في أوج "حرب المواهب"... مسؤولون مغاربة يوصون بضرورة إحاطة الشباب المبدع بالدعم لجذب الاستثمارات وتعزيز بنية تحتية رقمية 

 في أوج "حرب المواهب"... مسؤولون مغاربة يوصون بضرورة إحاطة الشباب المبدع بالدعم لجذب الاستثمارات وتعزيز بنية تحتية رقمية 
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأربعاء 31 ماي 2023 - 12:49

استأثرت الثروة البشرية الشابة في أفريقيا، بحصة الأسد من ثناء المسؤولين الحكوميين المغاربة، الأفارقة والعرب، الذين أجمعوا عن رغبة مشتركة في تثمينها وصقلها من خلال الدعم المتوازي مع تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتوفير مناخ أعمال ملائم يتناسب وجذب الاستثمارات الأجنبية ومواكبة القوى الإبداعية الشابة والطموحة في القارة.

أخنوش: نعيش حرب المواهب ولا ثورة رقمية دون شبابنا

وبرزت أولى معالم هذه الرغبة الطموحة، على لسان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي شدّد في كلمته الافتتاحية بمناسبة انطلاق أشغال النسخة الأولى من معرض "جيتكس" إفريقيا، الذي تحتضنه عاصمة النخيل مراكش على مدى ثلاثة أيام المُقبلة، (شدّد) على ضرورة تشجيع الابتكار والاستثمار في الشركات الناشئة من أجل انبثاق مقاولات صاعدة أحادية  ومقاولات ناشئة ومقاولات صغرى ومتوسطة مبتكرة، مع دعم تسريع الابتكارات التكنولوجية في القطاعات الواعدة مثل الذكاء الاصطناعي أو الحَوْسَبَة السحابية (Cloud computing) أو الأمن الإلكتروني وحماية المعطيات الشخصية.

ونبّه رئيس الحكومة، في افتتاح أشغال الحدث العالمي الذي يُنظم لأول مرة منذ 42 سنة خارج دبي، إلى أن تحقيق هذا التحول الرقمي يتطلب توفير مناخ أعمال ملائم وحكامة جاذبة للاستثمارات من جهة، كما يستوجب الاستثمار بشكل فعال في بنيات تحتية رقمية موثوقة وشاملة، من جهة أخرى.

وشدّد المسؤول الحكومي، على أنه لا يمكن تحقيق تحول رقمي أو ثورة رقمية دون التركيز على محورها الرئيسي المتعلق بالمواهب والمهارات، في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على المهارات الرقمية، متجاوزًا بذلك الموارد المتاحة، وفي سياق نتحدث فيه حتّى عن "حرب من أجل المواهب"، مؤكدا أن القارة الأفريقية تزخر بالمؤهلات البشرية ذات الإمكانات العالية. فأكثر من 60 ٪ من الساكنة لا يتجاوز عمرها 25 سنة، وهي ثروة ستساهم لا محالة في بناء المسار الرقمي للقارة، إذا نحن نجحنا في تدريبهم وتكوينهم ودعمهم وتشجيعهم لهذه الغاية.

تجويد علاقة المواطن بالإدارة

واعتبر أخنوش، أن الغاية من الرقمنة تتمثل كذلك في تجويد علاقة المواطن بالإدارة، فلا مجال لحكامة حديثة بدون رقمنة، وهو ما يستلزم تيسير ولوجية الخدمات العمومية للمواطنين، وخلق إدارة شفافة محورها الإنسان والمواطن.

وفي هذا الصدد، أعلن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، عن انخراط المملكة في الدينامية الرقمية التي تفرضها العولمة، موردا أنها عازمة على تعزيز مكانتها كقطب للرقمنة من أجل تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة وتعزيز الروابط الاقتصادية ببقية دول العالم، وذلك تماشياً مع الرؤية المستنيرة للملك محمد السادس.

وأعرب عن طموح حكومته، في توفير خدمات عمومية رقمية للمواطنين وللشركات والمقاولات، وسعيها إلى خلق نظام بيئي ملائم للشركات الناشئة والمقاولات الصغرى والمتوسطة المبتكرة، وخلق أرضية لاحتضان المواهب الرقمية وإنتاجها.

