ملف الطلبة المغاربة، الأمن الغذائي، مبادرات السلام واستئناف العمل الدبلوماسي.. هذه تفاصيل محادثات بوريطة ونظيره الأوكراني

 ملف الطلبة المغاربة، الأمن الغذائي، مبادرات السلام واستئناف العمل الدبلوماسي.. هذه تفاصيل محادثات بوريطة ونظيره الأوكراني
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأثنين 22 ماي 2023 - 20:18

اتفقت الرباط وكييف أخيرا، على إصلاح ما وصفتها بـ "الأخطاء" الدبلوماسية السابقة، من خلال تثمين التعاون الثنائي المثمر وحلحلة ملف الطلبة المغاربة في أوكرانيا مع استئناف عمل التمثيلية الدبلوماسية والقنصلية للمغرب في أوكرانيا وتوقيع اتفاق تعاون في المجال الدبلوماسي.

جاء ذلك، خلال استقبال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، لنظيره الأوكراني، ديميترو كوليبا، الذي استهل اليوم الاثنين جولته الإقليمية من المغرب، في زيارة تعد الأولى من نوعها منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 30 سنة، ليُعلن عن استئناف عمل التمثيلية الدبلوماسية للرباط في كييف، عقب توقف دام لأشهر عديدة بسبب الحرب.

وخلال تناوله للكلمة على هامش الندوة الصحافية التي عُقِدت بمقر وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في العاصمة الرباط، قال ناصر بوريطة، إن استقباله لنظيره الأوكراني، يأتي في إطار تعزيز علاقات الصداقة الثنائية القوية والمتينة، وكذا التعاون المثمر بين البلدين اللذان لطالما اتسمت علاقتهما "بالطابع الإنساني القوي".

وناقش بوريطة ونظيره الأوكراني، عددا من الملفات ذات الأهتمام المشترك، وعلى رأسها ملف آلاف الطلبة المغاربة في أوكرانيا، ممن عانوا الأمرين بسبب الحرب التي حالت دون استكمالهم لمسارهم التربوي والتعليمي، وهو ما تعهد كل من بوريطة وديميترو بحلحلته في أقرب الآجال.

وفي هذا الصدد قال ديميترو، إنه ممتن لكل المغاربة الذين يحملون في قلوبهم حبا لأوكرانيا، بمن فيهم الطلبة المغاربة الذين درسوا في أوكرانيا ويتذكرون في قلوبهم كييف، مضيفا: "أطمئنهم وآبائهم أننا نسعى لإعادة مسارهم ويسرنا استقبالهم مجددا.. إنها فقط الحرب التي قطعت العلاقات الطيبة بين الشعبين".

وتسعى كييف والرباط، أيضا تطوير العلاقة الثنائية ضمن الإطار القانوني والمؤسساتي، وفق ما كشفه وزير الخارجية المغربي، الذي أكد أن المفاوضات مع نظيره أفرزت رغبة مشتركة على تنميتها خاصة في الجانب التقليدي الانساني والاقتصادي والتعاون ضد الجريمة المنظمة والتعاون الأمني.

ومقابل هذه الرغبة المشتركة، أكد بوريطة أن المملكة لم تغير موقفها المحايد من الحرب الروسية الاوكرانية، مشيرا إلى أن هذا الموقف، ومنذ البداية "قائم على مبادئ نؤمن بها في العلاقات الدولية، والقائمة على احترام سيادة الدول على أراضيها كمبدأ محوري، فضلا عن رفض المملكة استعمال القوة لحل النزاعات".

وشدد بوريطة، على تمسك المملكة بالحلول السلمية خاصة بين الجيران، مشيرا إلى أن المغرب دافع دائما عن مبدأ احترام المرجعيات الموجودة في قرارات الأمم المتحدة وميثاقاتها.

ونبّه المسؤول الحكومي، إلى أن المغرب ليس طرفا في الحرب ولكنه معني بها على اعتبار أنها تمس الأمن والاستقرار، إلى جانب تبعات الحرب وانعكاساتها الاقتصادية على الدول ومنها المغرب، مشيرا إلى أن المغرب علاقاته جيدة بين الدولتين ويدفع نحو حل سلمي ويرحب بكل المبادرات الساعية لتحقيق السلم والأمن العالمي.

