فرنسا انتهت على أسوإ نحو

 فرنسا انتهت على أسوإ نحو
إيمان الفناسي
الأحد 2 يوليوز 2023 - 16:42

ما يحدث في فرنسا اليوم يعيد إلى الأذهان ما حدث في أكتوبر 2005 يوم قتل مهاجران يقل عمرهما عن ثمانية عشر عاما، نعم لقد مر ما يناهز عقدين من الزمن على تلك الأحداث لكن فرنسا لم تتغير والأسباب التي أدت إلى اندلاع المواجهات بين المهاجرين والشرطة ما تزال قائمة .

فرنسا فشلت فشلا ذريعا في استيعاب المهاجرين لجملة من الأسباب أعتقد أن أهمها على الإطلاق أنها لم تنظر إليهم ككيانات آدمية تفكر وتحس وتحمل حمولة ثقافية مغايرة.

المهاجر بالنسبة لفرنسا وحدة إنتاج وما دامت بنية الدولة الديموغرافية قد تسربت إليها الشيخوخة فلا بأس من استقدام الملايين من البشر / الآلات لسد الخصاص، وهنا تكمن المشكلة فكل مهاجر يحمل معه جبالا من الآلام والآمال ويحمل معه ثقافة بلده وقيمه وأهم مطلب للإنسان عبر العصور صيانة كرامته التي لا تتحقق إلا باحترام ثقافته.

ما يحدث اليوم، دليل قاطع أن فرنسا تستشعر خطورة التحولات المجتمعية التي تحدث بداخلها وأن صراعا حتميا بين مكونات المجتمع المتنافرة قد اتخذ أشكال عنيفة يصعب على الدولة ترويضها إن قتل أبناء المهاجرين من طرف رجال شرطة عنصريين أمر لا يستساغ، ونظرة الفرنسيين الاستعلائية للقادمين من وراء البحار ستصطدم بمعطيات الواقع القاسية.

لا قبل لفرنسا اليوم بالعيش بغير الكفاءات المهاجرة تحضرني هنا تلك اللحظات التي قاتل فيها امبابي ليحمل الكأس لفرنسا قلوب الفرنسيين كلهم تعلقت به، لكنه حين أخفق صبوا عليه جام غضبهم. هذه هي العقلية الفرنسية إنهم عاجزون عن الفعل لكنهم غير عاجزين عن طلب المستحيل، وقد سئل أونفري في لقاء تلفزيوني عن سبب حمل أبناء (فرنسا) لقميص المغرب في المونديال مع أنهم لا يتقنون لغته ولم يدرسوا في مدارسه، فأجاب جوابا صادما (لقد انتهينا على أسوإ نحو) فرنسا لم تعد بلد حرية (الواقع أنها لم تكن كذلك في الماضي) ولا يمكنها استيعاب طموح المهاجرين إليها وكل الحضارات التي لم تستوعب الآخر تلاشت .

والآن، مهما تكن نهاية هذه الأحداث المؤلمة بفرنسا، فإنها مؤشر على أن النهاية قد بدأت وربما هي مناسبة لنا كي نستعيد عقولنا المهاجرة في حركة الهجرة المعاكسة التي بدأت بوادرها تلوح في الأفق ومناسبة لنا كي نتخلص من أغلال الاستعمار التي كبلت طموحنا منذ عقود فقط يجب أن نكون في الموعد.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...