مزور تعلن بـ "الدارجة" عن استراتيجية رقمية جديدة

من جانبها، ثمّنت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، التي فضّلت مُخاطبة الوفود الحاضرة من 100 دولة بشكل عفوي ولسان "الدارجة المغربية"، (ثمّنت) احتضان المملكة لهذا المؤتمر التكنولوجي الأكبر من نوعه في العالم، مشيرة إلى أن رسو قرار المنظمين من جيتكس على تنظيمه لأول مرة في التاريخ خارج أسوار دبي في المغرب، لم يأت من فراغ، وإنما لإيمان الجهة المنظمة ببلدنا وإمكانياته والأهم طاقاته الشابة "الطموحة والمبدعة".

وتحدّثت المسؤولة الحكومية المغربية، بإسهاب عن تفوق الشباب المغربي، وطنيا وعالميا في مختلف أنواع التكنولوجيات الحديثة والعولمة، على غرار الذكاء الاصطناعي، الرقمنة وغيرها، مشيرة إلى أن وزارتها تشتغل مع وزارة التعليم ومختلف مراكز التكوين لصقل مواهب هؤلاء الشباب وتمكينهم من البروز أكثر وتثمين إبداعاتهم والإسهام في دعمها وإبرازها.

وهذا الطموح الكبير، وفق ما أكدته مزور أمام الحاضرين، ترجمه كذلك النموذج التنموي لبلدنا، مشيرة إلى أن وزارة الانتقال الرقمي بدأت في وضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية رقمية في أفق 2030، تصبو تعزيز الاقتصاد الرقمي وجلب استثمارات أجنبية للمغربية، وهي الاستراتيجية التي جرى وضعها بشكل تشاركي مع المواطنين والفاعلين "لأن الهدف هو خدمتهم" تقول مزور.

ويُراهن المغرب كثيرا، وفق المسؤولة الحكومية على "جيتكس أفريقيا"، لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع لبلدنا، موردة أنها تعتز بثقة المستثمرين في الاقتصاد الرقمي الذي أبانوا عن رغبتهم في ولوج السوق المغربية، مشيرة إلى أن الحكومة وقّعت بالفعل 17 اتفاقية تهم الاقتصاد الرقمي بقيمة مليار درهما ومن شأنها تحقيق فرص شغل مهمة ستسفيد منها أيضا الشركات الناشئة بالبلج والكبرى لمواصلة سيرورة الابتكارات.

وزير الاقتصاد الرقمي الإماراتي: ديما مغرب.. وطاقة الشباب المغربي مذهلة

ولم تختلف كلمة عمر العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في الإمارات العربية المتحدة، عمّا جاء في مضامين كلمة المسؤولين الحكوميين المغاربة، حيث أكد على أن اختيار المغرب لاحتضان النسخة الأولى لجيتكس خارج حدود موطنه، لم يكن صدفة أبدا، بل نظير ما يمتاز به المغرب من مؤهلات وإمكانيات باعتباره مثالا يحتذى به ومصدر فخر للعرب وأفريقيا في مجال التكنولوجيا والرياضة وغيرها من القطاعات، مردّدا أما الحاضرين "وكما أكرر دائما ديما مغرب".

وأشار المتحدث، في كلمته الافتتاحية، إلى ان الدولتان تجمعهما شراكة مثمرة قائدا البلدان، فيما تواصل الحكومتين الإماراتية والمغربية، تنميتها وتطويرها ووتأكيد وصولها إلى آفاق أوسع، مضيفا: " نحتفي بثمرة واعدة من الشراكة الإيجابية والطموحة التي تعكس توجهات العالم في مجال التطور التكنولوجي انطلاقا من أفريقيا وطاقاتها".

وأكد المسؤول الحكومي الإماراتي، أن بلاده من خلال تنظيم جيتكس في المغرب تسعى لتعزيز الشراكة المثمرة في مجال التكنولوجيا، باعتبار هذا الحدث الأكبر من نوعه في العالم مصدر فخر يصبو مواصلة البناء بما يعود بالخير والازدهار على الشعوب.

وأضاف المتحدث: "المستقبل رقمي وبنائه يركز على الابتكار والاستثمار في الانسان وقارة أفريقيا بتنوع مواردها  تبشر بفرص واعدة للمستقبل جيتكس مروج لهذا، خاصة وأن 18 في المائة من سكان العالم ينتمون للقارة الأفريقية".

