في عام واحد.. المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل ارتفعت بـ 626 في المائة وسط توقعات بتوقيع اتفاق التجارة الحرة
ارتفعت المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل بنسبة تجاوزت 626 في المائة خلال عام واحد خلال الفترة ما بين 2022 و2023، وفق أرقام حديثة للمكتب الإسرائيلي المركزي للإحصاء، حيث بلغت حوالي 14 مليون دولار خلال شهر يناير من هذه السنة، مستفيدة من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي دفعت الدولتين إلى الاعتماد على بعضهما في بعض الصادرات.
ووفق الأرقام التي نشرها معهد "اتفاقيات أبرهام للسلام"، فإن التجارة البينية بين المغرب وإسرائيل وصلت إلى 13,8 مليون دولار في يناير 2023، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 626,32 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من سنة 2022، مبرزا أن الحرب الروسية الأوكرانية مثلت فرصة لإعادة تنظيم التجارة بين الدول العربية والدولة العبرية في إطار الاتفاقيات التي تربطها منذ 2020.
وأبرز التقرير أنه بالنسبة للمغرب، فإن ارتفاع المعاملات التجارية مرتبط أساسا بالتعاون في العديد من المجالات، من بينها المجال الاقتصادي والمجال العسكري، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية التي نمت بينهما بعد قطيعة امتدت لـ20 سنة على المستوى الرسمي، متوقعا نمو تلك المبادلات في الأشهر المقبلة بسبب المشاريع الاستثمارية الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن اتفاقية شراكة التي تم توقيعها خلال مؤتمر "آليوتيس" شهر فبراير الماضي، بين الوكالة الوطنية للزراعة المائية والشركة الإسرائيلية "أغريكو"، بحضور محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وهي الاتفاقية التي تهدف لفتح مزرعة سمكية بالقرب من مدينة طنجة باستثمار يصل إلى 10 مليون أورو، والتي بدأ العمل فيها بالفعل.
وتوقع المعهد أن تتطور العلاقات المغربية الإسرائيلية على المستويين الاقتصادي والدبلوماسي، وذلك بعد إعلان القائمة بأعمال رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ألونا فيشر، شهر فبراير الماضي، عن وضع حجر الأساس لبناء سفارة لتل أبيب بالمملكة، وقبل ذلك زيارة الجنرال محمد بنوالي، مفتش سلاح المدفعية بالقوات المسلحة الملكية، إلى إسرائيل.
وفي السياق نفسه، توقع التقرير الوصول إلى اتفاق للتجارة الحرة بين الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بما يشمل الإمارات العربية المتحدة والبحرين، إلى جانب مصر والأردن اللتان تجمعهما بتل أبيب علاقات أقدم، متوقعا أن يخلق ذلك نشاطا اقتصاديا جديدا تتجاوز قيمته 75 مليار دولار، بالإضافة إلى إحداث 150 ألف منصب شغل.
وبعد برود طويل في العلاقات المغربية الإسرائيلية، إثر وصول حكومة بنيامين نتنياهو إلى الحكم، وهي التي تضم أحزابا من اليمين المتطرف المعادي للوجود الفلسطيني بالأراضي المحتلة والمنادي بتهويد القدس، حل وزير التجارة والاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، مؤخرا بالمملكة للمشاركة في المعرض الدولي للفلاحة الذي اختتم الأسبوع الماضي بمكناس.
وخلال زيارته هذه، حمل الوزير الإسرائيلي أجندة اقتصادية بامتياز، حيث اجتمع بوزير التجارة والصناعة رياض مزور، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، كما اجتمع بشكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وحسن السنتيسي، رئيس الجمعية المغربية للمصدرين، بالإضافة إلى مجموعة من رجال الأعمال المغاربة.
