كِيفاش بَاغِي تْرَبِي المغاربة وَنْتَا مَا كَتَعْرَفْش حتى كِيَفاش تَهْدَّر.. "كلاش" الرابور ديزي دروز يَقصف جبهة أخنوش وحزبه وحكومته

 كِيفاش بَاغِي تْرَبِي المغاربة وَنْتَا مَا كَتَعْرَفْش حتى كِيَفاش تَهْدَّر.. "كلاش" الرابور ديزي دروز يَقصف جبهة أخنوش وحزبه وحكومته
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 14 فبراير 2023 - 21:00

في الوقت الذي اعتقد فيه الكثيرون، بمن فيهم الذين عاشوا فترة الانتشار السريع للراب المغربي وتأثروا بها في الألفينات، أن الحس النقدي اللاذع لهذا الفن الموسيقي قد تلاشى أمام موجة "الكلاش" التي أصبحت سهامها تُوجه إلى المغنين فيما بينهم عوض أن تصيب الطبقة السياسية وتستهدف أعطاب المجتمع، برز "ديزي دروس" إلى الواجهة من جديد بأغنية جديدة بعنوان "مع العشران" لتؤكد أن هذا النوع الغنائي لا زال قادرا على انتقاد الأوضاع الراهنة بشدة وذكاء.

ونشر الفنان عمر سهيلي، الشهير بديزي "دروز"، أغنيته الجديدة على "يوتوب" اليوم الثلاثاء، وسرعان ما تحول إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب خطابها النقدي الموجه إلى الطبقة السياسية في ظروف صعبة اجتماعيا واقتصاديا، حيث أصبحت الأسعار تؤرق بال المواطن المغربي، ووصلة خيبة الأمر في قدرة حكومة عزيز أخنوش على تنزيل شعار "تستاهلو احسن" على أرض الواقع، إلى ذروتها وهي تراه أحد مسببات الغلاء الرئيسية.

ولم يتخل ديزي دروس عن دوره كـ"كلاشور" يُتقن ترصيص العبارات الصريحة والمبطنة لخصومه من مغني الراب، الذين حضر بعضهم في الفيديو كليب بشكل رمزي، مثل دون بيغ ومنال، لكنه هذه المرة ركز بشكل أكبر على السياسيين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش وحزبه التجمع الوطني للأحرار، الذي لعب ديزي دروس نفسه دوره وهو يروج خطابا دعائيا مستهلكا.

وأمام منبر يحمل شعار عصفور لعبة "أنغري بيرد" بلون أزرق سماوي، مع عبارت "عاكرني" و AGRNI، وقف ديزي دروس ببدلة وشعر مُسرح إلى الخلف، وكانت الإشارة واضحة لحزب التجمع الوطني للأحرار صاحب رمز الحمامة والمعروف اختصارا بـ RNI، وإلى زعيمه ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذين كان يتلقى أسئلة أحد الصحافيين بوجه عابس ويجيب عليها بطريقة متعالية.

وبشكل أكثر وضوحا، وجه ديزي دروس سهام النقد لخطاب أخنوش الشهير حول إعادة تربية المغاربة، حيث أورد في الأغنية "كيفاش باغي تربي المغاربة ونتا ما كتعرفش حتى كيفاش تهدر"، قبل أن يعيد تمثيل مشهد الصحافي العراقي منتظر الزايدي، الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه خلال ندوة صحفية، ما عرضه للاعتقال والتعنيف.

ورغم أن أخنوش كان بطل "كلاش" ديزي دروس، بما في ذلك إيحاءات حول ثروته وطريقة تعامله مع قضايا المغاربة، إلا أن الفيديو كليب حمل انتقادات رمزية أخرى للطبقة السياسية والمثقفة، التي تحترف التلاسن فيما بينها بعيدا عن قضايا المواطن، حيث ظهر شخص يشبه عبد الإله بن كيران وآخر يشبه أحمد عصيد في برنامج "معاكم حروبات" على قناة الحريرة، لمقدمه فيصل القاصف.

ولا يحتاج الأمر إلى الكثير من الذكاء لمعرفة أن المشهد يحيل على ملاسنات برنامج "الاتجاه المعاكس" على قناة الجزيرة القطرية، لمقدمه فيصل القاسم، وفي الأمر انتقاد صريح للتيارين الإسلامي المحافظ وللأمازيغي أو الحداثي، باعتبار المنتمين لهما لا يتقنون إلا المناقرات فيما بينهم بعيدا عن واقع المجتمع المغربي، لدرجة أن الضيفين يقلبان الطاولة على بعضهما دون أن يُنصتا أساسا لكلام مقدم البرنامج.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...