احتمالية استمرار سانشيز "تُخيب" آمال الجزائر بالرغم من تصدر الحزب الشعبي نتائج الانتخابات الإسبانية

 احتمالية استمرار سانشيز "تُخيب" آمال الجزائر بالرغم من تصدر الحزب الشعبي نتائج الانتخابات الإسبانية
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 24 يوليوز 2023 - 18:00

بالرغم من تصدر الحزب الشعبي (PP) المنتمي إلى اليمين لنتائج الانتخابات العامة في إسبانيا، بحصوله على 136 مقعدا من أصل 350 مقعدا، إلا أن هذا التصدر لم يكن كافيا لهذا الحزب من أجل تشكيل حكومة بأغلبية مريحة، وهو الأمر الذي يُعتبر "خيبة أمل" للجزائر التي كانت تراهن على حدوث تغيير في هرم الحكومة الإسبانية بسقوط سانشيز وغياب أي احتمالية في بقاءه رئيسا في مدريد.

وفي ظل النتائج الحالية التي تُعطي الوصافة لحزب العمال الاشتراكي المنتمي إلى اليسار بقيادة سانشيز، بعدما حصل على 122 مقعدا، فإن احتمال بقاء سانشيز لولاية ثانية يبقى واردا، في ظل وجود سيناريوهات التحالف للوصول إلى الأغلبية، خاصة أن مجموع مقاعد الكتلة اليسارية يصل إلى 169 مقعدا، وتتبقى 7 مقاعد لتحقيق الأغلبية.

وتوجد المقاعد المتبقية لتحقيق الأغلبية لليسار الإسباني، لدى الأحزاب المطالبة بالاستقلال في إقليم الباسك وكتالونيا، وهو ما سيفرض على سانشيز بدء مرحلة عسيرة للتفاوض معها وإقناعها، نظرا لأن هذه الأحزاب  أعلنت رفضها الدخول في أي تحالف مع اليمين أو اليسار.

ومن المنتظر أن تبدأ صورة ما سيحدث بشأن تشكيل الحكومة المستقبلة لإسبانيا بالظهور في الساعات المقبلة، خاصة أن زعماء الأحزاب المتنافسة في هذه الانتخابات ستشرع في تقديم خطاباتها لإعلان نواياها بشأن مرحلة ما بعد الانتخابات، ويبقى السيناريو المتوقع هو أن تطول المفاوضات قبل الوصول إلى معرفة من سيتولى الحكومة الجديدة، علما أن سيناريو إعادة الانتخابات يبقى واردا أيضا في حالة عجزت الأحزاب الأولى في تحقيق الأغلبية.

وفي عموم المشهد الانتخابي لإسبانيا، فإن هذه النتائج تبدو "مخيبة" للجزائر التي كانت تأمل في صعود الحزب الشعبي بقيادة نونييز فييخو لتولي الحكومة عن طريق تحقيق أغلبية مريحة، نظرا لكونه الزعيم السياسي الذي صرح أكثر من مرة عن رغبته في المصالحة مع الجزائر، وأنه سيعمل على إعادة إسبانيا إلى موقفها المحايدفي قضية الصحراء، وهو ما ترغب فيه الجزائر بشدة.

غير أن هذا السيناريو لم يحدث، كما أن سيناريو استمرار سانشيز لولاية جديدة يبقى واردا بشدة، وهو ما يعني استمرار القطيعة مع الجزائر لسنوات أخرى، والأكثر من ذلك، استمرار دعم مدريد لمغربية الصحراء عن طريق مساندة مقترح الحكم الذاتي لحل النزاع.

وكانت الجزائر قد سحبت سفيرها من مدريد في مارس من العام الماضي في خطوة احتجاجية على إعلان مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، ثم قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع إسبانيا، قبل أن تُقرر في منتصف نفس العام، تعليق معاهدة الصداقة والتعاون وإيقاف المعاملات التجارية بين البلدين.

وتشترط الجزائر لاستئناف العلاقات مع إسبانيا، أن تتراجع الأخيرة عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، وهو الأمر الذي رفضته مدريد تحت قيادة سانشيز، مما دفع بالمسؤولين الجزائريين لتعليق آمالهم على سقوط هذا السياسي وصعود آخر يتبنى سياسة مختلفة، غير أن ما حدث في الانتخابات الإسبانية إلى حدود الساعة لم يكن وفق ما كانت تأمل وترغب.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...