بنكيران يدعو نظام تبّون إلى "لعن الشيطان" والاتعاظ ممّا يحدث في السودان وأوكرانيا عوض مهاجمة المغرب ورفض الوحدة المغاربية

 بنكيران يدعو نظام تبّون إلى "لعن الشيطان" والاتعاظ ممّا يحدث في السودان وأوكرانيا عوض مهاجمة المغرب ورفض الوحدة المغاربية
الصحيفة - خولة اجعيفري
السبت 6 ماي 2023 - 16:00

وجّه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، دعوة صريحة لقصر المرادية، من أجل الاتّعاظ ممّا يحدث في العالم، واستيعاب حجم ما وصفها بـ"المؤامرة الأجنبية التي تستهدف الوحدة المغاربية والأمة العربية عموما".

وشدّد بنكيران، في افتتاح المؤتمر الوطني الثالث لصيادلة حزبه، اليوم السبت بالرباط، على أن المغرب والجزائر في "قلب مؤامرة كبيرة وصراع جامح بين القوى العالمية"، غرضه "تفتيت الأمّة العربية وضرب وحدتها وقوتها، لفرض الهيمنة الغربية وبسط سيطرتها ونفوذها حول العالم".

واعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن "الصراع بين القوى الغربية والشرقية، تُستعمل فيه الدول العربية والإسلامية كأذرع دون إدراكها، ولو انتصرت القوى الغربية أو الشرقية ففي الحالتين الدول العربية والإسلامية هي الخاسرة"، متسائلا: "ماذا ستفعل الجزائر لوحدها غدا إذا انتصر الحلف الغربي؟ أكيد لن تبقى الوضعية على حالها.. وماذا اذا انتصر بوتين وحلفاؤه الصين وإيران والهند؟ وسنكون حينها أمام نظام عالمي جديد يعلم الله مآله ومصيره..".

ونبّه رئيس الحكومة السابق، إلى أن الأمة العربية والإسلامية لا تملك أي حل غير الوحدة واستثمار إمكانياتها لخلق كيانها الخاص القوي، مضيفا: "لا أقول دولة واحدة وخليفة يرتدي رزة ويحكم العالم كله، أبدا، أوروبا على سبيل المثال نموذج لوحدة وتكتل 47 دولة.. ".

ويرى بنكيران أن حقيقة الوحدة والتكتل بمفهومها الكوني والنموذجي لم يستوعبها النظام الجزائري ومن يحكمون الجارة الشرقية، على عكس شعبي الدولتين ممّن لو تُركت الأمور لهم "فلن يكون هناك أدنى مشكل مادام الشعبين يحبّان بعضهما ومتمسكين بأخوتهما وهي الأخوة التي يسع الحكام الجزائريين اكتشافها إذا ما فتحوا الحدود".

وبرر الأمين العام للعدالة والتنمية، استمرار النظام الجزائري في التعنت ورفضه فتح الحدود والتجاوب مع يد المصالحة، إلى الحسابات السياسية والاقتصادية الضيقة التي يضربون لها الحساب الأكبر ذلك أنهم على حد تعبير بنكيران يعلمون أنه ما إن يفتحوا الحدود "سيأتي العشرات والآلاف من الجزائريون للمغرب لاقتناء القفاطين، والقدوم للاستجمام والسياحة في مراكش..".

وتابع المتحدث: "إذا اجتمع المغرب وتونس الجزائر ليبيا ومصر وموريتانيا ودول الساحل في منظمة حقيقية صادقة وليست شكلية كما هي الآن أكيد سيحققون الكثير بما فيها الوحدة العربية والإسلامية وسيتقوّون أمام كل محاولات تشتيتهم وتفكيكهم".

وأبرز رئيس الحكومة السابق، أن من أوجه الهيمنة الأجنبية على الدول العربية والإسلامية، هي تفكيك منظمة الوحدة الإسلامية التي أطلقوا عليها في ما بعد منظمة التعاون الإسلامي بسبب ضغوط أجنبية مضيفا: "هؤلاء يهيمنون على العالم ونحن أمام مستقبل مجهول لا يعلمه إلا الله سينقلون فيه ربما سلاح من هذا الذراع لآخر وسنكون دائما الضحية، خصوصا إذا وجدوا مبررات ما، وهي موجودة دائما عندما يتعلّق الأمر بالأمة العربية والاسلامية".

وأردف بنكيران بالقول: "أدعوا الجزائر، والزعماء الجزائريين، أن يلعنوا الشيطان ويفهموا أن الأخ يمضغ شقيقه ولا يبلعه، الجزائر إخوتنا ونحن إخوتهم واذا حدثت بيننا مشاكسات لقد حان وقت تجاوزها، والعمل على توحيد الأمة لتكون أمامنا فرصة المقاومة في المستقبل.. ورفض التدخلات الأجنبية في علاقتنا، فأمتنا في خطر كبير ويجب أن ننتبه قبل فوات الأوان".

ويشتكي ابن كيران، من الانتقادات والردود العنيفة التي يتلقاها من النظام الجزائري والأشخاص المحسوبين عليه في كل مرة يتطرق للموضوع، مضيفا: "أقول ما أنا مقتنع به.. وكنت أقول في نفسي بعد ما وقع في أوكرانيا وهذه الحرب، النظام الجزائري سيفهم ويشعر بالخطر لكنهم لم يستوعبوا أبدا حجم ما نكابده..".

وتطرّق الأمين العام للعدالة والتنمية للأزمة السودانية، رابطا إياها أيضا بسياق المؤامرة الغربية ضد الأمة الإسلامية، مستحضرا تصريح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن عندما اعتبر أن ما يحدث في السودان تهديد للأمن القومي الأمريكي، وهو ما اعتبره ابن كيران تصريحا خطيرا لم يفهمه أو يستوعبه أحد غيره.

بنكيران وفي حديثه، أشار إلى أن السودان يملك أراض وثروات ومياه وإمكانيات فلاحية لا تتواجد في أي بلد آخر، إلى جانب تواصلها مع 8 دول إفريقية، "لكنها الضحية الجديدة للنظام الغربي، الرافض لأن يترك هذا الشعب يتكلم العربية والإسلام ويتواصل مع إفريقيا، وهو ما اعتبروه تهديدا دفع إلى تقسيمه إلى قسمين جنوب السودان التي لم تقم لها قائمة حقيقية ثم الشمال السوداني، وبالتالي أوصلوا هذا البلد الطيب للحرب الداخلية…أين نحن وأين نسير؟" على حد تعبيره مضيفا: "بطبيعة الحال نرى كل هذا يحدث في السودان، واليمن، وسوريا، والعقلاء يقولون إلى أين تسير الأمور.. لا يوجد حل لدى الأمّة العربية والاسلامية سوى أن تتوحّد..".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...