائية

 "تجاهل" سبتة ومليلية في الاجتماع رفيع المستوى يُبقي الجمارك التجارية و"الفيزا" دون قرارات نهائية
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 5 فبراير 2023 - 17:41

لم يخرج الاجتماع رفيع المستوى الذي جمع الحكومة المغربية بنظيرتها الإسبانية في العاصمة الرباط بين 1 و2 فبراير الجاري، بأي قرارات واضحة بشأن الجمارك التجارية في كل من سبتة ومليلية، ومسألة تأشيرة العبور إلى المدينتين بالنسبة للمواطنين المغاربة المقيمين في المدينتين المحتلتين.

وبالرغم من أن السلطات الإسبانية قامت بفتح مكتب جمركي بباب سبتة وتنظيم أولى عمليات عبور البضائع بشكل تجريبي قبل الاجتماع رفيع المستوى، إلا أنه لم يتم إطلاق عملية عبور البضائع بين سبتة والمغرب بشكل كامل وواضح إلى غاية اليوم، بسبب عدم توضيح رؤية العمل في هذا المعبر الجمركي خلال الاجتماع بين حكومتي البلدين.

ولازالت العديد من التساؤلات تُطرح، خاصة من طرف الفاعلين التجاريين الإسبان في سبتة، حول حجم ونوع البضائع التي سيُسمح بعبورها من باب سبتة إلى المغرب، والبضائع التي سيتم استيرادها، وهو نفس الأمر يتعلق بالمكتب الجمركي بمليلية الذي بدروه لم يعد إلى نشاطه السابق منذ 2019.

كما أن الاجتماع رفيع المستوى لم يتطرق إلى قضية أخرى تطرح العديد من التساؤلات بالنسبة للمواطنين المغاربة الذين يقيمون في مدن مثل تطوان والناظور، ويتعلق الأمر بدخول سبتة ومليلية، حيث لم يصدر أي قرار بشأن ما إذا كان سيتم الإبقاء على شرط "الفيزا" بشكل دائم أم أن هذا الشرط لازال مؤقتا.

وكان سكان المدن المجاورة لسبتة ومليلية يدخلون في السابق إلى المدينتين بجواز السفر فقط دون الحاجة لتأشيرة، قبل أن يقرر المغرب وإسبانيا بعد العودة التدريجية لحركة العبور بين البلدين جراء تراجع وباء كورونا، بالسماح للحاصلين على التأشيرة فقط لدخول المدينة، كقرار مؤقت، غير أنه مر الآن أكثر من سنة على هذا القرار دون أي إشارات بتغييره أو بإبقائه بشكل دائم.

وكانت الكثير من التوقعات تشير إلى الان الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في 1 و 2 فبراير، سيخرج بقرارات نهائية حول هذه القضايا، إلا أن ذلك لم يحدث، لتبقى التساؤلات مطروحة، حول نشاط الجمارك، وشرط "الفيزا".

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات المحلية في سبتة سبق أن طالبت مدريد مرارا بضرورة مناقشة موضوع التأشيرة مع المغرب والخروج بقرار نهائي يُقرّ بإبقاء شرط التأشيرا ساريا على جميع المواطنين المغاربة وإنهاء العمل باستثناء "شينغن" الذي كان ممنوحا لسكان تطوان وعمالة المضيق الفنيدق لدخول سبتة، وسكان إقليم الناظور لدخول مليلية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...