تصريحات ميارة حول مغربية سبتة ومليلية تجر سانشيز للمساءلة بمجلس النواب الإسباني

 تصريحات ميارة حول مغربية سبتة ومليلية تجر سانشيز للمساءلة بمجلس النواب الإسباني
الصحيفة - خولة اجعيفري
الثلاثاء 11 أبريل 2023 - 18:36

تسبّبت التصريحات "المثيرة" لرئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة حول استرجاع مدينتي سبتة ومليلية من قبضة الاحتلال الإسباني، في زوبعة إعلامية وجدل سياسي كبير بالجارة الشمالية، قاد في نهاية المطاف إلى تواتر تصريحات المسؤولين الحكوميين والحزبيين بمدريد، واستدعاء رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشير للمساءلة البرلمانية.

ومن المرتقب أن يمثل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز الأسبوع المقبل أمام مجلس النواب لمسائلته بخصوص التصريحات التي عبّر عنها الشخصية الرابعة في هرم السلطة بالمغرب ورئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، بحسب ما أكدته مصادر برلمانية لوكالة "إيفي" الاسبانية.

وكان النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين قد أطلق نهاية الأسبوع الماضي على هامش لقاء نظمته منظمة المرأة الاستقلالية، حمل عنوان "سنة على دخول العلاقات الإسبانية المغربية مرحلة جديدة، الأسس والفرص"، (أطلق) تصريحات تحدث فيها عن إمكانية استعادة سبتة ومليلية في المستقبل من خلال المفاوضات، دون اللجوء إلى السلاح.

ووجه ميارة، دعوة إلى الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، بالاندماج في الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات سواء البلدية أو البرلمانية، من أجل العمل على تقريب وجهات النظر بين البلدين وتشكيل "لوبي" للدفاع عن القضايا التي لها علاقة بأرض الوطن وتغيير المواقف لصالح المملكة المغربية من داخل إسبانيا.

وتعقيبا على موقف المسؤول المغربي، خرجت وزيرة دفاع مدريد، مارغريتا روبليس، لتؤكد موقف بلادها مشدّدة على أن مليلية وسبتة، إسبانيتان، مثل زامورا وفالنسيا، وأن هذا الموضوع غير قابل للمناقشة.

ولم تفوّت الأحزاب السياسية المعارضة لحكومة بيدرو سانشيز من جانبها، فرصة استغلال هذه التصريحات لتصويب سهام النقد للحكومة والتكشير عن أنيابها كما جرت به العادة عندما يتعلّق الأمر بالملفات المرتبطة بالمغرب، على غرار حزب "بوديموس" الذي اعتبر التصريحات مساسا خطير بالسيادة الإسبانية على المدينتين ويستوجب ردا قويا من حكومة بلده.

وطالب "بوديموس"، على لسان المتحدث باسمه خافيير سانشيز، حكومة بلده بالتفاعل فورا مع تصريحات ميارة، من خلال الخروج بموقف قوي وصريح في إطار "الدفاع عن سيادة سبتة ومليلية، مجدّدا انتقاده لقرار مناصرة مقترح الحكم الذاتي المغربي الذي تبنّته مدريد وعبّد الطريق أمام عودة العلاقات بين البلدين.

وفي هذا الصدد، يرى الخبير في العلاقات الإسبانية المغربية، نبيل دريوش، أن تصريحات رئيس مجلس المستشارين، تنمُّ عن سوء تقدير سياسي كبير وقع في فخه المسؤول المغربي الذي تحدث علنا بلسان حزبه دونما استحضار لمسؤولياته الحكومية باعتباره الرجل الرابع في الدول.

واعتبر دريوش في تصريحه لـ "الصحيفة"، أن تصريحات ميارة المعبّر عنها في اللقاء الحزبي لا تخرج عن نسقها الشخصي، بالنظر إلى مرجعية حزب الاستقلال ومواقفه من الموضوع، بين أن "السياق والتوقيت لم يكن مناسبا إطلاقا" مضيفا: "الرجل غاب عنه وهو يتحدث بصفته مسؤول حزبي أنه أيضا الرجل الرابع في الدولة، وبالتالي القراءة التي ستكون لكلامه من جانب الجار الشمالي هي أن الدولة المغربية هي التي تتحدث عن هذا الموضوع الذي يكتسي حساسية كبيرة وليس توقيته".

وشدّد الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، على أن إعادة نكء هذا الجرح في هذا التوقيت سيء، وجر المؤسسة العسكرية الاسبانية إلى إبداء رد فعل باعتبارها المكلفة بهذا الملف، كما صدر تصريح وزيرة الدفاع الاسبانية بنفسها، ما يعني أن التصريح أزعجهم، خاصة في ظل الضغوطات التي تمارسها الأحزاب اليمينية على حكومة سانشيز" مضيفا: "والحقيقة لم يستفد أحد من هذا التصريح لا المغرب ولا اسبانيا بل العكس كان مصدر تشويش داخل البلدين في غير مناسب بتاتا لطرح هذه الأفكار بهذا الشكل".

ولفت المتحدث، إلى أن البلدان وضعا خريطة طريقة وُجب التركيز عليها وعلى تقوية التعاون، والترفّع عن استحضار ملفات الصراع التي غالبا ما يكون حلها بتقوية التعاون وليس بطرحها في فترة تأسيس المرحلة الجديدة والشراكة جديدة في مختلف المجالات.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...