وزير الخارجية الأوكراني يحل بالمغرب لمحاولة إقناع الرباط بصيغة زيلينسكي "للسلام" التي تتضمن محاكمة المسؤولين الروس

 وزير الخارجية الأوكراني يحل بالمغرب لمحاولة إقناع الرباط بصيغة زيلينسكي "للسلام" التي تتضمن محاكمة المسؤولين الروس
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 22 ماي 2023 - 15:06

حل وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، اليوم الاثنين، بالمغرب في زيارة مفاجئة يهدف من خلالها إلى الحصول على دعم الرباط لصيغة السلام التي قدمها الرئيس فلوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب الروسية على بلاده، حيث اجتمع بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، لمناقشة هذا الملف.

وأعلن كوليبا عن زيارته للمغرب بصورة من داخل مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، أرفقها بنص قال فيه إن الأمر يتعلق بأول محطة في جولته الثانية بالقارة الإفريقية، كما أنها الأولى لوزير خارجية أوكراني منذ إقامة العلاقات الثنائية بين البلدين، وفي محاولة لإبراز الروابط بين كييف والرباط أوضح أن أبواب المسجد مصنوعة من "التيتانيوم الأوكراني".

ووفق تقارير أوكرانية فإن كوليبا حدد لنفسه 3 مهام رئيسية خلال زيارته للمغرب وباقي دول الجولة الإفريقية، أولها إشراك أكبر عدد ممكن من تلك البلدان في دعم صيغة السلام التي يقترحها الرئيس الأوكراني لإنهاء الحرب الروسية على بلاده، والتي سبق أن دعا المغرب إلى دعمها يوم الجمعة الماضي ضمن دول جامعة الدول العربية خلال مشاركته في القمة التي احتضنتها مدينة جدة السعودية.

ويرغب زيلينسكي أيضا في تأمين الدعم لتصدير شحنات الحبوب الأوكرانية في إطار مبادرة "حبوب البحر الأسود" وبرنامج "حبوب أوكرانيا" الذي قدمه الرئيس زلينسكي، بالإضافة إلى البحث عن فرص جديدة للشراكة الاقتصادية مع البلدان الإفريقية، وخصوصا إعطاء دينامية لحركة التجارة، حيث يعتبر أن سلعا أوكرانية مثل الأغذية والأدوية والمعدات عالية التكنولوجية، بالإضافة إلى خدمات التعليم والخبرة في مجال التحول الرقمي كلها مطلوبة في إفريقيا.

ويحاول زيلينسكي إقناع المغرب بالانضمام إلى الدول التي تدعم خارطة الطريقة التي وضعها زيلينسكي العام الماضي أمام أنظار العالم، من أجل إنهاء الحرب الروسية على بلاده، والتي تتضمن فرض عقوبات على موسكو ومعاقبة من يقفون وراء الحرب، بالإضافة إلى استعادة مناطق شبه جزيرة القرم والمناطق التي ضمها الروس في شرق أوكرانيا.

وسبق أن أعلنت روسيا رفضها لهذه الخطة المسماة "صيغة السلام"، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لن تتفاوض مع أوكرانيا على أساسها، موردا أن "زيلينسكي مستمر في المضي بالوهم، معتقدا أنه وبمساعدة الغرب يمكنه تحقيق انسحاب القوات الروسية من دونباس وشبه جزيرة القرم وزابوروجيا وخيرسون، وضمان دفع موسكو للتعويضات، ومثول روسيا أمام المحاكم الدولية"، مضيفا "لن نتحدث مع أي شخص في ظل هذه الظروف".

وسبق أن أعلن المغرب رسميا أنه يقف على الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية، وبتاريخ 1 مارس 2023 قال وزير الخارجية ناصر بوريطة إنه فيما يخص مسألة أوكرانيا والصراع الروسي الأوكراني، فإن موقف المغرب كان واضحا منذ البداية، وهو أن المملكة ليست معنية بهذا النزاع وليست طرفا فيه، ولم تساهم فيه بأي شكل من الأشكال، نافيا مشاركتها بأي طريقة في المجهود الحربي الموجه لكييف.

وأورد بوريطة أن موقف الرباط قائم على أربعة مبادئ، "أولها أن المغرب مع الحفاظ على سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم المس بالوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وثانيا، المغرب كان دائما ضد استعمال العنف لحل الخلافات، وثالثا، المغرب كان دائما مع سياسة جوار بناءة بين الدول المتجاورة وأن قضايا الجوار لا تُحل باستعمال القوة، ورابعا، المغرب كان دائما مع احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في التعامل مع مثل هذه القضايا".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...