المغرب يكثف من مشترياته من "الديزل" الروسي ويساهم في وصوله إلى مستويات قياسية خلال شهر مارس

كشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن المغرب هو أحد المشترين الرئيسيين للديزل الروسي خلال شهر مارس الجاري، حيث كان من بين الدول المساهمة في وصول مبيعاته إلى مستويات قياسية خلال شهر مارس الجاري على الرغم من العقوبات الغربية، في الوقت الذي تستمر فيه الحكومة المغربية والشركات العاملة في مجال المحروقات بالمملكة في التكتم عن هذا الأمر.

وكشفت "بلومبرغ" أن صادرات الديزل الروسي مُقبلة على تسجيل رقم قياسي حتى مع حرمان موسكو من أهم أسواقها في أوروبا بسبب العقوبات المرتبطة بالحرب على أوكرانيا، والتي حددت سقف استيراد النفط الروسي في 60 دولارا، وذلك بعدما وجدت تلك الصادرات لنفسها مشترين آخرين من بينهم المغرب، إلى جانب تركيا والبرازيل وتونس وحتى المملكة العربية السعودية.

ونقلت "بلومبرغ" بيانات عن منصة "فوتيكسا" المتخصصة في صادرات النفط عبر البحر، الخاصة بالـ19 يوما الأولى من شهر مارس 2023، والتي كشفت أن روسيا باعت 1,5 مليون برميل من الديزل كمُعدل يومي، مبرزة أن استمرار هذه الوتيرة تعني إلى نهاية الشهر رقما قياسيا من الصادرات هو الأكبر منذ تلك المسجلة في بداية عام 2016.

وتنهج الحكومة المغربية سياسية الصمت وعدم الوضوح في التعامل مع ملف واردات المواد النفطية الروسية، ففي الوقت الذي لا تعطي فيه وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بن علي، أي معلومات عن الموضوع باعتباره ليس من اختصاصها، فإن الناطق الرسمي باسم الحكومة، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى بايتاس، يقدم معطيات مبهمة.

وبتاريخ 2 مارس 2023، تحدث بايتاس عن أن حجم استيراد الغازوال الروسي، المعروف في السوق الدولية بالديزل، ظل في حدود 10 في المائة منذ سنة 2020، مضيفا أن هذا الأمر راجع بالأساس إلى "حرية الاستيراد"، وتابع أن الواردات ظلت في حدود 10 في المائة، خلال هذه الولاية الحكومية والولاية السابقة، كما أن حجم الاستيراد استقر في حدود 9 بالمائة سنة 2020، و5 بالمائة سنة 2021، ليرتفع مجددا إلى 9 بالمائة خلال 2022.

لكن بايتاس لم يكشف كمية الواردات المغربية من روسيا ولا السعر الذي يتم به شراء الديزل أو ثمن بيعه في السوق الوطنية، علما أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، معني بالأمر باعتباره مالك شركة "أفريقيا" الفاعل الأول في سوق المحروقات المغربي، كما أن المملكة تحتضن استثمارات شركات أوروبية.

وحسب أرقام مؤسسة "كبلر" المتخصصة في تحليل أرقام الأسواق، التي نشرتها "وول ستريت جورنال" الأمريكية أواخر فبراير الماضي، فإن واردات المغرب من الغازوال الروسي بلغت 600 ألف برميل طوال سنة 2021، لكن في شهر يناير الماضي وحده وصلت إلى مليوني برميل، ثم إلى مليون و200 ألف برميل شهر فبراير، ما يعني أن المغرب جلب من روسيا 3,2 ملايين برميل من الغازوال خلال شهرين فقط.