الحزب الشعبي: سانشيز تعمّد إبعاد الملك فيليب السادس عن خارطة الطريق مع المغرب ما دفع الملك محمد السادس إلى عدم إعطاء الأولوية للقاء به

 الحزب الشعبي: سانشيز تعمّد إبعاد الملك فيليب السادس عن خارطة الطريق مع المغرب ما دفع الملك محمد السادس إلى عدم إعطاء الأولوية للقاء به
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأربعاء 19 يوليوز 2023 - 19:38

قبيل أيام معدودات من إجراء الانتخابات التشريعية، قرّر الحزب الشعبي الإسباني مُفاجأة الجميع بإقحام علاقته "التقليدية" بالملك فيليب السادس في خطابات حملاته الانتخابية، متّهما سانشيز بتهميش الملكية في بناء العلاقة الصحية مع المغرب من أجل الظفر بالاهتمام، خلال الاتفاق الذي جمع البلدان وأسس لخارطة الطريق الرامية لتطوير العلاقات وطي صفحة الخلاف "غير المسبوق".

واعتمد المرشح لعضوية مؤتمر الحزب الشعبي عن سبتة، خافيير سيلايا، اليوم الأربعاء، خطابا انتخابيا غير معهود، خصّ فيه الملك فيليب السادس بأهمية في تحديد معالم العلاقات الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب، وذلك خلافا لما جرت عليه العادة من طرف الأحزاب السياسية في البلد، كما شدّد بالمقابل أيضا، على أهمية تعزيز العلاقات بين الجارين الصديقين، من خلال تحقيق عدة أهداف متفق عليها على غرار افتتاح الجمارك التجارية على مستوى تاراخال، والتي لم ينجح البلدان بعد في افتتاحها رغم الاختبارات التجريبية المعدودة التي قاما بها منذ اتفاق يناير الماضي.

وتحولت نقطة إعادة العمل بنظام الجمارك التجارية بمعبري سبتة ومليلية المحتلتين مع المغرب، المتوقع تأجيلها إلى العام المقبل 2024، رغم وجود التزام حكومي بين المغرب وإسبانيا بناء على اتفاق بين البلدين على هذه النقطة، بموجب خارطة الطريق في أبريل 2022، (تحوّلت) إلى واحدة من أهم الوعود الانتخابية الكبرى التي تتبناها الأحزاب السياسية لاستمالة الناخبين خاصة على مستوى المدينتين المحتلتين، على غرار حزب الشعب، وذلك على الرغم من أن سبب التأخر المسجل بين السلطات المغربية والاسبانية في تقييم نتائج الاختبارات التجريبية بين الطرفين.

ومن الأمور المثيرة للاستغراب، هي أن سيلايا في تصريحات لوسائل الإعلام اليوم الأربعاء عقب لقائه بممثلي اتحاد أرباب العمل المحليين في سبتة، حاول طمأنة الناخبين واحتواء قلق مجتمع الأعمال بخصوص "استئناف" انسيابية الحركة التجارية صوب المغرب، وذلك على الرغم من أن الحزب الشعبي أساسا لطالما تبنى خطابا منافيا لما سبق، عندما كان يُشدّد على أن مستقبل سبتة يجب أن يعتمد على توجيه اقتصادها، وضرورة أن تكون التنمية نحو "المزيد من إسبانيا والمزيد من أوروبا".

وبخصوص المغرب، قال القيادي في الحزب الشعبي:" نأمل أن يتم استعادة العلاقات الجيدة مع البلد المجاور ومع حكومة حزب الشعب المستقبلية، وأن يتحقق هذا الوعد بافتتاح مكتب الجمارك التجارية في تاراخال، على الرغم من أننا لا نعرف تفاصيل ما وافق عليه بيدرو سانشيز".

ويرى المرشح الشعبي، أن السلطة التنفيذية المركزية بقيادة فيخو "لن تواجه مشكلة حكومة سانشيز، المنقسمة بين وزراء PSOE وPodemos، والتي تختلف رؤاها للغاية على مستوى السياسة الخارجية لإسبانيا، وكذلك حول القضايا الرئيسية التي تؤثر على مصالح الرباط، كما نعلم جميعًا "، في إشارة إلى ملف الصحراء المغربية، والموقف الإسباني التاريخي بخصوصها.

وزاد المتحدث بالقول وقد أخذه الحماس الانتخابي: "الشيء الآخر الذي لن يحدث مع حزب الشعب هو أننا نشعر بالفخر اتجاه ملكنا ونعي بدوره المهم للغاية كرئيس للدولة في التمثيل المؤسسي الخارجي لبلدنا، وخاصة الحاسم مع الدول العربية"، مضيفا: "لا أحد يشك، على أنه إذا كان فيليب السادس قد رافق سانشيز إلى الاجتماع رفيع المستوى في فبراير ما كان الملك محمد السادس سيذهب إلى الرأس الأخضر"، ويقصد المرشح الشعبي هنا، الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى الغابون في فبراير وليس الرأس الأخضر، والتي تزامنت مع زيارة بيدرو سانشيز إلى المغرب لحضور القمة المغربية الإسبانية، الأمر الذي يعتبره الحزب دليل على أن الملك لا يولي أهمية لبيدرو سانشيز، خلافا للتقدير الذي يكنّه لصديقه الملك فيليب السادس.

واعتبر المرشح الشعبي، أن بيدرو سانشيز همّش الملك الإسباني فيليب السادس ودوره الدبلوماسي، ورغب في ترك رئيس الدولة في الخلفية ليحظى بمزيد من الأهمية، موردا: "وهذا لن يحدث مع الحزب الشعبي، لأننا فخورون بأن نكون مملكة إسبانيا وسيكون فيليب السادس وسيلة لتحسين العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في كل ما يؤثر على سبتة".

وتستعد إسبانيا لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها، يوم الأحد المقبل، وهي انتخابات ذات أهمية كبرى خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ومن أبرز عناوينها العلاقات المغربية - الإسبانية التي ستدخل مرحلة جديدة في ظل التغير التاريخي للموقف الإسباني من ملف مغربية الصحراء، وخروجها أخيرا من الموقف الرمادي، إلى تبني موقف إيجابي يُثمّن مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، باعتباره الحل الأكثر منطقية ومعقولية وجدية.

ونشرت القناة التلفزيونية الأولى، الإثنين، دراسة لمختلف استطلاعات الرأي، ومنحت الحزب الشعبي المحافظ المتزعم للمعارضة 34%، يليه الحزب الاشتراكي المتزعم للائتلاف الحكومي اليساري 28%، واحتل الحزب القومي المتطرف فوكس المركز الثالث بقرابة 13%. وبدوره، حصل حزب سومار وهو يساري راديكالي على 13%. وبهذا، يكون ائتلاف اليمين هو صاحب الأغلبية المطلقة، حسب اتسطلاعات الرأي التي تنشرها وسائل الإعلام الإسبانية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...