خاص - تأكيدا لانفراد "الصحيفة".. ضغوطات الميراوي على وكالة تقييم جودة التعليم العالي لمنح تراخيص جامعتين لوهبي ومعزوز تدفع مديرها للاستقالة و"الهروب" من الوزارة

 خاص - تأكيدا لانفراد "الصحيفة".. ضغوطات الميراوي على وكالة تقييم جودة التعليم العالي لمنح تراخيص جامعتين لوهبي ومعزوز تدفع مديرها للاستقالة و"الهروب" من الوزارة
الصحيفة - خولة اجعيفري
الجمعة 9 يونيو 2023 - 17:30

علمت "الصحيفة" من مصادر مسؤولة، أن مدير الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، المختار بكور وضع استقالته المكتوبة رسميا من منصبه، احتجاجا على الضغوطات "المتزايدة" التي مورست عليه من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف الميرواي، للتأشير بمنح تراخيص إحداث جامعتين خاصتين "لا تستوفيان الشروط القانونية".

ويتعلق الأمر، بالخبر الذي سبق وانفردت "الصحيفة" بنشره والمرتبط بمساعي الوزير المسؤول عن القطاع لتفويت تراخيص الأهلية لكل من البرلماني والأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة حميد وهبي، وهو أيضا شقيق وزير العدل عبد اللطيف وهبي، وعبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات والقيادي في حزب الإستقلال، من أجل إنشاء جامعتين الأولى متخصصة في الطب بأكادير، والثانية جامعة خاصة بمدينة الدار البيضاء، وهما الجامعتين الخاصتين اللتين شدّدت مصادرنا على عدم استيفائهما للشروط القانونية الجاري بها العمل في تقييم الملفات.

وأوردت المصادر ذاتها، أن مدير الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، حاول مجابهة كل الضغوطات الإدارية، النفسية والمهنية التي مورست عليه من طرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف الميرواي وبعض الأعضاء في ديوانه، طيلة الأشهر الماضية، لاستمالته من أجل خرق القانون والتأشير على التراخيص المذكورة خلال مداولات اللجنة المختصة الأسبوع المقبل، "غير أنه قرّر في نهاية المطاف وضع استقالته بعدما فاق الأمر قُدرته على التحمل". حسب ذات المصادر.

وأكدت المصادر ذاتها، أن المختار بكور، قرّر الانسحاب نهائيا من الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، والتخلي عن مسؤولياته تجنّبا للدخول في صراع مباشر وعلني مع الوزير الوصي على القطاع، خاصة وأن موقفه من الترخيص لم يتزحزح من مكانه على الرغم من كل الضغوطات، وكذا الاغراءات، مفضّلا بذلك العودة لمهنته الأولى للتدريس في الجامعة.

وتجزم مصادر "الصحيفة" في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أن استقالة بكور لن تكون الأولى أو الأخيرة بحيث بدأت بوادر استقالات مسؤولين آخرين تلوّح في الأفق بعدما ضاقت بهم الضغوطات الممارسة عليهم في قلب دهاليب الوزارة الوصية.

وحاولت "الصحيفة" مرارا التواصل مع الوزير الميراوي، بهذا الخصوص واستفساره حول موضوع الملفين وعلاقاته باستقالة مدير الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، قبيل أيام معدودة من موعد الحسم في موضوع التراخيص، غير أنه لم يتفاعل إلى حدود كتابة هذه الأسطر مع أي اتصال.

وتأتي مستجدات الاستقالة، تأكيدا لما كانت مصادر في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قد كشفته لـ "الصحيفة"، بخصوص محاولات الوزير الميراوي، منذ ما يناهز الشهرين الضغط بكل السبل على أعضاء الوكالة الوطنية لتقييم جودة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل تفويت تراخيص لكل من البرلماني والأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة حميد وهبي، وهو أيضا شقيق وزير العدل عبد اللطيف وهبي، وعبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات والقيادي في حزب الإستقلال، من أجل إنشاء جامعتين الأولى متخصصة في الطب بأكادير، والثانية جامعة خاصة بمدينة الدار البيضاء.

المصادر ذاته، أشارت إلى أن الملفين الوصفيين لإحداث الجامعتين المُدلى بهما "ناقصان"، ولا يستوفيان الشروط القانونية المعمول بها، بما فيها مقتضيات المادة الثانية من المسطرة المرجعية المؤطرة لطلبات الحصول على اعتراف الدولة بالجامعات الخاصة ومؤسسات التعليم العالي الخاص.

وتُعد الجامعتين المذكورتين المُراد إحداثهما من طرف القياديان في كل من حزبي الإستقلال والأصالة والمعاصرة اللذان ينتميان إلى الأغلبية الحكومية، مجرد "مشروع على الورق" بحيث لا يتوفّران على مقر إلى حدود كتابة هذه الأسطر،  بما معناه أن مشروع الجامعتان ليستا موجودتان على أرض الواقع، كما لا تتوفران أيضا على شرط أقدمية ثلاث سنوات من الممارسة في تناف واضح مع الشروط التي يتضمنها دفتر التحملات لإحداث الجامعات الخاصة قبل الترخيص لها، ومقتضيات المادة الثانية من المسطرة المرجعية المؤطرة لطلبات الحصول على اعتراف الدولة بالجامعات الخاصة ومؤسسات التعليم العالي الخاص، والقانون رقم 01.00 المتعلق بتنظيم التعليم العالي.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...