تبون يُقوِّل بوتين ما لم يقله.. أعلن تطابق رؤى البلدين حول قضية الصحراء رغم أن الرئيس الروسي لم يتحدث عن الأمر

 تبون يُقوِّل بوتين ما لم يقله.. أعلن تطابق رؤى البلدين حول قضية الصحراء رغم أن الرئيس الروسي لم يتحدث عن الأمر
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 16 يونيو 2023 - 20:13

على الرغم من أن كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم تحمل أي إشارة إلى ملف الصحراء، إلا أن نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يتم اليوم الأيام الثلاثة لزيارته إلى موسكو، استحضر هذا الملف مجددا وتحدث بلسان ساكن الكريملن، موردا أنه "مرتاح لتطابق الرؤى" تجاه الملفات التي جرى تناولها خلال المحادثات بينهما، "على غرار قضية الصحراء والقضية الفلسطينية".

ونقلت الإذاعة الجزائرية الرسمية عن تبون "ارتياحه لتوافق الرؤى تجاه الملفات التي تم تناولها خلال المحادثات، ومنها قضية الصحراء الغربية والوضع في منطقة الساحل والقضية الفلسطينية، وكذا التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فضلا عما يجري في ليبيا"، وفق تعبير الرئيس الجزائري خلال ما أسمته "تصريحا مشتركا" بين الرئيسين.

"وقال تبون إننا متفقون مع كل ما جاء به فخامة الرئيس فلاديمير بوتين خلال تدخله"، قائلا إنهما يتقاسمان وجهات النظر حول الصحراء، في إشارة إلى دعم الجزائر بجبهة "البوليساريو" الانفصالية ولميلشياتها المسلحة، إلى جانب دعم طرح استفتاء تقرير المصير في الصحراء والذي ترفضه الرباط، المصرة على أن مقترح الحكم الذاتي هو أقصى ما تعرضه لطي هذا الملف.

غير أنه بالعودة إلى التسجيل المصور لكلام بوتين خلال لقائه بتبون يتأكد أن هذا الأخير لم يتحدث عن ملف الصحراء، وهو ما يمكن التحقق منه أيضا بالعودة إلى التقارير المنشورة عبر وسائل وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الرسمية الروسية التي غطت اللقاء، حيث اكتفى الرئيس الروسي بالقول إن العلاقات بين روسيا والجزائر ذات طبيعة استراتيجية ولها أهمية خاصة.

"وأورد بوتين "أود أن أشير إلى أن التنسيق الروسي الجزائري في إطار الصيغ والمنظمات متعددة الأطراف هو أيضا على مستوى جيد"، مضيفا "جهودنا من خلال أوبك بلاس ومنتدى الدول المصدرة للغاز يسهم في استقرار أسواق الطاقة العالمية"، كما أشاد بما وصفه "التفاعل البناء بين البلدين مستمر في أماكن أخرى، ولا سيما في الأمم المتحدة".

ولا تتخذ روسيا موقفا داعما للحكم الذاتي، إذ قبل يومين قال ممثلها في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزا، خلال لقاء بين الدول الأعضاء في مجل الأمن مع ممثلي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية إنه يأسف "للأوضاع المقلقة وغير المستقرة" في العديد من المناطق بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن بينها منطقة الصحراء.

غير أن روسيا، لا تتخذ الموقف نفسه الذي تتبناه الجزائر، إذ لا تعترف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، وتختار الامتناع عن التصويت على قرارات مجلس الأمن بخصوص الصحراء، في حين يتعامل معها المغرب بمنطق مقارب، إذ يشدد على أنه ليس طرفا في الحرب الروسية الأوكرانية بأي شكل من الأشكال معلنا الحياد.

وتسعى الجزائر إلى كسب موقف روسي داعم للطرح الانفصالي في الصحراء بعد إعلان أوكرانيا دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، إذ في 22 ماي الماضي حل بالرباط وزير خارجية كييف، ديميترو كولوبا، والتقى نظيره المغربي ناصر بوريطة، وخلال هذه الزيارة أعلن أن بلاده تعتبر أن المخطط المغربي "أساس جدي وذو مصداقية من أجل التسوية الناجحة لقضية الصحراء".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...