غاريدو رابع مدرب في ظرف ستة أشهر.. هذه ثلاث مؤشرات لنجاح أو فشل تجربة الإطار الإسباني مع الوداد‎‎

 غاريدو رابع مدرب في ظرف ستة أشهر.. هذه ثلاث مؤشرات لنجاح أو فشل تجربة الإطار الإسباني مع الوداد‎‎
الصحيفة - عمر الشرايبي
الأثنين 27 فبراير 2023 - 14:43

بات المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو، رابع إطار فني يشرف على العارضة التقنية لفريق الوداد الرياضي البيضاوي، خلال الموسم الكروي الجاري، خلفا لزميله التونسي المهدي النفطي، الذي استغنى النادي "الأحمر" عن خدماته، أمس الأحد.

المهدي النفطي، الذي تعاقد معه الوداد، بداية يناير الماضي، لم يطل مقامه رفقة الفريق، رغم ارتباطه بعقد لغاية 30 يونيو 2023، إذ قاد بطل المغرب في 12 مباراة فقط؛ تسعة في البطولة الاحترافية، واحدة في مسابقة كأس العرش، اثنتين في مسابقة دوري أبطال إفريقيا ومباراة في مسابقة كأس العالم للأندية، سجل خلالها ثلاث هزائم وتعادلين.

ويأتي التعاقد مع غاريدو، الذي سبق له تدريب الوداد، خلال فترة قصيرة، خلال موسم 2019/2020، في سياق اللاستقرار التقني الذي يعرفه الفريق منذ انطلاقة الموسم، بداية من التخلي عن خدمات الحسين عموتة، مرورا بإسناد المهام للإطار الوطني حسن بنعبيشة، ثم التعاقد مع المهدي النفطي، قبل قرابة شهرين.

خوان كارلوس غاريدو.. اختبار النتائج المحلية والقارية!

بتعاقدها مع الإسباني خوان كارلوس غاريدو، تراهن إدارة الوداد، برئاسة سعيد الناصيري، على صون مكتسبات الموسم الماضي، في مقدمتها الدفاع عن لقب دوري أبطال إفريقيا الذي أحرزه الفريق، خلال نسخة العام الماضي، ثم الرهان على التتويج بلقب الدوري المحلي للمرة الثالثة تواليا.

بالرغم من بدايته المتعثرة بالخسارة أمام شبيبة القبائل الجزائزي، إلا أن غاريدو يملك فرصة مواتية من أجل استعادة فريقه لزمام الأمور داخل المجموعة الأولى، في انتظار المواجهة المقبلة أمام فريق فيتا كلوب الكونغولي، المؤجلة عن الجولة الأولى، والتي ستسمح للوداد بالارتقاء للصدارة، في حال تحقيق نقاط الانتصار.

في حملته الإفريقية، مازال الوداد يحافظ على حظوظه قائمة، ليس فقط من أجل التأهل لدور ربع النهائي، وإنما في أفق تصدر المجموعة التي لم تتضح معالمها بعد، رغم مرور ثلاث جولات.

في المقابل، ستكون الواجهة المحلية أكثر صعوبة أمام كتيبة غاريدو، الأخير الذي أضحى يملك تجربة محلية كبيرة، بعد تعاقبه على دكة بدلاء الرجاء والوداد، إلا أن بطولة هذا الموسم تختلف عن سابقاتها، حيث يشتد الصراع هذه السنة، بين أندية أربعة؛ الجيش الملكي والوداد والفتح الرباط والرجاء الرياضي البيضاوي.

وفي انتظار لعب المواجهة المؤجلة أمام أولمبيك خريبكة، فإن الوداد سجل 35 نقطة من أصل 17 مباراة، وهو معدل لابأس به إلى حدود المتوسط، مقارنة مع نسق البطل المتوج في العام الماضي، وهو ما سيسعى غاريدو للبحث عنه في الثلث الأخير من الموسم الجاري.

وصفة غاريدو.. نسق كروي مختلف بفكر جديد!

ما كان يعاب على الإطار التونسي المهدي النفطي، هو طريقة قراءته للمباريات، رغم أن الوداد كان يخرج منتصرا فيها، كما حدث خلال المواجهة الأخيرة أمام بيترو أتلتيكو الأنغولي في دور مجموعات مسابقة دوري أبطال إفريقيا.

