سابقة.. لا احتفالات بعيد العرش في السفارة المغربية بفرنسا في ظل الفراغ الدبلوماسي والأزمة بين البلدين

 سابقة.. لا احتفالات بعيد العرش في السفارة المغربية بفرنسا في ظل الفراغ الدبلوماسي والأزمة بين البلدين
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 3 غشت 2023 - 19:49

على عكس باقي سفارات المملكة عبر العالم، غابت احتفالات عيد العرش عن سفارة المغرب في باريس، لتكتفي الدبلوماسية المغربية في فرنسا بتنظيم أنشطة احتفالية في القنصليات، في ظل إصرار الرباط على عدم تعيين سفير جديد منذ ما يزيد عن 6 أشهر، تاريخ إعفاء محمد بن شعبون من منصبه إثر تعيينه مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاستثمار.

وجرت الاحتفالات في قنصليات المملكة بمدن مونبوليي وستراسبورغ وليل وبوردو وتولوز، بحضور القناصلة العامين للمملكة، وإلى جانب أفراد يمثلون الجالية المغربية، حضر أيضا سياسييون فرنسيون من بينهم أعضاء في البرلمان الفرنسي بغرفتيه، ومنتخبون محليون، وكذا أعضاء في البرلمان الأوروبي، المؤسسة التي عقدت الأزمة بين الرباط وباريس.

وتفادى المغرب تنظيم أي احتفالات من طرف سفارته بباريس، في ظل الفراغ الدبلوماسي غير المسبوق الذي تعيشه، وبذلك تفادى أي لقاء مع مسؤولين في الحكومة الفرنسية، علما أنه في دول أخرى جرى تنظيم احتفالات كبيرة بحمولة سياسية ودبلوماسية، على غرار ما جرى في إسبانيا، والتي حضرها وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، ووزير الفلاحة والثروة السمكية ليس بلاناس.

وكشف بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، صدر بتاريخ 19 يناير 2023، عن إنهاء مهام محمد بنشعبون كسفير للمغرب لدى فرنسا بتعليمات من الملك محمد السادس، علما أن بنشعبون عُين من طرف العاهل المغربي مديرا عاما لصندوق الاستثمار الجديد في 19 أكتوبر 2022.

ونُشر بلاغ وزارة الخارجية في الجريدة الرسمية بتاريخ 2 فبراير 2023، أي بعد شهر من استقبال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للسفير الفرنسي الجديد بالرباط، الذي قدم نسخا من أوراق اعتماده بصفته سفيرا مفوضاً فوق العادة للجمهورية الفرنسية لدى الملك محمد السادس، وذلك بتاريخ 30 دجنبر 2022، وإلى الآن لم يحظ هذا الأخير باستقبال ملكي.

وتراكمت مسببات الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا، بفعل قرار هذه الأخيرة تقليص التأشيرات المسلمة للمواطنين المغاربة بنسبة 50 في المائة، ثم تفاديها إعلان دعم الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية بشكل صريح، وأخيرا بسبب القرارات المناوئة للرباط الصادرة من البرلمان الأوروبي، والتي يقف خلفها نواب من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون.

وكان ماكرون قد بعث برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ24 لعيد العرش، عبر فيها عن "متمنياته بالسعادة والصحة والنجاح" للعاهل المغربي، مجددا "الإعراب عن مشاعر الصداقة العميقة التي يكنها الشعب الفرنسي للشعب المغربي"، وتابع قائلا "النجاحات التي حققها المغرب منذ بداية حكم جلالتكم وما حملته من زخم تحديثي كانت رائعة".

وأضاف ماكرون أن "فرنسا، بإخلاص واحترام، جعلت دوما التعاون مع المغرب أولوية"، معربا عن قناعته بـ"القدرة النموذجية للشراكة الاستثنائية التي تربط فرنسا والمغرب كفيلة بإيجاد الأجوبة المناسبة للرهانات الكبرى في الوقت الراهن"، كما عبر الرئيس الفرنسي عن "يقينه في أن العلاقة بين فرنسا والمغرب قادرة على أن تنمو وتتعزز بشكل أكبر".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...