المفاوضات بين إسرائيل وموريتانيا لتطبيع علاقاتهما تصل إلى مراحل متقدمة

 المفاوضات بين إسرائيل وموريتانيا لتطبيع علاقاتهما تصل إلى مراحل متقدمة
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 10 مارس 2023 - 9:00

كشفت تقارير إسرائيلية أن تل أبيب تسعى لتوسيع قائمة الدول العربية والإسلامية التي تربطها بها علاقات دبلوماسية علنية، بما يشمل موريتانيا التي تريد لها إسرائيل أن تكون ثاني دولة في المنطقة المغاربية تربطها بها هذه العلاقات بعد المغرب، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت الجزائر ستتعامل مع نواكشوط بالطريق نفسها التي تعامل بها مع الرباط بسبب "التطبيع".

وشرع وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في مفاوضات مع العديد من الدول العربية والإسلامية من أجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية معها، الأمر الذي يشمل موريتانيا إلى جانب الصومال والنيجر وإندونيسيا، حسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل هايوم" نقلا عن مصادر سياسية عبرية، مضيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يشارك بدوره في هذه المساعي "من وراء الكواليس".

وتعمل إسرائيل بشكل مكثف على ضم الدول المذكورة، وفق التقرير نفسه، الذي قال إن الولايات المتحدة الأمريكية أيضا دخلت على الخط في هذه المساعي من خلال وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، فيما يلعب دول الوسيط في هذه المفاوضات عاموس هوكشتين، وهو دبلوماسي أمريكان كان قد تمكن من الوصول إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البرية.

وأكدت المصادر الإسرائيلية نفسها أن المفاوضات مع نواكشوط ونيامي تحديدا وصلت إلى "مراحل متقدمة"، مبرزة أن وزير الخارجية الإسرائيلي سبق أن طلب دعم ألمانيا لهذه الخطوة بشكل رسمي خلال لقاء جمعه بنظيرته الألمانية أنالينا بربروك، لكن برلين نفت أن تكون زيارة مساعدة وزيرة الخارجية، كاتيا كول، إلى موريتانيا، تسير في هذا الاتجاه.

وتملك الجزائر حدودا مع موريتانيا يبلغ طولها 460 كيلومترا، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية عزز قصر المرادية من مساعيه للتقرب أكثر من نواكشوط في سبيل محاصرة المغرب، خصمها الجيوسياسي، ومن بين المشاريع التي تربط بين البلدين مشروع الطريق الرابط بين تندوف والزويرات الممتد على مسافة 773 كيلومترا، ولا يُعلم ما إذا كانت الجزائر ستستمر فيه في حال ما جرى تطبيع العلاقات الموريتانية الإسرائيلية.

وكانت الجزائر قد بررت عداها للمغرب، الذي وصل إلى حد إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المجال الجوي، بالعديد من المبررات من بينها العلاقات المغربية الإسرائيلية، على اعتبار أن الجزائر تعتبر إسرائيل عدوا يحمل تهديدات لأمنها ومصالحها، في حين تعتمد المغرب على الطائرات المسيرة الإسرائيلية، من بين أخرى، لمنع عناصر جبهة "البوليساريو" من الاقتراب من الجدار الأمني في الصحراء.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...