كيف حاول إدريس البصري إلزام المغاربة بمشاهدة قناة وحيدة؟
لم يكن دخول أجهزة البارابول إلى المغرب أمراً سهلاً، بل حاولت الدولة، ممثلة في وزارة الداخلية، التي كان يقودها وزير الداخلية النافذ آنذاك إدريس البصري، منع المغاربة من شراء هذه الأجهزة، وشن حينها حملة كبيرة عليها، لدرجة أنه كان يصرح أنها تبث ما يسيء إلى المغرب، في حين كان إدريس البصري يملك جهاز بارابول في بيته.
تعرّف المغاربة على البارابول بالصدفة، عبر ما كان يعرف بـ"تلفزيون الملك"، وهي قناة أجنبية التقطها المغاربة عبر الصحن الهوائي الملكي، واكتشف المغاربة حينها كم هي متطورة هذه القناة مقارنة بالقناة الأولى، لكن المغاربة المحظوظون لم يكونوا حينها سوى سكان المناطق القريبة من قصر الملك، بينما لا يمكن التقاط البث في أماكن أخرى.
لاحقا تسللت أجهزة البارابول إلى منازل المغاربة عبر التهريب من إسبانيا، وصار صعبا للغاية منعها بشكل تام، خصوصا أن المغاربة اهتدوا لطرق "غريبة" لالتقاط القنوات الأوروبية، ومن ذلك وضع الكسكاس في اللاقطات الهوائية.
هذا الأمر جعل إدريس البصري يفكر في حل "سحري"، وهو إلزام المغاربة بأداء رسم نظير الاستفادة من البارابول، مبررا الأمر بأن الأموال المحصل عليها سيتم استثمارها لتحسين القناة الأولى.
فماذا كانت قيمة هذا الرسم؟ وما طبيعة هذا القانون الذي أصدرته الحكومة المغربية؟ وكيف حاولت الدولة إلزامهم بدفعهم؟ وهل نجح الأمر؟ وما قصة تلفزيون الملك؟
