بوتين يتفادى الحديث عن الصحراء خلال لقائه بتبون.. والأخير: الضغوط لن تؤثر على صداقتنا وروسيا تصون استقلالنا وحريتنا من خلال التسليح

 بوتين يتفادى الحديث عن الصحراء خلال لقائه بتبون.. والأخير: الضغوط لن تؤثر على صداقتنا وروسيا تصون استقلالنا وحريتنا من خلال التسليح
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 15 يونيو 2023 - 16:01

بدا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرتبكا أثناء اللقاء الذي جمعه، زوال اليوم، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حينما كان يرتجل كلمته أمام أعضاء وفدي البلدين.

وأكد تبون وملامح الارتباك، ورعشة غير مفهومة بادية على يديه، أن بلاده ‏"تصون استقلالها بمساعدة قوية وتسليح من روسيا للدفاع عن حريتها، في ظل وضع إقليمي صعب". وارتجل الرئيس الجزائري كلمته بشكل متقطع وغير متناسق مع جمل غير مفهومة، بدا من خلالها أن "حجم اللقاء" لم يتم الإعداد له بالشكل المطلوب، مما جعل الرئيس الروسي يغير ملامح وجهه أكثر من مرة عند كلمة الرئيس الجزائري.

وقال تبون خلال هذا اللقاء إن "ضغوط الدول الأجنبية لن تؤثر على علاقة الصداقة بين الجزائر وروسيا"، شاكرا هذه الأخيرة على دعم ترشيح بلاده للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال سنتي 2024 و2025، وهي الفترة التي أعلنت الجزائر أن من بين أولوياتها فيها سيكون العمل على "تقرير المصير في الصحراء".

وقال تبون إن حصول بلاده على العضوية غير الدائمة جاء "بفضل الأصدقاء وعلى رأسهم روسيا"، موجها كلامه لبوتين بالقول "شكرا جزيلا لكم على حسن الضيافة، إنها تشهد على عمق العلاقات والصداقة القائمة بين الجزائر وروسيا، علاقاتنا لم تتغير أبدا منذ 60 عاما، كانت روسيا دائما تدعم الجزائر، واليوم ربما يوجد بعض الضغوط، لكن هذا لا يمكن أن يؤثر أبدا على علاقة الصداقة بيننا".

وخلال اللقاء نفسه طلب الرئيس الجزائري من نظيره الروسي المساعدة للتعجيل بانضمام بلاده إلى منظمة "بريكس"، التي تضم أيضا الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، مبررا ذلك برغبة الجزائر في "الخروج من سيطرة الدولار واليورو، ولأن هذه الخطوة تقدم فائدة كبيرة للاقتصاد الجزائري"، على حد تعبيره.

وعلى المستوى الدولي قال تبون إن روسيا والجزائر "متفقان حتى قبل أن نتشاور على أغلب النقاط في ظل الوضع الدولي المضطرب جدا"، في إشارة تحيل على الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ تقف تقف الجزائر في صف الدول التي ترفض إنزال أي عقوبات دولية على موسكو رغم ضمها لأجزاء واسعة من أراضي الشرق الأوكراني.

من جهته، تفادى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي إشارة لملف الصحراء خلال استقباله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مركزا بشكل أكبر على التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، في الوقت الذي ألمح فيه تبون إلى مساندة بلاده لموسكو في وجه العقوبات الغربية بسبب الحرب على أوكرانيا، شاكرا نظيره على مساندة الجزائر للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن.

وقال بوتين، خلال اللقاء الذي جمعه بتبون اليوم الخميس بالكريملن، إن العلاقات بين روسيا والجزائر ذات طبيعة استراتيجية ولها أهمية خاصة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، مشيرا إلى أن "التعاون بين روسيا والجزائر في إطار مجموعة أوبك بلاس يسهم في استقرار أسواق الطاقة، وهو الحديث الذي يحمل إشارات إلى العقوبات الغربية ضد صادرات النفط الروسية.

وأورد الرئيس الروسي "أود أن أشير إلى أن التنسيق الروسي الجزائري في إطار الصيغ والمنظمات متعددة الأطراف هو أيضا على مستوى جيد"، مضيفا جهودنا من خلال أوبك بلاس ومنتدى الدول المصدرة للغاز يسهم في استقرار أسواق الطاقة العالمية"، مشيدا بما وصفه "التفاعل البناء بين البلدين مستمر في أماكن أخرى، ولا سيما في الأمم المتحدة"، داعيا تبون للمشاركة في القمة الروسية الإفريقية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...