تقرير: بعد سنتين على قطع العلاقات بين المغرب والجزائر.. حدّة التوتر تراجعت

 تقرير: بعد سنتين على قطع العلاقات بين المغرب والجزائر.. حدّة التوتر تراجعت
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 14 غشت 2023 - 16:44

قررت الجزائر في 24 غشت 2021 قطع علاقاتها الكاملة مع المغرب، وسحب سفيرها من الرباط، بسبب ما وصفته بـ"الأعمال العدائية للمغرب تُجاه الجزائر"، وتمر الآن حوالي سنتين على القطيعة بين البلدين، دون وجود أي آمال في الأفق بإمكانية حدوث مصالحة بين الطرفين، وفق تقرير لصحيفة "Nius" المتخصصة في الشؤون الدولية.

وحسب ذات المصدر، فإن العديد من القضايا، أبرزها قضية الصحراء، لعبت دورا مهما في توتر العلاقات بين البلدين، لتصل إلى حد توتر حاد بدأت تلوح فيه إشارات حول مواجهة عسكرية محتملة بين البلدين الجارين، قبل أن تتراجع هذه الحدة في الشهور الأخيرة، ويتراجع معها التوتر الذي كان قائما بقوة العام الماضي بالخصوص.

وأدرجت الصحيفة المذكورة عدد من الأسباب التي أشعلت فتيل التوتر بين البلدين، من أبرزها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو الاعتراف التي كان من ضمنه توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وهو الاتفاق الذي اعتبرته الجزائر بمثابة تهديد لها.

إضافة إلى قضايا أخرى مرتبطة باتهامات الجزائر للمغرب بالتجسس عليها ببرنامج "بيغاسوس"، وفق نفس المصدر، والتدخلات العسكرية للقوات المغربية في الصحراء ضد جبهة "البوليساريو" والتي أدت في إحداها إلى مقتل 3 جزائريين كانوا يعبرون الصحراء المغربية نحو موريتانيا على متن شاحنات تجارية.

كما ساهمت قضايا أخرى في نفس الإطار في زيادة حدة القطيعة والتوتر بين الجزائر والمغرب، بعدما قررت الجزائر عدم تجديد العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي الذي يعبر الأراضي المغربية نحو إسبانيا، وكان المغرب يحصل مقابل ذلك على حاجياته من الغاز الجزائر، قبل أن يساهم قرار الحكومة الإسبانية بدعم مبادرة الحكم الذاتي للصحراء في تعقيد العلاقات بين الجزائر والمغرب وإسبانيا أكثر.

لكن حدة التوتر وفق صحيفة "نيوس"، بدأت بشكل تدريجي في التراجع، خاصة في الآونة الأخيرة، ولاسيما أن المغرب، من خلال الملك محمد السادس، أبقى دائما اليد ممدودة لترميم الأعطاب الواقعة في العلاقات بين البلدين، حيث دعا أكثر من مرة إلى طي صفحة الخلافات بين البلدين الشقيقية وبدء مفاوضات إصلاح العلاقات بدون شروط وقيود الماضي.

وأشار التقرير المذكور إلى أن دعوة الملك محمد السادس الأخيرة بمناسبة عيد العرش في 29 يوليوز الماضي، يبدو أنها أثمرت بعض النتائج، بعدما أكد في خطابه مرة أخرى، بأن المغرب لن يكون أبدا مصدرا للشر للجزائر، وبعد أيام قليلة صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لوسائل إعلام بلاده، خلال حديثه عن الأوضاع في النيجر، بأن الجزائر لن تستعمل القوة مع أي أحد من جيرانها، ويُعتبر المغرب أحد جيران الجزائر.

هذا وتدعو العديد من الأطراف العربية كل من المغرب والجزائر بضرورة الدخول في مفاوضات لانهاء القطيعة وإصلاح العلاقات بين البلدين، وقد طالبت الرباط بذلك في العديد من المناسبات، إلا أن تجاهل هذه الدعوات أو رفضها يكون في الغالب من الجزائر التي تفرض عدد من الشروط لقبول أي مفاوضات.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...