أثنار: التحالف العسكري بين المغرب والولايات المتحدة يؤكد تراجع تأثير مدريد لدى واشنطن

 أثنار: التحالف العسكري بين المغرب والولايات المتحدة يؤكد تراجع تأثير مدريد لدى واشنطن
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
السبت 22 أبريل 2023 - 9:00

قال رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسي ماريا أثنار، بأن التحالف العسكري بين المغرب والولايات المتحدة يؤشر على تراجع تأثير مدريد لدى واشنطن، مُعتبرا أن أسباب هذا التراجع تعود إلى "الفوضى الداخلية" التي توجد عليها الحكومة الإسبانية، في انتقاد واضح لحكومة بيدرو سانشيز.

وجاء هذا الكلام من أثنار خلال مشاركته أمس الجمعة في لقاء حول العلاقات الإيبرية الأمريكية من تنظيم مؤسسة "FAES" الإسبانية، حيث تحدث عن تراجع نفوذ إسبانيا لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وفقدان مدريد للعديد من "الإمكانيات" لدى واشنطن، لصالح المملكة المغربية التي قوّت علاقتها بواشنطن بشكل أكبر في السنوات الأخيرة.

واستدل أثنار وفق ما نقلته الصحافة الإسبانية، على متانة العلاقات المغربية الأمريكية على حساب العلاقات الإسبانية الأمريكية، بموافقة واشنطن مؤخرا على صفقة تسليح هامة للمغرب، وهي الصفقة التي قالت عنها صحافة شبه الجزيرة الإيبيرية بأنها تساهم في تقليص ميزان القوى مع إسبانيا، بالنظر إلى نوعية الأسلحة المتطورة التي وافق البيت الأبيض على بيعها للمغرب في صفقة تجاوزت 500 مليون دولار.

وتتعلق الصفقة مع المغرب بشراء 18 قاذفة صواريخ M142 عالية الحركة من طراز (HIMARS)، مع 40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، و36 من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة موجهة، و36 رأسا حربيا بديلا لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، وتسع مركبات متعددة الأغراض عالية القدرة على التنقل (HMMWV).

وكانت الصحافة الإسبانية قد ذكرت في تقارير في الأيام الأخيرة، بأن المغرب دخل إلى "نادي الحلفاء المقربين" من الولايات المتحدة الأمريكية بموافقة وزارة الدفاع الأمريكية، "البنتاغون"، على بيع هذه الأسلحة للرباط، وهي الأسلحة التي حققت نتائج هائلة لفائدة الأوكرانيين ضد الروس، خاصة قاذفات الصواريخ من طراز "هيماريس" حيث كانت واشنطن قد أرسلتها للجيش الأوكراني.

وقالت صحيفة "إلموندو" في تقرير نشرته أمس الجمعة، بأن هذه النوعية من الأسلحة التي وافقت الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من أنها هي نفسها التي أرسلتها إلى أوكرانيا، إلا أنها أكثر فاعلية وتأثيرا من تلك المرسلة إلى كييف لمواجهة القوات الروسية، في إشارة أخرى على الحلف القوي الذي يجمع واشنط بالرباط.

ولا تُعتبر هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها خوسي ماريا آثنار، حكومة بيدرو سانشيز، بالتسبب في تراجع العلاقات مع الحليف الأمريكي، حيث سبق أن اتهم الحكومة الحالية بالفشل في إنشاء علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية في السنتين الماضيتين، في حين نجحت المملكة المغربية في ذلك حسب تعبيره.

وكانت الصحافة الإسبانية بدورها قد تداولت على نطاق واسع منذ عامين، أسباب عدم وجود اتصالات متواصلة بين الرئيس الإسباني ونظيره الأمريكي، كما انتُقد سانشيز مرارا عن استبعاد واشنطن لمدريد من لقاءات دولية لمناقشة الحرب في أوكرانيا وعدد من القضايا الأخرى، كما تعرض سانشيز للسخرية خلال لقاء قصير جمعه ببايدن خلال قمة لحلف الناتو في بروكسيل سنة 2021، حيث لم يدم اللقاء سوى 21 ثانية ولم يحظ فيها سانشيز بأي حفاوة أو حديث مطول مع نظيره الأمريكي.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...