رغم الأزمة السياسية.. الاتحاد الأوروبي هو الجهة التي ستُمول مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا وفق أحدث الدراسات

 رغم الأزمة السياسية.. الاتحاد الأوروبي هو الجهة التي ستُمول مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا وفق أحدث الدراسات
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 6 مارس 2023 - 12:22

كشفت وثائق جديدة لشركة الدراسات الإسبانية Secegsa المكلفة بالدراسات الخاصة بمشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا، أن الاتحاد الأوروبي سيكون هو الجهة الممولة للمشروع، والذي سيتم ربطه، على الجانب الإسباني، بشبكة القطارات الأوروبية انطلاقا من إقليم الأندلس، في حين سيكون مرتبطا بخط القطار فائق السرعة "البراق" على الجانب المغربي.

وجاء في الوثيقة التي نشر مضامينها موقع "أوكيدياريو" الإسباني أنه يتم الآن الترويج لمشروع ربط إسبانيا بالمغرب عبر نفق تحت أرضي عابر لمضيق جبل طارق، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، مبرزة أن بحث هذا الأمر ظل مستمرا على الرغم من اضطراب العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، حيث جرى سنة 2021 إحياء هذا المشروع استنادا إلى التطور التكنولوجي والرقمي الكبير.

وتم تضمين المسودة الأولية من هذا المشروع ضمن صناديق تمويل الجيل القادم الأوروبية، ويتعلق الأمر حاليا بالكشف عن الجدوى التقنية للمشروع، غير أنه منذ تم الانتهاء من الوثيقة الأولية "كان هناك تطور علمي وتكنولوجي ملحوظ، بالإضافة إلى تراكم معرفة تريبية أكبر، وهي أمور من المرجح أن يتم تطويرها وتطبيقها بشكل يتلاءم وطبيعة مشروع الربط القاري".

واستندت الدراسة إلى تقارير واردة من المعهد السويسري ETH Zurich تعود لسنة 2018، ومن الشركة الألمانية المُصنعة لآلات الحفر Herrenknecht الصادرة في السنة نفسها، والتي تتحدث عن معالجة هذا المشروع بضمانات أكبر، الأمر الذي سيُسهل بشكل كبير عمليات الحفر في باطن الأرض، إلى جانب ارتباط الفكرة بتطور نظام النقل عبر الأنفاق مع استحضار نموذج نفق جبال الألب.

ويراعي المشروع العديد من الأمور، فعلى الجانب الإسباني لن يمش متنزه مضيق جبل طارق الطبيعي، كما سيكون مرتبطا بشبكة السكك الحديدية العابرة لأوروبا، بالإضافة إلى التركيز على تعزيز التنمية في البلديات الثمانية للمضيق جنوب إسبانيا، أما في المغرب فيُراعي المشاكل القانونية المرتبطة بالوعاء العقاري المقترح في البداية، وسيكون عليه الانتقال إلى جنوب طنجة للاقتراب من الخط فائق السرعة الذي يربط هذه المدينة بمدينة الدار البيضاء.

ويستحضر المشروع العديد من التجارب العملية المشابهة من مختلف دول العالم، بما يشمل نفق "سيكان" الرابط بين جزيرتي "هونشو" و"هوكايدو" في اليابان، ونفق المانش الرابط بين فرنسا وبريطانيا، في حين تضع الشركة الإسبانية المكلفة بالدراسات نصب عينيها أيضا أحدث نماذج الأنفاق في النرويج، مع التركيز على أن الأمر يتعلق بأول ربط بري بين قارتي أوروبا وإفريقيا، والذي سيحول منطقته إلى نقطة استراتيجية في جميع أنحاء العالم.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...