وأشار المسؤول الحكومي الإماراتي، إلى ان القارة أمام فرص كبيرة لتسريع التطور والتحول الرقمي مدعومة بشبابها، مضيفا: "نتطلع من خلال جيتكس أن يكون حدثا ملهما لصناعة القرار في افريقيا، ونؤكد على دور المغرب في كل المنطقة.. سيما وأن تجاوبه مع الازمة العالمية يبين أنه يستغل فرصة لتطوير انتقاله الرقمي وانفتاحه التكنولوجي، وتحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص العالم، وهذه التكنولوجيا تشجع على التجارة الالكترونية وتشكل عاملا أساسيا في الدفع بالاقتصاد الافريقي، والنمو الغذائي، والمجال الرقمي في الطب والصيدلة والرعاية الصحية الثورة الرقمية، وغيره".

لاسينا كوني: المستقبل أمام الشباب الأفريقي

من جانبه، قال لاسينا كوني، قائد تحالف "سمارت أفريقيا"، إنه وقبل أقل من شهر، المنظمة التي أقودها عقدت أكبر قمة للتكنولوجيا في افريقيا بحضور رؤساء 90 دولة، واليوم كان له شرف أن يحضر أول جيتكس على أرض القارة الافريقية ويترجم التزامها المشترك في التطور الرقمي.

وأبرز المسؤول الرواندي في كلمته الافتتاحية، أن القارة تواصل هذه الرحلة الساعية لمستقبل أفضل لافريقيا على أسس صلبة وإلهام لكل المشاركين، ومن يبتكرون في مجالات التكنولوجيا مشدّدا على الرغبة المشتركة في رسم إمكانيات افريقيا وشبابها وتثمين التقدم الذي حققناه في السنوات الأخيرة في إطار الثورة التكنولوجية التي تشهدها القارة.

وأكد المتحدث، أن القارة الأفريقية، تضم مجموعات بشرية تناضل لتكون على مستوى هذه الثورة وتقدم خدمات للعالم في سعيا للشمول المالي لملايين الأشخاص في أفريقيا، موردا أن "شعوبنا الأفريقية، هي الان تعتمد التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلوماتفي  الصحة الزراعة والمالية وغيرها، ونحن قادرون على الصمود واعتماد التكنولوجيا لبناء مستقبل أفضل".

ونبّه المتحدّث، إلى أن هذه الرحلة ليست إلا في بداياتها، مضيفا: "نحن ومن خلال القرارات التي نتخذها اليوم، نحدد المستقبل لهذا فإن الامر ليس من الكماليات وإنما شرط للتقدم"

وتابع: " توجد إمكانية لتثمين امكانياتنا الأفريقية وجيتكس المغرب فرصة لنلتقي من يخططون للمستقبل ومعا نطلق العنان لفرص الرقميات ونكون موجهين تحت نور القادمين ونطور الشراكة بيننا ونكون قادرين على مواجهة كل التحديات ونستفيد من الثورة الرسمية والاستدامة ونبني مستقبلا صديق للبيئة ومتطور تكنولوجيا..".

وأثنة المسؤول الرواندي، على تنزيم المملكة المغربية باعتبارها عضوا في أفريقيا الذكية، مضيفا: " الطريق أمامنا بتحديات كبيرة لكن مؤمن قدرتنا على الصمود وقدراتنا الفكرية والابداعية ستساعدنا على التقدم وتجاوز العوائق".

وانطلقت اليوم الأربعاء، أشغال النسخة الأولى من معرض "جيتكس" إفريقيا، الذي تحتضنه عاصمة النخيل مراكش على مدى ثلاثة أيام، تُشكّل مناسبة من أجل تكريس مكانة المملكة، مرة أخرى، كوجهة لا محيد عنها للقاءات الكبرى والتظاهرات العالمية.

ويعد معرض "جيتكس إفريقيا موروكو"، الذي ينظم تحت رعاية الملك محمد السادس، من قبل وكالة التنمية الرقمية، وتحت إشراف وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أكبر فعالية تكنولوجية في القارة، ويعتبر ملتقى لعمالقة التكنولوجيا والحكومات والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة والمبرمجين والمستثمرين والأكاديميين من أجل التعاون المكثف والمتمحور حول النتائج بين القطاعين العام والخاص في أكبر اقتصاد رقمي سيشهده العالم.

