تحذيرات إسرائيلية.. الجزائر طريقُ إيران لنشر طائراتها المسيرة بشمال إفريقيا لتهديد المغرب وأوروبا والمصالح الأمريكية

 تحذيرات إسرائيلية.. الجزائر طريقُ إيران لنشر طائراتها المسيرة بشمال إفريقيا لتهديد المغرب وأوروبا والمصالح الأمريكية
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 2 مارس 2023 - 14:09

لا زال حديث السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في 27 أكتوبر 2022 بمقر المنظمة الأممية في نيويورك، بخصوص وجود طائرات مسيرة عن بُعد إيرانية الصنع لدى جبهة البوليساريو الانفصالية، يجد ما يدعمه أكثر فأكثر، حيث بدأت تقارير إسرائيلية تحذر من وجود "درونات" طهران في الجزائر لاستهداف المغرب والمصالح الأمريكية على أراضيها وحتى الدول الأوروبية القريبة.

التحذيرات حملها تقرير لصحيفة "إسرائيل هايوم" نُشر يوم أمس الأربعاء، موردا أن الطائرات الإيرانية المسيرة عن بُعد تهدد أوروبا من الجزائر، ناقلا عن خبراء أمريكيين تأكيدات بوصولها إلى مناطق في شمال إفريقيا، وتحديدا إلى مخيمات "تندوف" في الجزائر، ما يتماشى وحديث هلال قبل أشهر بخصوص استغلال جبهة "البوليساريو" لأموال المساعدات الإنسانية من أجل شرائها.

وقال الخبير الأمريكي في الشؤون الاستراتيجية، لويلين كينغ، للصحيفة الإسرائيلية، إن الأمر يتعلق بقواعد للطائرات الإيرانية بدون طيار في شمال إفريقيا، والتي لا تشكل تهديدا للمغرب فقط، بل أيضا لأوروبا، مبرزا أن تلك الطائرات يمكنها أن تسبب أضرارا على مستويات مختلفة، انطلاقا من المنتجعات السياحية الساحلية مرورا بالبنى التحتية الكهربائية، ووصولا إلى المواقع العسكرية.

ووفق التحذيرات الإسرائيلية، فإن الاعتقاد السائد حاليا هو أن استخدام طائرات بدون طيار من قبل جبهة "البوليساريو"، وهي كيان لا يحظى باعتراف دولي ويتلقى الأوامر من نظام ممول بأموال النفط، قد يعرض أوروبا للخطر، بحكم قربها من المغرب، بل وأيضا المصالح الأمريكية والإسرائيلية بالمملكة، حيث وقع البلدان اتفاقا ثلاثيا سنة 2020 عادت بموجبه العلاقات بين الرباط وتل أبيب، وقبله اعترف البيت الأبيض بالسيادة المغربية على الصحراء.

ويمثل وصول الطائرات المسيرة الإيرانية إلى منطقة شمال إفريقيا عبر "البوليساريو"، خطرا أيضا على منطقة الساحل وغرب إفريقيا، وفق المصدر نفسه، حيث توسع نفوذ المجموعات المتطرفة، في ظل الأزمة الحالية بين فرنسا وبعض الدول من حلفائها التقليديين، الذي أثر على حضورها العسكري أيضا، مبرزا أنه "لا شيء يمنع البوليساريو من بيع تلك الطائرات إلى المنظمات الإرهابية في المنطقة".

وكان هلال قد وصف امتلاك الجبهة الانفصالية لـ"الدرون" الإيراني بالتطور الخطير، قائلا "أتمنى أن يكون الأمر متعلقا فقط بالبروباغاندا والأخبار المضللة التي اعتادت أن تأتينا من تندوف، لكن لو كان هذا صحيحا فهناك 3 تفسيرات للأمر الأمر على المستوى الجيو سياسي، حيث إنه يُثبت أن المغرب كان على حق منذ عامين حين حذر من وجود عناصر إيران وحزب الله في تندوف وفي منطقة شمال إفريقيا، وقد مروا الآن من تدريب عناصر البوليساريو إلى تجهيزها بطائرات مسيرة".

وأضاف هلال أنه "على العالم أن يعلم أنه بعد أن قامت إيران بإحداث الفوضى في اليمن وسوريا والعراق، ها هي الآن تعمل على ضرب الاستقرار بمنطقتنا، وهذا لن يكون سيئا للمغرب فقط بل لكل دول المنطقة"، موردا أن المسألة الثانية هي أن هذا الأمر "سيعني تغيُّرا لقواعد اللعبة على الأرض، والمغرب سيتعامل مع نتائج ذلك وسيكون ذلك بالطريقة المناسبة"، وتابع "لن أتعمق في هذا لأنني سأتركه للسلطات العسكرية المغربية العليا".

وقال السفير المغربي إن النقطة الثالثة هي أن هذا الأمر يطرح مشكلة أخلاقية، لأنه في الوقت الذي تطالب فيه "البوليساريو" برفع قيمة المساعدات التي تتوصل بها المخيمات، وفي الوقت الذي تتحدث فيه عن أزمة وخصاص في جميع المجالات، تزامنا مع تحذير ممثل الأمم المتحدة في الجزائر من وجود خطر المجاعة هناك، فإن قيادات الجبهة تقتني الدرونات بآلاف الدولارات.

وأبرز هلال أن "الطائرات التي يتحدثون عنها هي النسخة الأدنى ضمن الدرونات الإيرانية، والتي تساوي ما بين 20 إلى 22 ألف دولار، وهذا يعني أن اقتناء طائرة مسيرة واحدة يعني ضمان التغذية لـ300 شخص لمدة عام كامل، وضمان الخدمات الصحية لـ500 شخص لسنة أيضا، كما يمكن أن يغطي تعليم 120 طفلا"، مشددا أن على المجتمع الدولي أن يحسم قراره بخصوص ما يجري.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...