صورة فيخو مع مهرب شهير للمخدرات تشوّش على مستقبله الانتخابي رغم الاستطلاعات "الوردية"

 صورة فيخو مع مهرب شهير للمخدرات تشوّش على مستقبله الانتخابي رغم الاستطلاعات "الوردية"
الصحيفة - خولة اجعيفري
السبت 22 يوليوز 2023 - 20:45

دخلت إسبانيا، ساعات الصمت الانتخابي عشية عملية الاقتراع المفصلية المبكرة التي سيشهدها البلد غدا الأحد، في وقت تميل فيها الترجيحات لصالح اليمين على رغم تأكيد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن الاشتراكيين قادرون على ردم الفوارق، سيّما مع عودة صورة تجمع زعيم الحزب الشعبي المرشح الأبرز لقيادة الحكومة الاسبانية المقبلة ببارون شهير للمخدرات، إلى الواجهة.

وأظهرت آخر استطلاعات للرأي، أن الحزب الشعبي اليميني سيفوز بأكبر عدد من المقاعد لكن من دون أن يحقق أغلبية كافية، وفي حال صدقت هذه التوقعات، سيجد الحزب الشعبي بزعامة ألبرتو نونيس فيخو نفسه مضطرا لتشكيل تحالف حكومي مع "فوكس"، ما سيعني وصول حزب يميني متطرف إلى الحكم في إسبانيا للمرة الأولى منذ نهاية حقبة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو في العام 1975.

من جهة أخرى، لابد من استحضار أن حملة الحزب الشعبي واجهت عثرات في مراحلها الأخيرة على خلفية الأسئلة المتجددة لزعيمه ألبرتو نونيس فيخو بشأن صلاته بمهرب المخدرات الشهير مارسيال دورادو في تسعينات القرن الماضي عندما كان يشغل منصبا بارزا في حكومة منطقة جليقية شمال غرب البلاد، كما أدلى فيخو بتصريحات غير دقيقة خلال مناظرة تلفزيونية، اذ شدد على أن الحزب الشعبي لطالما كان مؤيدا لزيادة معاشات التقاعد.

وسعى سانشيز الذي يتولى السلطة منذ عام 2018، إلى استغلال هذه العثرات والبناء عليها لتعزيز موقع اليسار، ليؤكد في تصريحات تلفزيونية الجمعة بالقول: "أرى أن الحزب الشعبي يفقد الزخم بينما يعود الاشتراكيون" إلى الواجهة. وشدد خلال تجمع انتخابي ليلة الجمعة في خيتافي بضواحي مدريد الجنوبية، والذي كان الأخير له قبل يوم الصمت الانتخابي، على أن الاشتراكيون سيفوزون في هذه الانتخابات، مضيفا: "وسنفوز فيها بشكل مدو ".

وكان سانشيز قد شَنّ في وقت سابق هذا الأسبوع هجوما مباشرا على فيخو على خلفية "إضاعته فرصة لتوضيح طبيعة علاقته" بدورادو، مهرب التبغ الذي تمت إدانته لاحقا بتهريب المخدرات. ونشرت صحيفة "إل باييس" المحسوبة على اليسار، عام 2013 صورا للسياسي فيخو ومهرب المخدرات المذكور، يقضيان إجازة على متن يخت دورادو في منطقة إيبيزا وجزر الكناري، وكان المرشح البارز اليوم لقيادة الحكومة الإسبانية، في تلك المرحلة مسؤولا عن الخدمات الصحية في غاليسيا أو جليقية.

وسخر سانشيز من دفاع فيخو عن نفسه، بالقول إن محرك البحث غوغل لم يكن موجودا في تلك الفترة، في إشارة إلى أنه لم يكن بمقدوره أن يعرف ما يخطط له دورادو وما يقوم بعد تورطه في تهريب المخدرات.

من جهة أخرى، ركز رئيس الوزراء الحالي بيدرو سانشيز، في حملته الانتخابية على سجله في المجال الاقتصادي، مبرزا تحقيق إسبانيا في مجال النمو ونسبة التضخم، أداء أفضل من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي.

وفي حين أظهرت غالبية استطلاعات الرأي الأخيرة أن الحزب الشعبي وفوكس قادران على نيل الغالبية في البرلمان المؤلف من 350 مقعدا، رجحت بعضها عدم تمكنهما من ذلك، ما سيمهد الطريق أمام عودة الاشتراكيين إلى الحكم، وستتاح لهؤلاء فرصة تشكيل حكومة جديدة نظرا لأن مروحة خيارتهم لناحية التحالفات الممكن تشكيلها هي أكبر، خصوصا مع حزب سومر اليساري المتطرف، وعدد من الأحزاب الصغيرة الأخرى.

ولا يستبعد مراقبون، أن يعجز الطرفان عن تحقيق غالبية كافية في مجلس النواب لتشكيل حكومة، ما قد يؤدي إلى الدعوة لانتخابات جديدة في تكرار لسيناريو العام 2019، وقال فيخو لصحيفة "إل موندو" الجمعة إنه يشعر "برياح التغيير" تهب في البلاد.

وخلال تجمعه الانتخابي الأخير في جليقية، حض السياسي اليميني مناصريه على تأمين دعم هائل له مؤكدا رغبته في تولي السلطة التنفيذية "بمفرده"، وتعهد في حال فوزه بإبطال العديد من القوانين التي أقرت في عهد سانشيز، بما فيها السماح لكل من بلغ السادسة عشرة تغيير جنسه على بطاقة الهوية عبر مجرد تصريح بذلك.

كما وجه انتقادات لسانشيز على خلفية تصريحات بشأن دورادو قائلا "لم أتوقع أن يلجأ رئيس الوزراء إلى هذا الهراء لمحاولة تقويض سمعة خصمه". كما هاجم الحزب الشعبي وفوكس تحالف سانشيز لاعتماده على أصوات الأحزاب الانفصالية في كاتالونيا والباسك لتمرير مشاريع القوانين، واعتبرا أن ذلك يعد "خيانة" لإسبانيا.

من جهته، انتقد سانشيز الحزب الشعبي على خلفية تشكيل تحالفات محلية وإقليمية مع فوكس، الحزب الذي يعارض الاجهاض وينفي وجود تغير مناخي ويرفض الحاجة إلى بذل جهود حكومية لمواجهة العنف على أساس الجندر.

وفي أعقاب انتخابات ماي، بات فوكس يتولى السلطة في أكثر من 140 بلدية، أكان بمفرده أو ضمن تحالف مع الحزب الشعبي، كما يحكم بالشراكة مع الحزب في منطقتين أخريين.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...