سفير فرنسا السابق في أمريكا وإسرائيل ومجلس الأمن يعتبر أن المغرب "يبتز" بلاده بسبب عدم تعيين الرباط سفيرا جديدا لها في باريس

 سفير فرنسا السابق في أمريكا وإسرائيل ومجلس الأمن يعتبر أن المغرب "يبتز" بلاده بسبب عدم تعيين الرباط سفيرا جديدا لها في باريس
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 6 يونيو 2023 - 9:00

في خطوة قد تصب مزيدا من الزيت على النار بخصوص العلاقات المتأزمة بين الرباط وباريس، صنف الدبلوماسي الفرنسي جيرارد آرو، سفير بلاده السابق لدى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، والمحسوب على صف الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، عدمَ تسمية المغرب لسفير جديد له إلى الآن لدى لدى فرنسا بـ"الابتزاز" رابطا الأمر بقضية الصحراء.

وتفاعل آرو مع التقارير التي تطرقت لمضي نحو 4 أشهر على انتهاء ولاية محمد بنشعبون كسفير للمملكة في باريس دون اختيار الرباط أي اسم لتعويضه إلى حدود اللحظة، بأنه "ابتزاز مغربي معتاد بخصوص الصحراء الغربية"، على حد توصيفه، رابطا ذلك بالاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على المنطقة أواخر سنة 2020 عبر مرسوم رئاسي للرئيس السابق دونالد ترامب.

وأكد الدبلوماسي الفرنسي بأن فرنسا "كانت لعقود وحيدة في الدفاع عن المصالح المغربية في مجلس الأمن"، في إشارة إلى دعمها السابق لمقترح الحكم الذاتي، وهو كلام لا يصدر عن شخصية عادية، فآرو هو الممثل الدائم لفرنسا لدى مجلس الأمن ما بين 2009 و2014، أي أنه كان جزءا من العملية الأممية لقضية الصحراء، كما كان سفيرا لفرنسا في إسرائيل ما بين 2003 و2006، وفي واشنطن ما بين 2014 و2016.

وتفاعل آرو، عبر تويتر، مع تقرير لـ Morocco Intelligence تحدث عن عدم اختيار المغرب لسفير له في فرنسا طيلة 4 أشهر تقريبا، أمر لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى عدم إتمام زيارة ماكرون إلى الرباط على الرغم من إعلانها في باريس عدة مرات، مبرزا أن الأصل في الأزمة "مجموعة من الإجراءات العدوانية الفرنسية تجاه المملكة".

وتطرق التقرير إلى الاتهامات الموجهة للرباط بالتجسس على مسؤولين فرنسيين باستخدام برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي، والتي لا زالت بدون دليل، والانتقادات الموجهة لاتفاقها الدبلوماسي مع إسرائيل، ثم القيود التي فُرضت على حصول المواطنين المغاربة على تأشيرة "شينغن" من القنصليات الفرنسية، وحتى قرارات البرلمان الأوروبي المدفوعة من حزب رئيس الجمهورية، والتي "دمرت العلاقات بين البلدين".

والأسوأ من ذلك، حسب المصدر نفسه، هو توالي نكسات سياسة ماكرون في شمال إفريقيا التي تفقد قوتها في منطقة كانت تعتبرها فرنسا "حديقتها الخلفية"، حيث تأجلت زيارة الرئيس الفرنسي عبد المجيد تبون إلى باريس، فيما اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيد أن مقترحات حلول أزمة بلاده المقدمة من فرنسا وإيطاليا بأنها "إملاءات" تقوض السلم الاجتماعي، إلى جانب تراجع التعاون المغربي الفرنسي اقتصاديا وأمنيا.

وتأكد بشكل رسمي وجود فراغ دبلوماسي في سفارة المغرب في باريس، في غمرة الأزمة غير المسبوقة بين البلدين، وذلك بعدما نشرت الجريدة الرسمية بلاغا لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، صادر بتاريخ 19 يناير 2023، يتم بموجبه إنهاء مهام محمد بنشعبون كسفير للمغرب لدى فرنسا بتعليمات من الملك محمد السادس.

ونُشر هذا البلاغ في الجريدة الرسمية بتاريخ 2 فبراير 2023، أي بعد شهر من استقبال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للسفير الفرنسي الجديد بالرباط، كريستوف لوكورتيي، الذي قدم نسخا من أوراق اعتماده بصفته سفيرا مفوضاً فوق العادة للجمهورية الفرنسية لدى الملك محمد السادس، وذلك بتاريخ 30 دجنبر 2022، علما أنه لم يحظ إلى الآن باستقبال ملكي.

وكان الملك محمد السادس قد عين بنشعبون مديرا عاما لصندوق الاستثمار الذي يحمل اسمه، وذلك بتاريخ 19 أكتوبر 2022، في ظل فراغ دبلوماسي في السفارة الفرنسية بالرباط، إثر إعلان مغادرة السفيرة السابقة هيلين لوغال إلى بروكسيل لبدء مهامها الجديدة في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تزامن مع تفاقم الأزمة بين البلدين بسبب ملف التأشيرات وكذا ضبابية الموقف الفرنسي من قضية الصحراء.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...