ما لم تقله الجزائر عن المركز "القنصلي" الإيطالي في تندوف: تابع لشركة خاصة وعجزت عن تدشينه في المنطقة العازلة

 ما لم تقله الجزائر عن المركز "القنصلي" الإيطالي في تندوف: تابع لشركة خاصة وعجزت عن تدشينه في المنطقة العازلة
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 20 ماي 2023 - 15:15

روجت الجزائر لقيام إيطاليا بافتتاح مركز للخدمات القنصلية في تندوف، في خطوة أرادتها أن تكون مماثلة لقيام العديد من الدول بافتتاح قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة، اعترافا بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو الأمر الذي شارك فيه بالفعل السفير الإيطالي في الجزائر، الذي حاول إعطاء هذه الخطوة طابعا "إنسانيا"، لكن الأمر يتعلق في نهاية المطاف بشركة خاصة لا بقنصلية ولا مكتب تابع للسفارة الإيطالية.

وفي 16 ماي الجاري، شارك سفير إيطاليا بالجزائر جيوفاني بوغليز، في افتتاح "مركز الخدمات القنصلية بولاية تندوف، في خطوة هي الأولى من نوعها، الأمر الذي حظي بتسويق إعلامي جزائري كبير عبر المنابر الرسمية وتلك المقربة من النظام الحاكم، على أساس أنها خطوة تضامنية مع "الشعب الصحراوي"، لكن السفارة الإيطالية أعلنت أيضا أن الأمر يتعلق بشركة خاصة للوساطة في إجراءات الحصول على التأشيرة، تدعى VFS Global، والاسم الرسمي للمكان هو مركز تقديم طلبات التأشيرة.

ونقلت وسائل الإعلام الجزائرية عن السفير الإيطالي قوله إن المركز سيستقبل من وصفهم بـ"اللاجئين الصحراويين" في إشارة إلى سكان المخيمات الموجودة في تندوف، والتي تسيطر عليها جبهة "البوليساريو" الانفصالية، لكن المسؤول نفسه أكد أن الأمر يتعلق بتدشين خدمات قنصلية لصالح المواطنين الجزائريين ورجال الأعمال الموريتانيين، حتى لا يضطروا إلى الانتقال صوب العاصمة، كما أن هذه الخطوة ستُعمم في مدن جزائرية أخرى.

وقالت السفارة الإيطالية إنه جرى اختيار تندوف "كمرحلة أولى من هذه المبادرة المبتكرة، والتي سيتم تطويرها بعد ذلك أيضا في مدن أخرى من البلاد، لضمان تنفيذ الإجراءات المتوخاة في سياق مبادرة "سفراء السلام الصغار"، وهو  مشروع ستسافر من خلاله مجموعة من أكثر من 250 طفلا، من بينهم أطفال معاقون، إلى إيطاليا خلال العطلة الصيفية المقبلة التي تستضيفها الجمعيات والعائلات الإيطالية العاملة في المجال الإنساني".

وبدا واضحا أن السلطات الجزائرية تحاول تقليد ما يحدث في الصحراء المغربية، حيث نجحت دبلوماسية الرباط في إقناع 29 بلدا بافتتاح قنصليات لها في مدينتي العيون والصحراء، لكن ما لم تقله الجزائر هو أنها لم تنجح في افتتاح المركز الإيطالي في المنطقة العازلة خلف الجدار الأمني، على الرغم من أنها تروج لخطاب "البوليساريو" الذي يزعم أنها أراضي خاضعة لسيطرته.

وزكت الجزائر بهذه الخطوة وضعية "البوليساريو" ككيان تابع لها، حيث إن القنصلية، بتأكيد إيطالي، موجودة على أراض جزائرية، لكنها نجحت في استغلال ارتباط روما بصادراتها الطاقية، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، من أجل دفع هذه العاصمة الأوروبية إلى خطوة غامضة قد تؤثر على علاقاتها مع الرباط، رغم تأكيدها المستمر على أنها لا تعترف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية".

 وفي ماي من سنة 2022، زار وزير الخارجية الإيطالي السابق، لويجي دي مايو، المغرب، والتقى في مراكش بنظيره المغربي ناصر بوريطة، حيث أكد في تصريح لوسائل الإعلام على دعم بلاده "جهود المغرب الجادة والموثوقة من أجل تسوية قضية الصحراء في إطار الأمم المتحدة"، داعيا جميع أطراف النزاع إلى "تجديد التزامها بروح الواقعية والتوافق".

وأكد دي مايو حينها "دعم إيطاليا الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل وواقعي وعملي ودائم ومقبول من كافة الأطراف لقضية الصحراء، يقوم على التوافق وينسجم مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...