بعد إعلان إيران رغبتها في تطبيع العلاقات مع المغرب.. وزير الخارجية الجزائري في طهران بتكليف من تبون للتنسيق في "القضايا الإقليمية"

 بعد إعلان إيران رغبتها في تطبيع العلاقات مع المغرب.. وزير الخارجية الجزائري في طهران بتكليف من تبون للتنسيق في "القضايا الإقليمية"
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 8 يوليوز 2023 - 12:00

لم تنتظر الجزائر كثيرا إثر إعلان إيران استعدادها لـ"تطبيع العلاقات" مع المغرب، قبل أن تبعث بوزير خارجيتها، أحمد عطاف إلى طهران، بتكليف من الرئيس عبد المجيد تبون، والذي حل بالأمر بالبلاد في انتظار استقباله من طرف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حامل معه مجموعة من الملفات "الإقليمية" في إشارة تشمل ملف الصحراء.

وقال بيان للخارجية الجزائرية إن عطاف حل بإيران عشية أمس في زيارة عمل بتكليف من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وأضافت أن هذه الزيارة تندرج في إطار "تجسيد توجيهات قائدي البلدين الشقيقين، الرئيس عبد المجيد وأخيه الرئيس ابراهيم رئيسي، اللذين تحدوهما إرادة مشتركة وعزيمة متبادلة لتعزيز علاقات التعاون والشراكة الجزائرية الإيرانية".

وأوضحت الخارجية الجزائرية أن الهدف من الزيارة يشمل أيضا "ترسيخ تقاليد التشاور البيني والتنسيق السياسي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي"، وأضافت أنه خلال هذه الزيارة، من المنتظر أن يجري الوزير أحمد عطاف محادثات ثنائية مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وأن يتم استقباله من قبل السلطات العليا الإيرانية.

وبتاريخ 29 يونيو المنصرم، قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده ترحب بـ"تطبيع وتطوير العلاقات مع دول المنطقة والعالم، بما فيها مصر والمغرب"، وذلك خلال اللقاء الذي نظمته الخارجية الإيرانية مع سفراء الدول الإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن عبد اللهيان قوله إن "سياسة تطوير العلاقات وتعزيز التعاون مع دول الجوار تأتي ضمن أولويات السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية برئاسة إبراهيم رئيسي"، مضيفا "إنه لمدعاة للسعادة من أننا استطعنا في غضون الأشهر الأخيرة وعبر قنوات الدبلوماسية والتفاوض، أن نعيد العلاقات بين إيران والسعودية إلى طبيعتها".

وجاء ذلك بعد أيام فقط من انتصار إيران للطرح الجزائري بخصوص الصحراء داخل الأمم المتحدة، حيث تحدث ممثلها وحيد غيليش، أمام لجنة الـ24، عن "مسؤولية الأمم المتحدة تجاه شعب الصحراء الغربية وحقه في تقرير المصير"، مبرزا أن بلاده تدعم المفاوضات الجارية، وتشدد على أهمية "الحل السياسي العادل والشامل والمقبول الذي من شأنه أن يضمن تقرير المصير"، وأضاف أن على المجتمع الدولي أن "يلتزم بتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة بشأن الأقاليم المتبقية ضمن جدول أعمال لجنة تصفية الاستعمار" وفق تعبيره.

والعلاقات بين الرباط وطهران مقطوعة منذ أكثر من 5 سنوات، إذ في ماي من سنة 2018 أعلن المغرب رسميا قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بأن طلب من سفيرها مغادرة المملكة واستدعى سفيره من أراضيها، واتهمها بشكل رسمي بتدريب عمسلحي جبهة "البوليساريو" الانفصالية عن طريق "حزب الله" اللبناني الموالي لها، مبرزا أن الأمر تم بوساطة من مسؤول في السفارة الإيرانية بالجزائر.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...