ويتيح هذا اللقاء الكبير الفرصة لإبراز تجربة المملكة، في مجال التكنولوجيا العالية والابتكار، مع التركيز على الجهود المبذولة والإنجازات الكبرى المحققة في هذا الميدان. ومن خلال إطلاق النسخة الأولى من "جيتكس إفريقيا موروكو"، سيكون للقارة الإفريقية برمتها، تجمعها التكنولوجي الخاص، والذي من شأنه أن يشكل أكبر معرض للتكنولوجيا والشركات الناشئة في القارة.

ويستقبل هذا الحدث، الذي يتواصل إلى غاية 2 يونيو المقبل، أزيد من 900 عارض وشركة ناشئة، بالإضافة إلى أزيد من 30 وفدا حكوميا، وأكثر من 250 مستثمرا عالميا، و 250 محاضرا دوليا، وعددا كبيرا من الأطر ينحدرون من أزيد من 100 بلد.

ويروم "جيتكس إفريقيا موروكو"، إرساء علاقات مع مستثمرين ومسرعين ومحتضنين عالميين وإقليميين، ونسج علاقات بين مقتني مقاولات وحكومات، والربط بين رواد التكنولوجيا، والحكومات، والشركات الناشئة، والمستثمرين وأقطاب الابتكار العالمية. ويشكل هذا المعرض، أيضا، مناسبة لاكتشاف الواجهة العالمية التفاعلية للابتكارات والمستجدات التكنولوجية، وحضور ندوات تتمحور حول النتائج، مع إطلاق منتوجات وحلول مبتكرة، والالتقاء مع رواد الصناعة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والمعلوميات، والأمن السيبراني.

 ويعد المعرض "محطة انطلاق لتطوير قادة التكنولوجيا المستقبليين وصقل المواهب وتشكيل أكبر مجتمع شبابي في مجال التكنولوجيا، وملاقاة كبار المدراء التنفيذيين ورؤساء أقسام كل من التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات والحماية والتسويق، الذين يحرصون على تقدم شركاتهم من خلال تبني الأفكار الخلاقة في عالم سريع التغير".

وكانت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، قد أكدت أن المغرب يحظى بشرف استضافة النسخة الأولى من معرض "جيتكس إفريقيا" في سنة 2023، والذي يشكل بالنسبة لبلدنا فرصة حقيقية لتعميق الجهود المبذولة، والعمل المنجز في السنوات الأخيرة في مجال الانتقال الرقمي والابتكار التكنولوجي".

وأشارت المسؤولة الحكومية، إلى أن هذا المعرض يندرج تماما في إطار جهود المملكة لتعزيز التعاون جنوب - جنوب في المجال الرقمي، ويساهم في إشعاع القارة الافريقية على الصعيد الدولي، مسجلة أن "جيتكس إفريقيا موروكو" يستهدف النهوض بالابتكار التكنولوجي متعدد القطاعات والانتقال الرقمي للقارة، تماشيا مع توجيهات الملك محمد السادس.

من جهته، اعتبر المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، محمد الإدريسي الملياني، أن "إمكانات التكنولوجيا في القارة الإفريقية لا حدود لها وقد حان الوقت للعمل"، مبرزا أن وكالة التنمية الرقمية، كمحفز للانتقال الرقمي في المغرب، تسهم في تعزيز الابتكار في العديد من القطاعات، داعيا كافة شركاء المنظومة إلى تأمين انتقال رقمي ذكي.ذوتابع أنه "في الوقت الذي تشرع فيه القارة الإفريقية في خلق بيئة مواتية للابتكار التكنولوجي، فإن جيتكس إفريقيا موروكو يمثل فرصة حقيقية لجمع أقطاب التكنولوجيا وتعزيز الاستثمارات"، مشددا على "أننا منخرطون بعمق للمساهمة في نجاح هذه الدورة الأولى".

من جانبها أكدت وزيرة الاقتصاد الرقمي والتواصل بالبنين، أوريلي آدام سولي زومارو، أن الأدوات الرقمية أصبحت اليوم بإفريقيا، ميسرات ومسرعات حقيقة ترفع من الإنتاجية، مسجلة أن الرقمنة هي محفز لخدمة كافة الأنشطة القطاعية.

وأضافت "تعتبر أن المشاركة بنشاط في جيتكس إفريقيا موروكو مناسبة مواتية لجميع رواد المنظومة الرقمية والمساهمة في تنشيط الاقتصاد الإفريقي".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...