وتطرق بوريطة للمبادرات الدولية الساعية لحل الأزمة الأوكرانية الروسية، والتي استعرضها أمامه نظيره الأوكراني أيضا خلال اللقاء الذي جمع بينهما صبيحة اليوم الإثنين، منتقدا كثرتها في قوله: "أخدنا عينا بمبادرات حل الأزمة التي تجاوز عددها ست مبادرات وهي كثيرة وقد تصعب الأمر لإيجاد الحل".

واتفق ديميترو، مع طرح بوريطة، لافتا بدوره إلى أن الطرفان ناقشا المبادرات والمقترحات وخلصا إلى أن "كثرتها قد لا تكون مفيدة "داعيا للتركيز على "مقترح السلام الأوكراني الذي ستواصل كييف الحديث مع المغرب بخصوصه" على حد تعبير المسؤول الأوكراني.

وفي هذا الإطار، اتفق الطرفان على تعزيز التنسيق وإحياء آليات التعاون الاقتصادي والسياسي، موردا أن الزيارة من شأنها "فتح آفاق جديدة للتعاون".

وأعرب وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، عن سعادته بأن يكون أول وزير اوكراني يزور المغرب، مؤكدا رغبته في تصحيح أخطاء المسؤولين الحكوميين السابقين الذين لم يولو اهتماما لتوطيد العلاقات المغربية الأوكرانية. وتحدث المسؤول الحكومي الأوكراني، عن القضايا التي تم تناولها بين الطرفين، والمرتبطة أساسا بإفريقيا مشيرا إلى أن بلاده تسعى لربط علاقات أمتن مع المغرب، باعتباره مدخلا لإفريقيا.

واتفقت كييف والرباط أيضا، على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، من خلال إطلاق مشاورات تجارية تصبو إلى تقوية التجارة بين البلدين. ولم يفوت المسؤول الحكومي الأوكراني أيضا، فرصة التعبير عن امتنانه للمغرب إزاء تقديمه لما وصفه ديميترو بـ"الدعم والسند في المحافل الدولية، وتصويت المغرب لتكريس الأمن في أوكرانيا".

ومن المواضيع التي طرحت على طاولة النقاش بين بوريطة ونظيره الأوكراني، الأمن الغذائي، حيث أعلن ديميترو أن بلاده "ستبقى مزودا للعالم بالقمح، وبالذات إفريقيا والمغرب". وأعلن رئيس الديبلوماسية الأوكرانية في هذا الإطار عن توقيع البلدين لمذكرة اتفاق بين أكاديمية أوكرانيا والأكاديمية المغربية للتعرف على معالم الدبلوماسية المغربية.

من جهة أخرى، ثمنت كييف على لسان وزير خارجيتها، ديميترو كوليبا، مخطط الحكم الذاتي المغربي، مشددة على أن الوحدة الترابية هو مفهوم مقدس بالنسبة لأوكرانيا.

وأكد ديميترو أن بلده تعي جيدا المكانة التي تحوزها الصحراء في قلوب المغاربة، والدور الذي يلعبه حلحلة هذا الملف في إرساء السلام في إفريقيا. وأوضح أن أوكرانيا الساعية لإصلاح أخطاء الماضي في تهميش العلاقات الأوكرانية المغربية، ترى أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب هو الأكثر جدية لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن حكومة بلاده تدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة في الصّحراء المغربية ستيفان ديميستورا، دون أن يعرب عما يمكن أن يعكر مزاج صناع القرار بالرباط.

وأشار المتحدث إلى أن اختياره القدوم للمغرب أولا في إطار زيارته الإقليمية، كانت "مقصودة جدا" بالنظر لكل ما يجمع البلدان، معربا عن سعيه لفتح باب للمؤسسات حكومية من المغرب والمؤسسات الحكومية الاوكرانية لتعزيز العلاقات والعمل سويا.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...