رواق تواصلي وحملات تحسيسية.. NARSA تواكب خصوصية فصل الصيف بعملٍ ميداني يهدف إلى تقليص حوادث السير

 رواق تواصلي وحملات تحسيسية.. NARSA تواكب خصوصية فصل الصيف بعملٍ ميداني يهدف إلى تقليص حوادث السير
الصحيفة من طنجة
الأثنين 14 غشت 2023 - 12:14

على كورنيش طنجة، وفي الوقت الذي يقصد فيه الكثيرون الشاطئ للاصطياف، اختار العشرات من الأشخاص حط رحالهم هناك للتواصل مع الناس، واضعين نصب أعينهم هدفا رئيسيا، هو المزاوجة بين عطلة ممتعة وبين السلامة لمستعملي الطريق الذين يتزايد عددهم بمدن شمال المملكة في فصل الصيف.

يمكن رؤيتهم من بعيد، لأنهم مميزون بصدرياتهم ذات اللون الأصفر العاكس للضوء وقبعاتهم الصيفية الشمسية. هم عناصر الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، وبرفقتهم العديد من مهنيي وجمعوي قطاع السياقة الذين اختاروا التطوع من أجل إنجاح مبادرة تدخل ضمن الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية.

ويتعلق الأمر بعملية تواصلية مباشرة، مقرها الرئيس رواق مؤسساتي من 36 مترا مجهز بمختلف المتطلبات اللوجيستية للتواصل مع المواطنين من مختلف الأعمار، من مطويات ودعائم تحسيسية وأنشطة تفاعلية، أما الأطفال فلهم أيضا نصيب من العملية يجمع بين التوعية والمرح وينتهي بجوائز تشجيعية.

استراتيجية للسلامة الطرقية

وتأتي هذه المبادرة ضمن الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية الممتدة إجمالا على الفترة ما بين 2017 و2026، والمقسمة على مرحلتين الأولى من 2017 إلى 2021 والثانية من 2022 إلى 2026، والهدف المسطر هو الوصول إلى عدد أقل من القتلى ضحايا حوادث السير، بنسبة ناقص 25 في المائة في الشطر الأول وناقص 50 في المائة في الشطر الثاني.

ويشرح حسن هبازي، المدير الجهوي للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، هذا الأمر قائلا إن السنة المرجعية المعتمدة في إطار الاستراتيجية هي سنة 2015، وفيها سجل المغرب 3776 قتيلا، وكان من المفترض الوصول إلى أقل من 2800 ضحية سنة 2021 لكن الرقم المسجل هو 3685، ما يعني تسجيل انخفاض دون الوصول إلى الرقم المطلوب.

ويبقى الهدف الثاني المتوخى سنة 2026 هو الوصول إلى أقل من 50 في المائة من عدد القتلى مقارنة بإحصاءات سنة 2015، أي أقل من 1900 قتيل سنويا، لذلك ارتأت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية تكثيف أنشطتها التحسيسية والتوعوية، في إطار تواصلي مباشر مع المواطنين من أجل حثهم على احترام قوانين السير بشكل أكبر وتفادي مسببات الحوادث.

مخاطر منطقة الشمال

ولم يكن اختيار NARSSA لمنطقة الشمال لاحتضان رواقها التواصلي اعتباطيا، فالأرقام تؤكد أن المنطقة تسجل بدورها أرقاما كبيرة لحوادث السير سنويا، ففي 2015 سقط بطرقاتها 285 قتيلا، وهو الرقم الذي عملت الاستراتيجية، في بعدها الجهوي، على تخفيضه على مرحلتين.

وهكذا، كان الهدف هو الوصول إلى أقل من 214 قتيلا سنة 2021، لكن هذا الرقم بدا صعب المنال حيث سجلت جهة طنجة تطوان الحسيمة مع انتهاء تلك السنة 291 ضحية، أي أكثر مما سُجل خلال السنة المرجعية، الأمر الذي كان يعني ضرورة مضاعفة الجهود لتدارك الأمر.

وحسب هبازي فإن بارقة أمل مهمة ظهرت في 2022، إذ مع متم السنة سجلت الجهة 263 قتيلا، أي بتراجع بلغ ناقص 7,7 في المائة وهي نتيجة مشجعة سُجلت في السنة الأولى من الشطر الثاني من الاستراتيجية الجهوية، التي حددت كهدف لها في نهاية 2026 الوصول إلى أقل من 143 قتيلا.

خصوصية فصل الصيف

وجاء اختيار فصل الصيف لاحتضان هذه المرحلة من الأنشطة التحسيسية، تزامنا مع عطلة الصيف التي تشهد عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إذ تنضاف 500 ألف عربة إلى شوارع المملكة، وتعرف شبكة الطرق حركية أكبر ما يعني ارتفاع معدلات حوادث السير.

ومدينة طنجة هي إحدى المدن التي تستقبل عددا كبيرا جدا من أفراد الجالية، إلى جانب استقبالها للمصطافين القادمين من مختلف مناطق المملكة لقضاء عطلة الصيف، ما يعني الدخول في مرحلة استثنائية تطلبت من الوكالة مضاعفة مجهوداتها لتقليص مخاطر الطريق.

ويعتمد على المخطط على مقاربة تشاركية بين أطر الوكالة والفاعلين الجمعويين والمهنيين وكافة الأطراف المعنية، إلى جانب السلطة المحلية، للعمل على مجموعة من الأنشطة التوعوية المرفوقة بتدابير احترازية الغاية الأساسية منها هي تأطير سلوك مستعملي الطريق لضمان أقصى درجة من الالتزام بقوانين السير وقواعد السلامة.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...