تماشيا مع رغبة الرباط وتل أبيب في تعزيز التحالف العسكري.. إسرائيل تختار خبيرا في الدفاع والأمن الرقمي رئيسا لمكتب اتصالها بالمغرب

 تماشيا مع رغبة الرباط وتل أبيب في تعزيز التحالف العسكري.. إسرائيل تختار خبيرا في الدفاع والأمن الرقمي رئيسا لمكتب اتصالها بالمغرب
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 5 ماي 2023 - 9:00

اختارت إسرائيل شخصية ديبلوماسية بخبرة في مجال الدفاع والأمن الرقمي، كرئيس لمكتب اتصالها بالعاصمة المغربية الرباط، ويتعلق الأمر بالمسؤول الإسرائيلي، شاي كوهين، الذي ظهر رسميا، الأربعاء الماضي في المعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس إلى جانب وزير الاقتصاد الإسرائيلي، وبعد ذلك بساعات قليلة أعلن الحساب الرسمي لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب، تعيين كوهين من طرف الخارجية الإسرائيلية كرئيس للمكتب برتبة "سفير".

وجاء تعيين شاي كوهين خلفا لديفيد غوفرين الذي كان قد تم استدعاؤه من طرف وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ 7 أشهر، على خلفية قضية اتهامات موجهة ضده بالتحرش الجنسي في حق موظفات مغربيات يعملن داخل مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط، إضافة إلى اتهامات أخرى متعلقة باختلاسات مالية، وهي الاتهامات التي لم تُعلن إسرائيل بعد ما إذا كانت صحيحة أم مجرد ادعاءات كاذبة حسب محامي غوفرين.

وكانت مؤخرا العديد من التقارير الإعلامية الإسرائيلية، نقلت عن مصادر من داخل وزارة الخارجية بأن الأخيرة أوقفت التحقيقات بشأن الاتهامات الموجهة إلى غوفرين، وأن الأخير يتأهب للعودة إلى منصبه في العاصمة الرباط، إلا أن الاعلان الرسمي عن شاي كوهين كرئيس جديد للمكتب وضع أمس الأربعاء حدا للجدل بشأن عودة غوفرين إلى المغرب.

ويُعتبر شاي كوهين، وفق سيرته الذاتية الخاصة، من الأسماء الديبلوماسية التي تنشط تحت لواء وزارة الخارجية الإسرائيلية، حيث سبق أن اشتغل في العديد من البعثات الديبلوماسية في دول مثل الأوروغواي وتركيا وإيطاليا، وقد كان سابقا مستشارا في الكنيست الإسرائيلي، قبل أن يشتغل منذ 2021 كمبعوث خاص لوزارة الخارجية في مجال الدفاع والتعاون الرقمي "السيبراني" والصادرات.

ويتزامن تعيين شاي كوهين مع المساعي التي أعربت عنها إسرائيل والمغرب في الشهور الأخيرة، لتعزيز العلاقات الثنائية في مجال الدفاع ومجال الأمن الرقمي "السيبراني"، وهي المجالات التي يُعتبر شاي كوهين خبيرا فيها، الأمر الذي يجعله همزة وصل دائمة بين الرباط وتل أبيب.

وكان المغرب وإسرائيل قد شرعا منذ بداية العام الجاري، في تسريع وتيرة تنزيل بنود مذكرة التفاهم الموقعة في سنة 2021 الخاصة بالتعاون في المجالين الدفاعي والعسكري، وهي الاتفاقية التي كان قد جرى توقيعها في العاصمة الرباط خلال الزيارة الرسمية التي كان قد قام به وزير الدفاع الإسرائيلي أنذاك بيني غانتس.

كما أن إسرائيل والمغرب شرعا في الشهور الأخيرة في تنظيم العديد من التداريب في مجال الأمن السيبراني مخصصة للطلبة المغاربة والإسرائيليين، إضافة إلى تداريب أخرى في هذا المجال موجهة للفرق العسكرية المتخصصة في الأمن السيبراني، وذلك في وقت شهد فيه المغرب العديد من الهجمات السيبرانية حيث يُعتبر من البلدان العالمية الأكثر تعرضا للتهديات السيبرانية.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية كانت قد عيّنت ألونا فيشر كام منذ 6 أشهر، كقائمة بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، وذلك بعد استدعاء ديفيد غوفرين للتوجه إلى إسرائيل من أجل التحقيق معه بشأن التهم الموجهة ضده، وأعلنت فيشر منذ أسابيع نهاية مهامها في المغرب ورحيلها عن البلاد تمهيدا لتعيين شاي كوهين.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...