السباق المستمر للمغرب والجزائر نحو التسلح وحصولهما على أسلحة متطورة يزيد من قلق مدريد

 السباق المستمر للمغرب والجزائر نحو التسلح وحصولهما على أسلحة متطورة يزيد من قلق مدريد
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 28 يونيو 2023 - 18:21

يواصل سباق التسلح بين المغرب والجزائر من أجل الحصول على أسلحة متطورة، زيادة مخاوف وقلق مدريد التي تنظر إلى هذا السباق على أنه يُهدد ميزان القوى في المنطقة، ويُهدد بتراجع قوة الجيش الإسباني أمام الجيشين المغربي والجزائري.

وأشارت صحيفة "لاراثون" الإسبانية إلى هذا المعطى في تقرير جديد، كشفت فيه عن توجه الجزائر نحو تجديد بعض من أسلحتها، كالغواصات الحديثة المزودة بالصواريخ من روسيا، مشيرة إلى أن هذا التوجه الجزائري يأتي لمواجهة توجه المغرب لتطوير قدراته العسكرية بالحصول على الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وبالرغم من أن إسبانيا تملك علاقات ديبلوماسية جيدة مع المغرب في الفترة الحالية، على عكس علاقاتها التي تضررت مع الجزائر بعد قرار الأخيرة قطع علاقاتها مع مدريد على إثر اعتراف إسبانيا بسيادة المغرب عى الصحراء، إلا أن مخاوف إسبانيا تبقى قائمة بشأن البلدين معا فيما يخص التسلح.

ولا يُعتبر قلق إسبانيا من التسلح الذي يقوم بها المغرب والجزائر شيئا خفيا، حيث كشفت صحيفة "إلكونفدينسيال" الإسبانية المقربة من دوائر القرار في أبريل الماضي بشأن المغرب، أن التسلح المستمر الذي يقوم به المغرب لصالح ترسانته العسكرية، باقتناء أسلحة لا تمتلكها إسبانيا وهي في حاجة إليها، يثير قلق الأوساط العسكرية في مدريد، خاصة أنه يساهم باستمرار في تقليص الفارق أو الفجوة العسكرية التي لازالت إلى حدود الآن لصالح إسبانيا.

وأضافت الصحيفة في هذا السياق، بأن توجه المغرب مؤخرا لاقتناء أسلحة مدفعية من الولايات المتحدة الأمريكية، كقاذفة الصواريخ "هيمارس" وعتاد عسكري متمثل في صورايخ تكتيكية طويلة المدى، وقنابل أثبتت قدراتها في الحرب في أوكرانيا، يؤدي بلا شك إلى تقليص ميزان القوى بين الرباط ومدريد، وهذا مثير للقلق في إسبانيا.

وأشارت "إلكونفيدينسيال"، أن هذا التسلح المغربي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، له علاقة بالتوترات الكبيرة والمتصاعدة بين الرباط والجزائر، بسبب الخلافات المرتبطة بقضية الصحراء، إلا أنه ليس كل شيء، بل أيضا هناك رغبة -حسب الصحيفة الإسبانية- لدى الرباط بأن تصبح قوة مهيمنة في شمال إفريقيا والمنطقة.

وجاء هذا في تقرير للصحيفة المذكورة تبعا لإعلان الخارجية الأمريكية بأن وزارة الدفاع "البتاغون" أعطت الموافقة المبدائية لبيع أسلحة للمغرب تتعلق بأنظمة هيمارس (HIMARS) الصاروخية والعتاد التابع لها، بقيمة مالية تتجاوز 520 مليون دولار، هي أسحلة أثبتت نجاعتها ضد الأسلحة والقوات الروسية في الحرب الجارية في أوكرانيا.

وتتعلق الصفقة مع المغرب بشراء 18 قاذفة صواريخ M142 عالية الحركة من طراز (HIMARS) مع 40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، و36 من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة موجهة، و36 رأسا حربيا بديلا لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، وتسع مركبات متعددة الأغراض عالية القدرة على التنقل (HMMWV).

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...