بعد إسبانيا.. اجتماع رفيع المستوى بين المغرب والبرتغال يناقش ملف المونديال ويؤكد اتفاقية سلام وصداقة عمرها 250 سنة

 بعد إسبانيا.. اجتماع رفيع المستوى بين المغرب والبرتغال يناقش ملف المونديال ويؤكد اتفاقية سلام وصداقة عمرها 250 سنة
الصحيفة من الرباط
الخميس 11 ماي 2023 - 17:44

بعد الاجتماع رفيع المستوى الذي جمع الحكومتين المغربية والإسبانية بداية شهر فبراير الماضي، تستعد الرباط لعقد اجتماع مماثل يوم غد الجمعة مع جار إيبيري آخر، حيث ستحتضن لشبونة يوم غد الجمعة النسخة الرابعة عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغربي البرتغالي، الذي يأتي هذه المرة في ظرفية متميزة، مع اقتراب اتفاقية السلام والصداقة بين البلدين من الوصول لعامها الـ250، وأيضا في ظل الترشح المشترك مع إسبانيا لاحتضان كأس العالم 2030.

وتمثل البرتغال أبرز الدول التي شهدت علاقتها مع المغرب انقلابا جذريا، إذ بعد قرون من الحروب، وقعت الدولتان اتفاقية للسلام والصداقة سنة 1774 في عهد السلطان محمد بن عبد الله، والتي استمر البلدان في احترامها إلى غاية الآن، وهي من ثمار معركة وادي المخازن التي انتصر فيها جيش السلطان عبد الملك السعدي على قوات الملك البرتغالي سبستيان الأول، والتي تلاها استرداد السيطرة على العديد من المدن المغربية آخرها "مازاكان" سنة 1769.

وعُقدت آخر دورة للقمة رفيعة المستوى بين المغرب والبرتغال في دجنبر من سنة 2017، وشهدت توقيع 12 اتفاقية في مجالات الطاقة والاقتصاد والصحة والتشغيل والثقافة، في حين ينظم الاجتماع الجديد، تحت شعار "المغرب والبرتغال: تأكيد على شراكة استراتيجية نموذجية"، ويُنتظر أن يترأسه رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش ونظيره البرتغالي أنطونيو كوستا، ويضع على رأس أولوياته موضوع الربط الطاقي بين البلدين إلى جانب ملف مونديال 2030.

وحسب سفير المغرب في البرتغال، عثمان باحنيني، فإن الاجتماع سيكون فرصة لتعميق الشراكة وتجسيد رغبة البلدين في الدفع بالعلاقات إلى مستويات أرفع عبر إطلاق عدد من المشاريع المهيكلة في مجالات عديدة، حيث ترغب الرباط في جعل البرتغال ضمن الشركاء الاقتصاديين والتجاريين العشر الأوائل للمملكة، مشيرا إلى ارتفاع المبادلات التجارية بين البلدين، حيث زادت الصادرات المغربية بنسبة 20 بالمائة والواردات بنسبة 30 بالمائة.

وحسب تصريحات نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية عن السفير المغربي، فإن المملكة هي أول شريك للبرتغال في العالم العربي وإفريقيا والثاني، خارج الاتحاد الأوروبي، في العالم، بعد الولايات المتحدة، مبرزا أنه تم تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين منذ نونبر 2021 من خلال إنشاء المجلس الاقتصادي المغربي البرتغالي الذي يترأسه بشكل مشترك كل من كريم عمور، وأرميندو مونتييرو، الرئيس الحالي للكونفدرالية البرتغالية للمقاولات.

وأشار باحنيني إلى أن المغرب والبرتغال سيحتفلان السنة المقبلة بالذكرى الـ250 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة، الموقعة بينهما سنة 1774، وتُعتبر اليوم واحدة من أقدم الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع بلد آخر بالنسبة للبلدين، مستحضرا في السياق ذاته توقيع اتفاقية حسن الجوار والصداقة والتعاون لسنة 1994 التي شكلت منطلقا لعقد البلدين لـ13 لقاء رفيع المستوى.

وربط السفير المغربي أيضا هذا الاجتماع بالملف المشترك المغربي البرتغالي الإسباني لتنظيم كأس العالم 2030، مشددا على الأهمية التي تمثلها هذه الخطوة في الوقت الحاضر، موردا أنه "سيكون بلا شك حافزا للتأسيس لرؤية مشتركة ذات تأثير قوي على النمو الاقتصادي في البلدان الثلاثة وتحقيق مكاسب مشتركة بينها".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...