دون إعلان مسبق.. البرلمان المغربي يُشكل مجموعة "صداقة" مغربية إسرائيلية يرأسها برلماني عن الاتحاد الدستوري

شكّلت الغرفة الأولى للبرلمان المغربي مجموعة صداقة نيابية بين المغرب وإسرائيل، يقُودها حزب الاتحاد الدستوري، وتضم نواب الأمة من أحزاب معارضة وأخرى في الأغلبية الحكومية، فضلا عن غير المنتمين.

وظهرت تشكيلة "مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب – إسرائيل"، بصفة رسمية ولأول مرة ضمن المعطيات الخاصة بمجموعات الصداقة للولاية التشريعية 2021-2022 المحيّنة على موقع مجلس النواب المغربي، دون أن يتم الإعلان أو الإخبار بإحداثها، وهو ما يُحيل إلى أن إحداثها تم في "سرية تامة" ودون إعلان رئيس البرلمان كما جرت به العادة في مناسبات عدّة.

ويقود مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية، النائب البرلماني عن دائرة تطوان وعضو الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، نور الدين الهروشي، بصفته رئيسا فيما يتشكّل أعضاء المجموعة من نادية التهامي النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، وعبد المجيد بن كمرة من الفريق الحركي، وطارق قديري من الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، ثم عبد اللطيف الزعيم من فريق الأصالة والمعاصرة، والمهدي العالوي من الفريق الاشتراكي والمعارضة الاتحادية.

ومن أصل ثمانية نواب برلمانيين، ضمت تشكيلة الصداقة المغربية الإسرائيلية، نائبان برلمانيان غير منتميان لأي فريق أو مجموعة وينتميان لحزب جبهة القوى الديمقراطية، ويتعلّق الأمر برؤوف عبدلاوي معن من دائرة فاس الشمالية، وشفيقة لشرف من دائرة الدار البيضاء.

والمُلاحظ، أن الأحزاب التي انضمّت لتشكيلة مجموعة الصداقة البرلمانية بين الرباط وتل أبيب، هي أحزاب يسارية وشيوعية تتماهي مواقفها مع تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية، خلافا لحزب العدالة والتنمية الذي أعلن سلفا عن رفضه لأي خطوة في هذا الاتجاه من حيث "المبدأ".

وحاولت "الصحيفة" بإصرار كبير من جانبها، التواصل مع رئيس مجموعة الصداقة المغربية الإسرائيلية، نور الدين الهروشي، سواء من خلال الاتصال الهاتفي أو بعث رسائل نصية تضمّنت سبب الاتصالات المتكررة بيد أنه فضل "فصل الخط" في كل مرة، مفضّلا عدم التجاوب أو التفاعل مع أسئلة الموقع حول ظروف تشكيل اللجنة والغرض منها.

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر برلمانية لـ "الصحيفة"، أن رئيس البرلمان رشيد الطالبي العلمي، هو من أشرف شخصيا على تشكيل مجموعة الصداقة المغربية الإسرائيلية مطلع السنة الماضية، بناء على النظام الداخلي لمجلس النواب "وهو ليس بالأمر الجديد أو المستجد، إذ أن المجموعة استأنفت عملها والأدوار المنوطة إليها السنة الماضية".

وأوردت المصادر ذاتها أن العلمي، بادر إلى تكليف البرلماني عن حزب الاتحاد الدستوري برئاستها "بعدما أبدى استعداده ورغبته لذلك"، مشدّدة على أن الغرض من هذه المجموعة هو "تقوية وتطوير العلاقات بين مجالس البلدين وتشجيع تبادل الزيارات والمعلومات والخبرات فيما بينها، إلى جانب دعم الجهود الدبلوماسية وغيرها من الأهداف التي تصبو إلى تقوية العلاقات".

ولفتت المصادر البرلمانية، إلى أن المغرب يتوفّر، على ما يُناهز 100 مجموعة صداقة برلمانية للمغرب مع دول أجنبية أفريقية عربية أوروبية وغيرها برسم الولاية التشريعية 2021 -2026، فيما "الصداقة المغربية الإسرائيلية هي واحدة فقط منها ولا شيء خاص في الموضوع".