أنصار الوداد، انتقدوا النهج التكتيكي الذي يعتمد علييه الإطار الفني التونسي، والذي تسبب للفريق في خروج مبكر من مسابقة كأس العالم للأندية أمام الهلال السعودي وكاد أن يفوت على الوداد انتصاره الأول في دور مجموعات "العصبة"، حيث كان الخصم الأنغولي قريبا من العودة بنتيجة التعادل من أرضية ملعب محمد الخامس.

إصرار النفطي على اللعب بخطة 3-5-2، مع توظيف خاطئ لبعض اللاعبين، الاعتماد على جناح واحد في بعض الأحيان، ثم الإصرار على ملأ خط وسط الميدان، ما يضعف البناء الهجومي، نقط تفطن لها عشاق الفريق "الأحمر"، حتى تشكلت لديهم قناعة أن الفريق يدور في خندق غير سليم مع المدرب التونسي.

مع غاريدو، قد تتغير الرسوم التقنية، وهو المدرب الإسباني المتشبع بفلسفة كروية مختلفة عن سلفه، حيث يحبذ اللعب بخطة "4-3-3"، ما قد يسمح للوداد باستغلال نقط قوتها عبر الأجنحة، معتمدين سرعات كل من محمد أوناجم وسيف الدين بوهرة، مع الارتكاز على السنغالي سامبو جونيور في دور رأس الحربة أو الكاميروني لامكيل زي.

أسماء أخرى تنتظر فرصتها مع غاريدو، على غرار اسماعيل المترجي وعبد الله حيمود، ثنائي خط وسط الميدان، الذي قد يأني بنفس متجدد، في ظل تراجع مستوى يحيى جبران وأيمن الحسوني، بالإضافة إلى إصابة رضا الجعدي.

معلوم أن غاريدو، خلال تجاربه السابقة، يؤمن بمنح الثقة لبعض الأسماء الشابة، وهي فرصة مواتية للمتألق هشام بوسفيان، المهاجم الذي حظي بفرصة المشاركة في جل المباريات هذا الموسم، دونن الاعتماد عليه كلاعب رسمي في منظومة المهدي النفطي.

كل الدعم من الأنصار إلى حين نفاذ منسوب الصبر!

منذ الإعلان عن تعيين المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو، مدربا للوداد، أجمع أنصار الفريق على رفع شعار "كل الدعم"، وذلك من خلال تفاعلاتهم على منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال النقاشات الداخلية بين "العائلة الودادية".

دعم منقطع النظير، ولدته الظرفية الحساسة التي يعيشها الفريق "الأحمر"، الأخير المقبل على سلسلة من الماريات القوية، أقربها مواجهة أولمبيك خريبكة في الدوري المحلي، مساء الثلاثاء، ثم مواجهة "فيتا كلوب"، نهاية الأسبوع، في إطار دور مجموعات مسابقة دوري الأبطال.

رزنامة مزدحمة من اللقاءات، تضع الإطار التقني، تحت المجهر، وذلك أيام قليلة بعد توليه زمام المسؤولية، وهو الذي عاش مع الفريق مرحلة قصيرة، لم ينجح فيها غاريدو، إذ لم يستغرق مقامه إلا 198 يوما، قاد فيها الفريق في سبع مباريات؛ ثلاث انتصارات، تعادلين وهزيمتين.

الإطار الإسباني، الذي سبق له التتويج بلقبي كأس العرش وكأس الكونفدرالية مع الرجاء، يرغب هذه المرة لكسب ثقة مناصري الوداد، بعد أن قاد الفريق "الأحمر" في ظرفية استثنائية، تزامنت مع جائحة "كورونا" وبعض المشاكل الخارجية التي أثرت على مساره مع النادي.

مكتسبات صعبة تلك التي تواجه غاريدو، أمام قاعدة جماهيرية نفذ صبرها مع تعاقب الأطر الفنية، في ظرف وجيز، حيث ترى في المدرب الإسباني "آخر ورقة" يوظفها سعيد الناصيري، رئيس المكتب المديري، من أجل الخروج بموسم مشرف، والذي ينافس فيه زملاء يحيى جبران على ثلاث واجهات.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...