استمرار الحرب في أوكرانيا يدفع الجزائر للبحث عن بدلاء جُدد لروسيا من أجل التزود بالأسلحة

 استمرار الحرب في أوكرانيا يدفع الجزائر للبحث عن بدلاء جُدد لروسيا من أجل التزود بالأسلحة
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 17 ماي 2023 - 9:00

بدأت تكلفة الاجتياح الروسي لأوكرانيا ترتفع إلى مستويات مؤثرة فيما يخص صادرات موسكو من الأسلحة إلى البلدان التي ترتبط معه باتفاقيات للتسليح، وعلى رأسها الجزائر، حيث دفع طول مدة الحرب على كييف إلى إيلاء روسيا أهمية أكبر لحاجيات جيوشها في أوكرانيا على حساب الصادرات الخارحية.

وذكرت تقارير إعلامية متخصصة، أن روسيا أصبحت تجد تحديات صناعية في توفير العتاد الحربي الكافي لفائدة تدخلها العسكري في أوكرانيا، مشيرة إلى أن مجموعة "فاغنر" الروسية التي تُحارب إلى جانب الجيش النظامي في الحرب الجارية أعرب قادتها في الأسابيع الأخيرة عن وجود نقص في امدادات الأسلحة من موسكو.

وتعيش صناعة السلاح الروسية، وفق نفس المصادر، ضغوطات كبيرة من أجل تسريع وتيرة انتاج الذخيرة والأسلحة، سواء للتصدير الخارجي أو لتزويد جيوشها في أوكرانيا، خاصة أن الفرق العسكرية الروسية تتلقى خسائر يومية كبيرة من طرف أجهزة الدفاع الأوكرانية التي تحظى بدعم من الدول الغربية وتتوصل بين فترة وأخرى بالعتاد العسكري من الغرب.

هذا الوضع الناتج عن استمرار الحرب في أوكرانيا وتلقي الجيش الروسي لخسائر يومية في العتاد، دفع الجزائر إلى الشروع في البحث عن مزودين جدد بالأسلحة، بدل الاعتماد بشكل كامل على روسيا التي كانت لعقود هي المزود الرئيسي للجزائر بالأسلحة، وفي ظل التحديات الراهنة التي يصعب معها على موسكو أن تلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع الجزائر واحترام مواعيدها.

وذكرت بعض التقارير الإعلامية، مثل "ذا نورث أفريكا بوست"، أن الجزائر توجه أنظارها إلى فرنسا والبرازيل كبدلاء جدد للحصول على الذخيرة والأسلحة، في ظل صعوبة الحصول على ما ترغب فيه من روسيا في الوقت الراهن للأسباب المذكورة، خاصة أن الجزائر خصصت ميزانية ضخمة وقياسية لقطاع الدفاع وصلت إلى 23 مليار دولار أمريكي.

وتزامن تخصيص الجزائر هذه الميزانية الأكبر على المستوى الإفريقي، مع نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي جعل الجزائر تصطدم بهذا الواقع الذي فرض عليها البحث عن مزودين آخرين، من أجل الشروع في تحديث ترسانتها العسكرية التي يرجع أصلها بشكل شبه كامل إلى روسيا.

وكان العديد من المهتمين بالشؤون الجزائرية، أرجعوا سبب تخصيص الجزائر 23 مليار دولار أمريكي للدفاع، هو رغبتها في الحصول على أسلحة متطورة من مزودين جدد بدل الاعتماد على روسيا فقط، خاصة أن تقارير ميدانية كشفت ضعف الأسلحة الروسية خلال الحرب الأوكرانية، علما أن الجزائر لا تتوصل بالأسلحة الروسية من الصنف الأول.

ووفق نفس المصادر، فإن الجزائر تسعى لتقليص "الفارق التكنولوجي" في الأسلحة الذي يبدو أن المغرب تفوق فيه في السنوات الأخيرة، خاصة بعد شروع الرباط في السنوات الأخيرة في إجراء تحديث شامل للترسانة العسكرية للقوات المسلحة، بالاعتماد على الأسلحة المتقدمة تكنولوجيا، حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتركيا.

وحسب تقرير كانت قد نشرته صحيفة "إلكونفيدينسيال" الإسبانية في الأسابيع الأخيرة، بشأن مقارنة القوة العسكرية لكل من الجزائر والمغرب، قالت ذات الصحيفة، بأن الجزائر تتفوق في كمية العتاد العسكري، لكن المغرب يتفوق في نوعية الأسلحة بالتركيز على الأنواع الأكثر تقدما من حيث التكنولوجيا.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...