الملك محمد السادس ينهي مهام بنشعبون في باريس رسميا.. فراغ دبلوماسي يؤكد أزمة غير مسبوقة بين المغرب وفرنسا

 الملك محمد السادس ينهي مهام بنشعبون في باريس رسميا.. فراغ دبلوماسي يؤكد أزمة غير مسبوقة بين المغرب وفرنسا
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 9 فبراير 2023 - 23:25

تأكد بشكل رسمي وجود فراغ دبلوماسي في سفارة المغرب في باريس، في غمرة الأزمة غير المسبوقة بين البلدين، وذلك بعدما نشرت الجريدة الرسمية بلاغا لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، صادر بتاريخ 19 يناير 2023، يتم بموجبه إنهاء مهام محمد بنشعبون كسفير للمغرب لدى فرنسا بتعليمات من الملك محمد السادس.

ونُشر هذا البلاغ في الجريدة الرسمية بتاريخ 2 فبراير 2023، أي بعد شهر من استقبال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للسفير الفرنسي الجديد بالرباط، الذي قدم نسخا من أوراق اعتماده بصفته سفيرا مفوضاً فوق العادة للجمهورية الفرنسية لدى الملك محمد السادس، وذلك بتاريخ 30 دجنبر 2022، علما أنه لم يحظ إلى الآن باستقبال ملكي.

وكان الملك محمد السادس قد عين بنشعبون مديرا عاما لصندوق الاستثمار الذي يحمل اسمه، وذلك بتاريخ 19 أكتوبر 2022، في ظل فراغ دبلوماسي في السفارة الفرنسية بالرباط، إثر إعلان مغادرة السفيرة السابقة هيلين لوغال إلى بروكسيل لبدء مهامها الجديدة في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تزامن مع تفاقم الأزمة بين البلدين بسبب ملف التأشيرات وكذا ضبابية الموقف الفرنسي من قضية الصحراء.

قرار إنهاء محمد بنشعبون سفيرا للمغرب في فرنسا منشور في الجريدة الرسمية

وإلى غاية اليوم لم يُعين المغرب سفيرا جديدا له في فرنسا، حتى بعد قدوم كاثرين كولونا، وزير خارجية فرنسا إلى الرباط، ولقائها مع نظيرها بوريطة، حيث أعلنت عن دعم بلادها لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء والمسار الأممي لإيجاد تسوية نهائية للملف، قائلة إن "فرنسا ربما البلد الوحيد الذي دعم المقترح المغربي، وساندته داخل الأمم المتحدة لأنها تراه يخدم مصالح المغرب".

وحاولت كولونا، التي أتت حينها لمناقشة موضوع الزيارة المرتقبة والمؤجلة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، أن تمهد الطريق لفصل جديد أكثر إيجابية في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لذلك أعلنت من الرباط عن انتهاء قرار تقليص التأشيرات المسلمة للمغاربة إلى النصف وعودة النشاط القنصلي بين البلدين إلى طبيعته.

لكن كل ذلك لم يكن كافيا لعودة العلاقات بين الرباط وباريس إلى طبيعتها، وذلك بعدما أصدر البرلمان الأوروبي مؤخرا تقريرا حول "احترام حرية الرأي والتعبير في المغرب"، والذي اتضح أن أعضاء حزب ماكرون كانوا من بين المصوتين لفائدته، وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية المغربية لم تتهم باريس بشكل رسمي بالوقوف وراء الأمر إلا أن إشارات صريحة بهذا المعنى سدرت عن البرلمان المغربي.

ويأتي قرار الملك محمد السادس إنهاء مهام بنشعبون على رأس السفارة المغربية بالرباط، بعد عام و3 أشهر على تعيينه، دون تبرز أي مؤشرات إيجابية لتحسن العلاقات بين المغرب وفرنسا، إذ إن الزيارة المرتقبة لماكرون، والتي سبق لوزارة الخارجية الفرنسية أن أكدت بشكل رسمي الإعداد لها، يبدو مصيرها غامضا منذ أسابيع إثر تراجع الحديث عنها.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...