اضطرابات النيجر تُربك الجزائر و"البوليساريو".. والسيناريوهات المطروحة لحل الأزمة في صالح المغرب

 اضطرابات النيجر تُربك الجزائر و"البوليساريو".. والسيناريوهات المطروحة لحل الأزمة في صالح المغرب
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 13 غشت 2023 - 14:37

أحدث الانقلاب العسكري في النيجر "ارتباكا" في مناطق الجوار، خاصة التي ترتبط مع النيجر جغرافيا وبالعديد من الشراكات، مثل الجزائر، التي يبدو إلى حدود اللحظة أن سيناريو الانقلاب يجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مجهولا، وفي نفس الوقت تدخل دول "الإيكواس" لإعادة محمد بازوم إلى الحكم، لا يبدو أيضا في صالح الجزائر لما سيكون لهذا التدخل من تداعيات في صالح دول غرب إفريقيا التي تمتاز بعلاقات جيدة مع المغرب.

ووفق العديد من التقارير، فإن قادة الانقلاب يستعدون لاعلان حكومة جديدة، لكن المثير في الأسماء المطروحة، أن بعضها يرتبط بعلاقات جيدة مع الرباط، ومن بينهم المرشحة لتولي منصب وزيرة الصناعة التقليدية والسياحة، غويشين أغايشاتا أتا، التي أتمت دراستها الجامعية في المملكة المغربية قبل العودة إلى بلدها النيجر.

وسواء في سيناريو الانقلاب أو سيناريو العودة إلى ما قبل الانقلاب، فإن الأوضاع في النيجر لا تبدو على الأرض تخدم مصالح الجزائر، وهو ما يدفعها إلى المطالبة بإيجاد حل سلمي داخل البلاد دون أي تدخل عسكري خارجي، وتدعمها في هذا الطرح روسيا، التي حذرت من تدهور الأوضاع في منطقة الساحل في حالة حدوث تدخل عسكري من طرف دول الإيكواس.

ومن جانب آخر، فإن تطورات الأوضاع في النيجر، لا تخدم أيضا مصالح جبهة "البوليساريو" الانفصالية، التي تسعى جاهدة منذ أكثر من سنتين إلى استقطاب اهتمام الرأي العام الدولي، إلى ما تصفه بـ"الحرب في الصحراء" ضد "الاحتلال المغربي"، حيث تتجه الأنظار الدولية والأممية كلها نحو النيجر حاليا.

وبخصوص المغرب، فإن الرباط سبق أن حذرت في وقت سابق مرارا، من انفجار الأوضاع في مناطق الساحل، في ظل وجود نشاط متزايد للجماعات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، ودعت إلى تقوية أنظمة الدول الإفريقية، بمحاربة النزعات الانفصالية والارهابية في هذه المنطقة، مع إيلاء اهتمام أكبر لتقوية الجانب الاقتصادي كأحد العوامل الهامة للاستقرار.

وفي هذا السياق، وقع المغرب مع نيجيريا اتفاقية هامة لتنفيذ مشروع أنبوب الغاز الذي سيعبر 11 بلدا يقع على الساحل الأطلسي الغربي لإفريقيا، بهدف خلق الاستقرار الاقتصادي في هذه المناطق، والتصدي للمظاهر التي تؤدي إلى حدوث قلاقل واضطرابات.

وتُعتبر الأوضاع الحالية في النيجر وتأثيرها على دول الجوار، بمثابة رسالة واضحة لما سبق أن أكدته الرباط سابقا، أن أي اضطراب في المنطقة سيكون له تداعيات على باقي الدول المجاورة، وبالتالي فإن دعم الجبهات الانفصالية، مثل "البوليساريو"، هو دعم لإحداث اضطرابات في المنطقة.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...