العدالة والتنمية يُعبّر عن رفضه زيارة رئيس الكينيست الإسرائيلي للبرلمان المغربي.. ويصف دعوة برلمانييه للمشاركة في هذه الزيارة بـ "الوقاحة"

 العدالة والتنمية يُعبّر عن رفضه زيارة رئيس الكينيست الإسرائيلي  للبرلمان المغربي.. ويصف دعوة برلمانييه للمشاركة في هذه الزيارة بـ "الوقاحة"
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأثنين 29 ماي 2023 - 15:42

استهجن حزب العدالة والتنمية، الزيارة التي من المزمع أن يقوم بها رئيس الكينيست الإسرائيلي أمير أوحانا إلى البرلمان المغربي، كما اعتبر أن دعوة مجموعته النيابية للحضور لـ"الاحتفال بذكرى تأسيس إسرائيل" بمثابة "وقاحة".

وأعرب الحزب في بلاغ لأمانته العامة توصلت به "الصحيفة" عن استهجانه ورفضه لما وصفها بـ "وقاحة ممثل الكيان الصهيوني بتوجيه الدعوة للمجموعة النيابية للحضور فيما سماه الاحتفال بذكرى قيام هذا الكيان المحتل"، مشدّدا على أنها "لا تمثل إلا ذكرى النكبة والاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني الشقيق والمتواصل إلى اليوم".

وفي إطار الموقف المبدئي للحزب الرافض للتطبيع مع إسرائيل، ثمنت الأمانة العامة للحزب، رفض المجموعة النيابية لـ "المصباح"، بمجلس النواب للعضوية فيما سمي "لجنة الصداقة البرلمانية المغربية - الإسرائيلية""، وموقفها من كونها غير معنية قطعيا بهذه اللجنة.

وفي السياق ذاته، أكّدت مصادر برلمانية لـ "الصحيفة" صبيحة اليوم الإثنين، الأخبار الرائجة حول الزيارة المرتقبة لرئيس الكنيست الإسرائيلي، ذو الأصول اليهودية المغربية أمير أوحانا للرباط الأسبوع المقبل.

وأوضحت المصادر البرلمانية ذاتها، والتي فضّلت عدم الكشف عن هويتها أن الزيارة المرتقبة لرئيس الكنيست الإسرائيلي الجديد تُعد الأولى من نوعها للمملكة، تلبيّة لدعوة كان قد وجّهها رئيس البرلمان رشيد الطالبي العلمي قبل أسابيع.

وتأتي هذه الزيارة، في سياق "تعزيز التعاون البرلماني المشترك بين البلدين، الذي توج بتأسيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية السنة الماضية" حسب المصادر ذاتها، التي أشارت إلى أن مسؤول الكينيسيت الإسرائيلي سيكون على رأس وفد هام وسيتم تدارس عدد من النقط المشتركة الرامية إلى تسريع وتيرة التعاون البرلماني.

ومن المرتقب أن يلتقي رئيس الكينيسيت التي شغل منصب وزير العدل ثم وزيرا للأمن الإسرائيلي في وقت سابق، عدد من المسؤولين المغاربة على رأسهم رئيسا الغرفتين الأولى والثانية في المؤسسة التشريعية، إلى جانب لقاءات ثنائية لتدارس عدد من الأمور المشتركة.

وفضّلت المصادر ذاتها، عدم التعليق على بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مكتفية بالتأكيد على أنه "من حق أي حزب أو شخص التعبير عن موقفه وهذا حق مكفول دستوريا وقانونيا وهذه الزيارة بعيدة عن المزايدات".

وتأتي هذه الزيارة، تزامنا مع حالة الجدل التي أثارها الإعلان الرسمي قبل أسبوعين عن تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية، بحيث وجّه الفريق النيابي، لحزب التقدم والاشتراكية مراسلة رسمية لرئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، الأسبوع الماضي يستنكر فيها ورود اسم النائبة البرلمانية عن الحزب نادية التهامي ضمن اللائحة ويُطالبه بسحبها فورا وتصحيح هذا الخطأ "الإداري".

ووفق ما أكدته مصادر قيادية في حزب التقدّم والاشتراكية وقتها لـ "الصحيفة"، فقد وقع خطأ "إداري" لا يتحمّل الحزب مسؤوليته، موردا أن أعضاء الفريق النيابي للحزب "عبّروا سلفا عن عدم رغبتهم في الانضمام لمجموعة الصداقة البرلمانية الإسرائيلية المغربية".

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن مواقف الحزب ثابتة بنفس ثبوت موقف بلادنا "الداعم للقضية الفلسطينية والمؤمن بعدالتها"، رافضة الإدلاء بأي موقف بشأن إحداث لجنة الصداقة المذكورة والتي لم يُعلن عنها سلفا.

واكتفت المصادر ذاتها، بالتأكيد على أن رئيس الفريق النيابي للتقدم والاشتراكية، رشيد الحموني، راسل رئيس الغرفة الأولى بالبرلمان، لتصحيح الخطأ الإداري مُشدّدا له على ضرورة سحب اسم البرلمانية التهامي من القائمة بصفة استعجالية.

وكانت الغرفة الأولى للبرلمان المغربي، قد شكلت مجموعة صداقة نيابية بين المغرب وإسرائيل، يقُودها حزب الاتحاد الدستوري، وتضم نواب الأمة من أحزاب معارضة وأخرى في الأغلبية الحكومية، فضلا عن غير المنتمين.

وظهرت تشكيلة "مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب – إسرائيل"، بصفة رسمية ولأول مرة ضمن المعطيات الخاصة بمجموعات الصداقة للولاية التشريعية 2021-2022 المحيّنة على موقع مجلس النواب المغربي، دون أن يتم الإعلان أو الإخبار بإحداثها، وهو ما يُحيل إلى أن إحداثها تم في "سرية تامة" ودون إعلان رئيس البرلمان كما جرت به العادة في مناسبات عدّة.

ويقود مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية، النائب البرلماني عن دائرة تطوان وعضو الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، نور الدين الهروشي، بصفته رئيسا فيما يتشكّل أعضاء المجموعة من نادية التهامي النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، وعبد المجيد بن كمرة من الفريق الحركي، وطارق قديري من الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، ثم عبد اللطيف الزعيم من فريق الأصالة والمعاصرة، والمهدي العالوي من الفريق الاشتراكي والمعارضة الاتحادية.

ومن أصل ثمانية نواب برلمانيين، ضمت تشكيلة الصداقة المغربية الإسرائيلية، نائبان برلمانيان غير منتميان لأي فريق أو مجموعة وينتميان لحزب جبهة القوى الديمقراطية، ويتعلّق الأمر برؤوف عبدلاوي معن من دائرة فاس الشمالية، وشفيقة لشرف من دائرة الدار البيضاء.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...