إلغاء رحلة فرنسا ورشقٌ بالبيض في البرتغال.. هكذا راكمت الأجهزة الجزائرية الفشل خارجيا بعدما عجزت عن تأمين تحركات تبون

 إلغاء رحلة فرنسا ورشقٌ بالبيض في البرتغال.. هكذا راكمت الأجهزة الجزائرية الفشل خارجيا بعدما عجزت عن تأمين تحركات تبون
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 27 ماي 2023 - 14:31

وجدت أجهزة الأمن والأجهزة الدبلوماسية الجزائرية، نفسها في موقف محرج مزدوج، وذلك بعد أن فشلت في تأمين زيارتين للرئيس عبد المجيد تبون إلى أوروبا، إذ بعد أن اضطرت إلى تأجيل زيارته إلى فرنسا في ظل وجود مخاوف من استقباله بالاحتجاجات في ظل وجود عدد كبير من الجزائريين الرافضين لاستمرار النظام الحالي، وجدت نفسها في مأزق حقيقي بعدما هوجم تبون لفظيا ورمزيا في البرتغال.

ففي أبريل الماضي حسمت رئاسة الجمهورية في الجزائر قرارها بتأجيل زيارة تبون إلى فرنسا إلى أجل غير مسمى، وهي الزيارة التي كان من المفترض أن تتم خلال الفترة ما بين 2 و5 ماي الجاري وأن تشهد لقاءً بين تبون وإيمانويل ماكرون، وعزل السلطات الجزائرية سبب التأجيل إلى الاحتجاجات التي تعرفها الشوارع الفرنسية، بما في ذلك العاصمة باريس، بسبب تمرير القانون الجديد للتقاعد.

وعبر صحيفة "الشروق" المقربة من الجيش، قالت السلطات الجزائرية إن الزيارة تأجلت "باتفاق بين الطرفين"، وأضافت أسباب هذا التأجيل "هي ذاتها التي كانت وراء تأجيل زيارة ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، إلى فرنسا قبل أيام"، دون أن تقدم المزيد من التوضيحات"، مع ربط الأمر بـ"الاحتجاجات متواصلة من قبل فئات واسعة من المتظاهرين ضد مصادقة الرئيس الفرنسي على قانون يرفع سن التقاعد".

غير أن مصادر أخرى، وخصوصا من المعارضة الجزائرية، كانت قد تحدثت قبل ذلك عن الإعداد لاحتجاجات في شوارع باريس ضد السلطة الحاكمة في الجزائر تزاما مع زيارة تبون، ما يعني، في الحالتين، أن الأجهزة الجزائرية العاملة خارجة الحدود عجزت عن وضع الترتيبات اللازمة لمرور زيارة رئيس الجمهورية في ظروف مواتية ودون مواقف محرجة.

وبعد أن كانت فرنسا هي المحطة الثانية لتبون في أوروبا بعد إيطاليا، منذ توليه الرئاسة، سارع إلى السفر للبرتغال، بعد أيام من انعقاد الاجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والبرتغالية، الذي انتهى بإعلان مشترك تدعم فيه لشبونة مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، ويبدو أن ما كانت السلطات الجزائرية خائفة منه في فرنسا وقع على الأراضي البرتغالية.

وأظهرت فيديوهات تم تداولها عبر مجموعة من المواقع الدولية ومنصات التواصل الاجتماعي، رشق سيارة تبون بالبيض من أشخاص قال متفاعلون إنهم معارضون للنظام الحاكم في الجزائر، الأمر الذي كان يعني أن أجهزة المخابرات والأمن الجزائرية وقنواتها الدبلوماسية عجزت عن تأمين رحلة رئيس الجمهورية إلى بلد لا يوجد فيه الكثير من أفراد الجالية عكس فرنسا.

وأكدت شبكة BBC انتشار مقاطع للحظة خروج تبون من إحدى اللقاءات، وفيها يمكن سماع بعض الهتافات الاحتجاجية في حقه، والتي تطالب بإنهاء "حكم العسكر" في البلاد على حد مردديها، بالإضافة إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي، وفي إحدى تلك الفيديوهات كان المحتجون يرددون "تبون مزور، جابوه العسكر"، وهو الشعار الذي كان يردده نشطاء الحراك في الجزائر.

وخلال خروجه من قصر بلدية لشبونة تجمهر العديد من المحتجين المطالبين بـ"دولة مدنية وليست عسكرية"، وبإطلاق سراح المعارضين الذين وصفوهم بـ"أولاد الشعب"، لكن الأسوأ من ذلك كان هو تعرض السيارة التي كانت تقل تبون للرشق بالبيض، الأمر الذي وثقته كاميرات بعض المحتجين الذين كانوا يرددون أن الرئيس "فاقد للشرعية" داعين لـ"دولة مدنية".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...