المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت.. بدأ عشق سبر أعماق البحار في المغرب وانتهى بشكل مأساوي قرب حطام تيتانيك

 المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت.. بدأ عشق سبر أعماق البحار في المغرب وانتهى بشكل مأساوي قرب حطام تيتانيك
الصحيفة – بديع الحمداني
الجمعة 23 يونيو 2023 - 16:42

يُعد مستكشف الأعماق البحرية، الفرنسي بول هنري نارجوليت، أحد الأشخاص الذين لقوا حتفهم داخل غواصة تيتان التي أُعلن يوم أمس الخميس بشكل رسمي وفاة الأفراد الخمسة الذين كانوا على متنها، جراء "انفجار كارثي داخلي"، بعد العثور على أجزاء من حطامها على مقربة من بقايا سفينة تيتانيك التي غرقت سنة 1912.

وكان المستكشف الفرنسي البالغ من العمر 77 سنة قد قرر النزول يوم الأحد الماضي إلى عمق المحيط رفقة أربعة أشخاص آخرين، هم الملياردير والمغامر البريطاني هاميش هاردينغ، البالغ 58 عاما، ورجل الأعمال الباكستاني شاهزادا داود، البالغ 48 عاما، مع ابنه سليمان البالغ من العمر 19 عاما، وستوكتون راش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة OceanGate المالكة للغواصة.

وكانت الرحلة تقصد حطام سفينة تيتانيك من أجل استكشافها عن قرب، لكن الاتصال عن الغواصة انقطع بشكل مفاجئ بعد نزولها إلى الأعماق، لتنطلق عملية البحث إلى غاية يوم أمس الخميس حيث تم الإعلان عن وفاة ركاب الغواصة بشكل رسمي بعد فشل العثور عليها، وقد كانت الترجيحات تشير إلى احتمالية أن يعيش الركاب 5 أيام على أكثر تقدير، بناء على كمية الأوكسجين الموجودة في الغواصة.

غير أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن المرجح بشكل أقوى أن الغواصة تعرضت لانفجار داخلي في نفس اللحظة التي انقطع الاتصال عنها، حيث أكد عدد من الخبراء صعوبة انقطاع جميع الاتصالات دفعة واحدة إلا إذا كان هناك حادث كبير وضخم، وبالتالي فإن مساعي البحث لم تكن لتثمر عن نتيجة حتى لو تم الوصول إلى الغواصة قبل انتهاء "أيام الأوكسجين".

ويُعتبر المستشكف الفرنسي بول هنري نارجوليت هو أكثر أفراد الغواصة تجربة وخبرة بسبر أغوار المحيطات، حيث سبق أن نزل إلى حطام السفينة أكثر من 30 مرة، كما أنه يُعتبر أول المستكشفين الذين اكتشفوا حطام سفينة تيتانيك، وأول من استخرج بعض بقايا السفينة، وذلك في ثمانينيات القرن الماضي.

وسبق أن ألف بول هنري نارجولين كتابا يكشف فيه الكثير من التفاصيل حول حطام السفينة الغارقة في قعر المحيط سنة 1912، حتى أصبح يُلقب بـ"سيد سفينة تيتانيك" أو "عاشق التيتانيك"، وقد أعرب مرارا عن عشقه لهذه السفينة والحادث التراجيدي الذي حدث لها والذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص.

وكان نارجوليت قد كشف في حوار له مع مجلة "Pointde vue" الفرنسية في أبريل من السنة الماضية بمناسبة ذكرى مرور 110 سنة على غرق تيتانيك، أن عشقه لسبر أغوار البحار واكتشاف البقايا وحطام السفن، قد بدأ وهو لازال طفل صغير لا يتعدى عمره 9 سنوات، وأن أول رحلة استكشافت تحت الأعماق قام بها في شاطئ الدار البيضاء في المغرب.

وقال نارجوليت في هذا الحوار، بأنه انتقل صغيرا إلى المغرب رفقة والديه من منطقة الألب الفرنسية، حيث بدأ في الدار البيضاء عشقه للبحر والاستكشاف، قبل أن ينضم إلى البحرية الفرنسية ويعمل بها طيلة سنوات الخدمة إلى حين تقاعده، ليبدأ بعد ذلك عمليات البحث عن سفينة تيتانيك التي استطاع أن يستخرج من حطامها أكثر من 6 آلاف قطعة مختلفة من بقايا السفينة، وذلك من سنة 1987 إلى غاية 2021، قبل أن ينتهي مسار حياته قرب حطام السفينة التي عشقها طيلة حياته.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...