زيارة لخلق التوازنات.. سانشيز يتجه إلى سبتة لتخفيف ضغوطات المعارضة، و"مركز صحي" لتجنب غضب المغرب

 زيارة لخلق التوازنات.. سانشيز يتجه إلى سبتة لتخفيف ضغوطات المعارضة، و"مركز صحي" لتجنب غضب المغرب
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 1 مارس 2023 - 9:00

يُرتقب أن يحل اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بمدينة سبتة المحتلة، في ثالث زيارة له لهذه المدينة منذ توليه لمنصبه الحالي، ليكون بذلك صاحب الرقم القياسي في عدد الزيارات التي يقوم بها رؤساء الحكومة الإسبانية للمدينة المتنازع عليها مع المغرب منذ أول زيارة لأدولفو سواريز في ثمانينيات القرن الماضي.

وحسب رئاسة الحكومة الإسبانية، فإن سانشيز سيزور مدينة سبتة من أجل افتتاح مركز صحي يوجد بمنطقة تراخال القريبة من معبر باب سبتة، وهو ما يتزامن مع الاستعدادات الجارية لفتح معبر الجمارك بباب سبتة أمام نشاط نقل البضائع بين المدينة والمغرب.

ودفع الاعلان عن هذه الزيارة إلى طرح العديد من التساؤلات التي تصب الأجوبة عنها في كون أن سانشيز يسعى من خلالها إلى خلق التوازنات بين المعارضة الإسبانية والمغرب، عبر تخفيف الضغط الذي تمارسه المعارضة حاليا ضد حكومته وأسئلتها المستمرة حول نتائج الاتفاقيات مع المغرب، وفي نفس الوقت لا يريد إغضاب المغرب أو إثارة حساسيته بإعلان الهدف الرئيسي من الزيارة والمتثمل في إعطاء انطباع بوجود اتفاق مع الرباط حول سيادة إسبانيا على سبتة.

وحسب تقارير إعلامية إسبانية، فإن سبب زيارة سانشيز لافتتاح مركز صحي تم إنجازه بغلاف مالي لا يتعدى 5 ملايين أورو، لا يبدو مقنعا، خاصة أن مشاريع أخرى تم افتتاحها مؤخرا في إسبانيا بأغلفة مالية ضخمة تتجاوز 100 مليون أورو، لم يحضر فيها سانشيز عملية افتتاحها.

ووفق ذات المصادر، فإن الهدف من الزيارة يبقى هو محاولة تخفيف الضغوطات التي تمارسها المعارضة الإسبانية، بزيارة المدينة التي تحضر بقوة في الخلافات مع المغرب، لاعطاء الانطباع أن لا مشكلة مع المغرب، خاصة أن مكان الزيارة المتمثل في المركز الصحي يبقى قريبا من المعبر الحدودي، وقد يتزامن ذلك مع اعطاء الانطلاقة الرسمية لنشاط الجمارك مع المغرب عبر باب سبتة.

وفي نفس الوقت يُرجح بقوة، أن إعلان رئاسة الحكومة الإسبانية زيارة سانشيز إلى سبتة لافتتاح مركز صحي، هي مجرد تغطية للأهداف الحقيقية للزيارة، ولتجنب أي رد فعل من الرباط، في حالة إذا كانت الزيارة مرتبطة باعطاء انطلاقة نشاط الجمارك بمعبر باب سبتة، لما تحمل هذه الخطوة من حمولة رمزية تستهدف رفض الرباط المتواصل للاعتراف بسيادة إسبانيا على سبتة المحتلة.

وبالتالي يتضح أن هذه الزيارة من سانشيز إلى سبتة هي زيارة لخلق التوازنات لإرضاء المعارضة الإسبانية بطريقة لا تثير غضب المغرب، خاصة أن من الاتفاقيات التي تم التأكيد عليها خلال الاجتماع رفيع المستوى بين الرباط ومدريد في 1 و 2 فبراير، هي تجنب كل ما يسيء للعلاقات الثنائية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...