ردا على استدعاء تبون لسفيره من باريس بسبب قضية بوراوي.. فرنسا تُنهي مهام سفيرها في الجزائر بإحالته على التقاعد

 ردا على استدعاء تبون لسفيره من باريس بسبب قضية بوراوي.. فرنسا تُنهي مهام سفيرها في الجزائر بإحالته على التقاعد
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 20 فبراير 2023 - 20:00

لا يبدو أن لدى فرنسا قدرة كبيرة على الصبر تجاه الجزائر بخصوص قضية استدعاء السفير، على النقيق مما عليه الحال بالنسبة لإسبانيا، فبعد أيام قليلة على استدعاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سفير بلاده من باريس، على خلفية خروج الناشطة المعارضة الجزائرية الحاملة للجنسية الفرنسية أميرة بوراوي من تونس، أنهت باريس مهام سفيرها في الجزائر عبر إحالته على التقاعد.

وأصدرت الخارجية الفرنسية مرسوما بتاريخ 17 فبراير 2023، يعلن إحالة فرانسوا غوييت، السفير الفرنسي لدى الجزائر، على التقاعد، حيث أوردت الوثيقة أنه سيُصبح بإمكانه الاستفادة من معاشه التقاعدي ابتداء من 1 غشت 2023، علما أن السفير سيكمل 67 عاما بتاريخ 17 يونيو 2023، وهو ما يعني إنهاء مهامه بشكل ضمني عن طريق إحالته على التقاعد.

ويأتي ذلك بعد أقل من 10 أيام من قيام الجزائر بسحب سفيرها من باريس، فبتاريخ 8 فبراير 2023، قال بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية إنه "في أعقاب المذكرة الرسمية التي أعربت من خلالها الجزائر عن احتجاجها بشدة على عملية الإجلاء السرية وغير القانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري، أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا، السيد سعيد موسي، فورًا للتشاور".

وتأكيدا على ارتباط الأمر بقضية أميرة بوراوي، قالت وكالة الأنباء الرسمية في اليوم نفسه إن وزارة الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج، أعربت لسفارة فرنسا عن "إدانة الجزائر الشديدة لانتهاك السيادة الوطنية من قبل موظفين دبلوماسيين وقنصليين وأمنيين تابعين للدولة الفرنسية، شاركوا في عملية إجلاء سرية وغير قانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري"، وتابعت "ترفض الجزائر هذا التطور غير المقبول والذي يلحق ضررا كبيرا بالعلاقات الجزائرية الفرنسية".

ومن عادة فرنسا ألا تلجأ لسحب سفرائها بشكل علني من دولة لها معها أزمة سياسية، وهو النهج التي اتبعته مع المغرب قبل اشهر، حين أنهت مهام سفيرتها السابقة في الرباط، هيلين لوغال، التي توصلت بقرار نقلها من طرف حكومة بلادها إلى بروكسيل شهر شتنبر من العام وبدأت مهمتها الجديدة كرئيسة لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في خدمة العمل الخارجي الأوروبي شهر أكتوبر من السنة نفسها.

ومباشرة بعد ذلك، وتحديدا في 19 أكتوبر 2022، عين الملك محمد السادس محمد بن شعبون رئيسا لصندوق الاستثمار الذي يحمل اسم العاهل المغربي، وبتاريخ بتاريخ 2 فبراير 2023 نشرت الجريدة الرسمية بلاغا لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، صدر بتاريخ 19 يناير 2023، يتم بموجبه إنهاء مهام محمد بنشعبون كسفير للمغرب لدى فرنسا بتعليمات ملكية، بعد أيام فقط على شروع كريستوف لوكورتيي في عمله بالرباط كسفير مفوض فوق العادة لدى المملكة.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...